مواضيع اليوم

المثير اللذيذ وأثره على توتر وآثار توتر جاذب وموصول بفكرة

سمير ساهر

2009-12-24 10:20:12

0

المثير اللذيذ وأثره على توتر وآثار توتر جاذب وموصول بفكرة
أنت على وشك أنْ تُغَيِّرَ دينك أيها المتوتر كثيرًا

عندما يكون إنسان ما متوترا كثيرا، بحيث يَجْذُبُ التوترُ المتوترَ إلى فكرة مقرون رئيسي بتوتر حاصل، بالإضافة إلى أنَّه يستمع إلى شيء لذيذ، أو يرى شيئا لذيذًا، أو كلاهما معًا؛ فإنَّ اللذة تقترن بالـ"فكرة الموصولة بتوتر جاذِب"؛ وبهذا فإنَّ المتوترَ يَنْجَذِبُ إلى "فكرة مقرون رئيسي بتوتر جاذِب" من خلال مسارين:
المسار اﻷول: التوتر الجاذِب.
المسار الثاني: اللذة المقرونة بالـ"فكرة الموصولة بالتوتر الجاذِب”.


1- أسباب التوتر كثيرة جدًا، فلا مجال لحصرها، والتوتر يمكن أنْ يَنْوَصِل بفكرة إلى حد انجذاب المُتَوَتِّر نحو الفكرة الموصولة بالتوتر، وهذا هو الـ"انْوِصَال التوتري الجاذب"، والفكرة الموصولة بالتوتر قابلة للتغيير، فممكن في وقت س أنْ تَنْوَصِل بالتوتر فكرة، وبعد ثوانٍ - أو أكثر - تَنْوَصِل بالتوتر فكرة تناقضها.
التوتر الجاذب يكون جذبه جبريا، وليس بإرادة المجذوب، ولكن إرادة المجذوب ممكنة التعلق بتخفيف التوتر الجاذب، ومن ثم القضاء عليه، هذا بعد حُدُوث التوتر الجاذب، أمَّا قبل حُدُوث التوتر الجاذب فممكن للذي يمكن أنْ يتعرض للتوتر الجاذب أنْ يبتعد عن التوتر لكيلا يصير التوتر جاذبا، ولكن لكي يُخَفَّف من التوتر الجاذب، ومن ثم القضاء عليه، فعلى الذي يعاني من توتر جاذب أنْ يَعْلَم سبب التوتر الجاذب، وهو المداومة على التوتر، فيَتَجَنَّب المداومة على التوتر.

من أهم أسباب الـ"توتر الجاذب”: الحركات الدفاعية الجسدية – وهي غالبا تكون وسط الجسد - بشأن فكرة يُراد صدها، هي في الحقيقة عبارة عن توصيل الفكرة بالتوتر، وكذلك تشبثها بالتوتر، ومن ثم تشبثها بآثار التوتر؛ وبهذا تكون العمليات الدفاعية هي صد الفكرة من حيث ظاهرها، ولكنها توصيل الفكرة من حيث باطنها، ثم أنَّ الفكرة الموصولة بالتوتر من حيث باطنها تحل محل الظاهر الذي كان لصد الفكرة، وتحتل الفكرة الـ"ظاهر" بمداومة التوتر، والتفكير بشأن الفكرة؛ وبهذا تستولي الفكرة على الظاهر والباطن؛ وبهذا تكون النتيجة عكسية تماما، أي بدلا من صد الفكرة؛ فإنَّ الفكرة تستولي عليه؛ ومن هنا تبدأ المثيرات اللذيذة تعمل عملها بسهولة حيث يمكن أنْ تقترن المثيرات اللذيذة بالفكرة الموصولة بالتوتر، وآثار التوتر.


