لعلَّ أهم ما يميّز فترات الازدهار في تاريخ أي مجتمع وأمة هو حالة الثقة بالنفس والثقة بالغير، ففي فترات الازدهار الحضاري يشيع الانفتاح على ثقافة الآخر ويسود الفضول العلمي وحب الاستطلاع وتعيش الأمة حالةً من التسامح الديني والتسامي الاجتماعي على الخلافات أيّاً يكن لونها.
والملاحظ أن ضعف الثقة بالنفس يؤدي في المقابل إلى التعصب، والانغلاق، والضيق بالآخر، فمدرسة التواصل تسود في عصور الازدهار، ومدرسة القطيعة تسود في عصور الانحطاط، يستوي في ذلك الفرد والمجتمع.
فالفرد كلما زاد نضجه الفكري والإنساني أنس بالآراء المختلفة واتسع صدره للآخرين وصار أكثر ترحيباً وإصغاءً للآراء المتضاربة والنظر للأمور من زواياها المختلفة.
سألت ذات مرة أحد أساتذة الجامعة ممن كنت أعتبرهم قدوة في الجدل العلمي والإحاطة الفكرية بكل جديد في مجال تخصصه، عن شخصية فكرية جدلية عرفت بجرأتها في نسف وزحزحة الثوابت المعروفة في الوعي الديني الإسلامي، فتفاجأت حين سمعته يشيد به بقوله: «قرأت كتبه، وأرى أن في بعض آرائه ما يستحق أن يُعاد النظر فيه بشكل جدي، وبعضها أقرأه على سبيل الاستئناس». غيّرت هذه العبارة نظرتي ليس في خياراتي الفكرية فحسب، بل على مستوى نظرتي إلى الحياة ...
http://beladitoday.com/index.php?aa=news&id22=18306
التعليقات (0)