الفرح ذو الفكرة المضادة للفكرة الموصولة بالـ"توتر الجاذب”:
إذا فرح المصاب بالتوتر الجاذب، بحيث يكون الفرح ضد الفكرة الموصولة بالتوتر الجاذب؛ فإنَّ التوتر الجاذب يُحْبِِط الفرح بنسبة ما – تتوقف نسبة الإحباط على نسبة التوتر الجاذب -، وأرجو ألاَّ يقال أنَّك وقعتَ في تناقض، فتارة تقول: أنَّ الفرح مثير لذيذ، بحيث يقترن بالفكرة الموصولة بالتوتر الجاذب.. وتارة أخرى تقول: أنَّ الفرح مثير لذيذ ولكن التوتر الجاذب يُحْبِط الفرح.. الحقيقة أنْ الشيء الذي يجب أنْ نفهمه ليزول التناقض – هو – أنَّ الفرح المُحْبَط من التوتر الجاذب يكون ضد الفكرة الموصوله به (أي بالتوتر الجاذب)، وليس – الفرح – محايد عن الفكرة الموصولة بالتوتر الجاذب، لكي لا يَحْدُث إحباط، بل يَحْدُث اقتران اللذة بالفكرة الموصولة بالتوتر الجاذب.


الـ"متوتر المجذوب" وشعوره بمعاندة غيره، ومعاندة نفسه:
الذي يعاني من الـ"توتر الجاذب" لو كان في محاورة مع أحد من دين آخر – بما في ذلك اﻹلحاد – فإنَّه يَشْعُر أنَّه يعاند، وهذا يجعلنا نُقَسِّم المعاندة إلى عدة أقسام:

1- معاندة مكابر: أي أنَّ المعاندة تبدأ من الفكر، وصاحبها لا يتبع الحق بل يكابر، رغم الحق، ورغم التوتر الجاذب.

2- معاندة توترية: أي أنَّ الـ"توتر الجاذب" يجعل المعاند يعتقد أنَّه حقا معاند ومن منطلق صحيح، حيث يكون التوتر مُوَجِّه للعقل في المعاندة، ويكون العقل يعمل في مراتبه الدنيا، وهذا يعني أنَّ المعاند المتوتر هنا لو ترك المعاندة؛ فإنَّ وصوله إلى الحق يكون مصادفة، هذا على افتراض أنَّه وصل إلى الحق.

3- معاندة آثار توتر: أي أنَّ آثار توتر تجعل المعاند يعتقد أو يظن أنَّه معاند ومن منطلق صحيح، وهذه المعاندة تختلف عن المعاندة التوترية حيث لا يكون صاحبها متوترا، ولكنها كثيرا ما تؤدي إلى توتر، ولكن هناك فئة من الناس من يمكنه مراقبة هذه المعاندة في نفسه، ولا يسمح لها أنْ تُحْدِث توتر، رغم صعوبة عدم إحداث توتر مُسَبَّب من آثار التوتر.


المُتَوَتِّر المجذوب واتخاذ قرار سريع بعد صراع أفكار متعددة:
في هذه الحالة إذا اتخذ قرارا فإنَّه يَمُرُّ بحالة توتر سريعة، يعقبها انشراح صدر، وهنا إنْ اتخذ قرار سريعا، فإنَّ وصوله إلى الحق سيكون مصادفة لا أكثر، ولا يوجد ضمان أنْ لا يتجدد الصراع، ﻷنَّ العقل يمكن أنْ يستيقظ، بل حتى لو لم يستيقظ العقل؛ فيوجد احتمال ﻷنَّ يتجدد الصراع، أو يَحْدُث صراعا عبر مثير لذيذ أو مؤلم، أو كلاهما معًا، بحيث يَضَع حدا للقرار السريع الذي أُتُّخِذَ سابقًا، أو على اﻷقل لا يستقر الحال الذي نتج عن اتخاذ القرار السريع السابق.. الذي يتخذ قرارا سريعا في هذا الحال ليس بالضرورة أنْ يُعَمِّم القرين المؤلم، أو القرين اللذيذ، أو كلاهما معــًا.


حرية ومسؤولية المصاب بالتوتر الجاذب:
المصاب بهذا الحال تكون حريته منخفضة جدا، فهو شبه مقهور أو مقهور تماما؛ ولهذا فمسؤوليته عن اتخاذ قرار متعلق بالتوتر الجاذب يجب أنْ يُنْظَر إليها (أي مسؤوليته) بحذر.


إبدال الفكرة المخالفة، ومن ثم فَصل الفكرة الجديدة عن التوتر:
يُفّضَّل عندما تكون فكرة مخالفة وموصولة بتوتر أنْ لا يُقْضَى على التوتر بمثير لذيذ، لكيلا تقترن اللذة بالفكرة المخالفة والموصولة بالتوتر، فالطريق اﻷفْضَل هو إبدال الفكرة بفكرة أخرى يمكن أنْ تكون مخالفة ولكن مخالفتها من حيث الرتبة أقل من مخالفة الفكرة التي يُرَاد القضاء عليها، كما يُفَضَّل أنْ تكون الفكرة مخالفة من حيث اﻷصل وليس – من حيث – الفرع فقط، ومن ثم فلا بأس من القضاء على التوتر بمثير لذيذ، ولا بد من إخبار المراد تبديل فكرة موصلة بتوتر فيه أنَّ اللذة ستقترن أو تقترن أو اقترنت بالفكرة الموصولة بالتوتر ما هو إلا اقتران، وأنَّ العقل آناء الاقتران يكون يعمل في الحدود الدنيا؛ ولهذا لا بد من القضاء على الاقتران بالعقل، ويمكن القضاء عليها بمثير مؤلم بحيث لا يَنْوَصِل اﻷلم بالفكرة، ومن المُفَضَّل عدم اللجوء للمثير المؤلم إلا عندما تَحْدُث صعوبة بشأن إبدال الفكرة المراد إبدالها.


صلاة الاستخارة وتحكيم للعقل:
صلاة الاستخارة ما هي إلا صلاة يحضر فيها العقل بوضوح تام، فيبت في اﻷمر الذي بسببه أقام صلاة الاستخارة، وبهذا فصلاة الاستخارة ليست قراءة عدة كلمات، مع عدة حركات، ثم ينتظر الذي صلَّاها الجواب من الله، دون أنْ يعقل، فهذه الصلاة في الحقيقة ليست الصلاة التي أمر الله عباده أنْ يصلوها، فصلاة الاستخارة هي صلاة عقلية، فالله يأمر الناس أنْ تعقل اﻷشياء، وذم كثيرا الذي لا يعقلون من بني اﻹنسان بلا استثناء.
على افتراض أنَّ الذي صلَّى صلاة الاستخارة قد صلَّاها بلا تحكيم عقله، أي لفظ عدة كلمات من الكتاب الذي يؤمن به ثم تحرك عدة حركات، وبدأ ينتظر الاستجابة؛ فإنَّ الاستجابة لن تكون غير ما يمليه التوتر الجاذِب، يعني لن يتغيَّر شيء، فالتوتر الجاذب يبقى مسيطرًا قبل صلاة الاستخارة، وفي حال صلاة الاستخارة، وبعد صلاة الاستخارة، ولا يوجد مخرج إلا بتحكيم العقل، وهذا الحال ينطبق على المثيرات اللذيذة، والمثيرات اللذيذة التي اقترنت بفكرة موصولة بتوتر، أو آثار توتر.


يمكن تصنيف الناس في هذا الشأن إلى ثلاث فئات:
عوام: فئة العوام إذا دخلتْ في حوار مع أصحاب ديانة أخرى، وانشغلوا إلى حد التوتر، حيث لا يوجد معهم معلومات كافية لتسندهم في حوارهم؛ فإنَّ توترهم يمكن أنْ يصل إلى حد الجَّذْب (توتر جاذِب)؛ وهذا يجعل احتمال تغيرهم دينهم – الذي نشأوا عليه – مرتفع جدًا، حيث يظنوا أو يعتقدوا أنَّ الحق يجذبهم لدين محاورهم، ولكن هذا لا يعني أنَّهم لا يمكن أنْ يعيشوا صراعا بين عقيدة نشأوا عليها وتوتر جاذب، ولكن يمكن لفئة منهم أنْ تستسلم للجذب، وفئة أخرى تنسبه إلى سحر، وفئة ثالثة لا تستجب رغم الصراع.

العوام يمكن أنْ لا ينظروا إلى أجوبة العلماء، بل يريدوا خوض تجربة بأنفسهم، فهؤلاء يمكن أنْ يقعوا في معتقد محاورهم بسهولة، بسبب جهل يقترن بتوتر.
العوام الذين ينظرون إلى أجوبة العلماء، ولكنهم يتوترون إلى الحد الذي يجعل التوتر جاذِبا، بحيث يجذبهم إلى معتقد خصمهم، فهؤلاء يمكن أنْ يقعوا بسهولة في معتقد خصمهم، فربما لا يقدروا على صراع التوتر الجاذب، ولا يتيحوا للتوتر الجاذب فرصة ليخف من حيث هو توتر جاذب.

صوفيون: يمكن للصوفية بيسر أنْ يقعوا في معتقد محاورهم فهم يقيمون قيمة كبيرة للأحلام، فالتوتر الجاذب لا يكون جاذِبا ما لم تكن الفكرة ناشطة في الذهن، وهذا يجعل احتمال أنْ ينجذب إلى معتقد خصمه: سهل، حيث ستظر له في الحلم، وربما تقترن في نومه بمثير لذيذ فلا يجد نفسه إلا على دين خصمة، ونحن هنا لا نعمم هذا الكلام على كل الصوفية بل على فئة منهم، وبقية الفئات لو حَدَث فيها توتر جاذب فيمكن أنْ يصارعوه وينتصروا عليه.

علماء: العلماء هم أقل الفئات انجرارًا من التوتر الجاذب لو حَدَثَ فيهم، وحدوث التوتر الجاذب فيهم، له عدة أسباب، منها:
1- عدم استجابة الخصم للحجج الساطعة والقاطعة، أو عدم استجابة خصمهم لمطالبهم أو لدعوتهم.
2- خوفهم على العوام الذين يحاورون خصومهم، أو يقرؤون شبهاتهم، حيث يخافون أنْ تؤثر شبهات الخصوم في العوام، فيغيروا – العوام - دينهم إلى دين خصمهم أو أنْ يتركوا دينهم على أقل تقدير.


المصاب بلذة اقترنت بالـ"فكرة الموصولة بالتوتر الجاذِب"، وبالـ"توتر الجاذب”:

2- إمَّا أنْ يستجيب إلى اللذة التي اقترنت بالـ"فكرة الموصولة بالتوتر الجاذب"، أو يستجيب إلى الـ"توتر الجاذب"، أو كلاهما معًا؛ فيطمس عقله.. إذا كانت الفكرة التي اقترنت بها لذة والـ"مقرونة (الفكرة) بالتوتر الجاذِب" عقلانية؛ فإنَّ دخوله إلى العقلانية يكون مجرد مصادفة، فربما لا يكون يفقه من العقلانية شيئا.


الذي يستجيب إلى اللِّذَّة التي اقترنت بالـ"فكرة الموصولة بالتوتر الجاذِب"، والتي تختلف عن الفكرة التي نشأ عليها؛ فإنَّه يَشْعُر بفرح، وهذا يَظْهَر بوضوح في الصدر أكثر من بقية المواطن، حيث في بعض اﻷحيان يرتفع الصدر، ويساوقه إدخال هواء كثير إلى الرئتين، حيث يَشْعُر أنَّه وصل إلى الحقيقة المطلقة، وإذا أمِنَ على نفسه؛ فأنْه يبدأ يدعو الناس إلى اﻹيمان بالفكرة التي اقترنت فيه بلذة، خصوصا إذا كان جزاء من الفكرة بها دعوة إلى الآخرين لاعتناقها.

3- وإمَّا أنْ لا يستجيب إلى اللذة التي اقترنت بالـ"فكرة الموصولة بالتوتر الجاذِب"، أو لا يستجيب إلى الـ"توتر الجاذب" وحده - أي بمعزل عن اقترانه بلذة -، أو كلاهما معًا ؛ فيجعل العقل هو الحكم، رغم اﻷلم الحاصل من جذب التوتر، وكذلك – رغم اﻷلم الحاصل – من فكرة تسبب توتر بسبب وجود اللذة المقرونة بالـ"فكرة الموصولة بالتوتر الجاذِب".

الذي لا يستجيب إلى اللِّذَّة؛ فإنَّه يُقاوِم اللِّذَّة عبر توتر، بحيث يرفع الصدر؛ وهذا يجعل أعصاب الصدر تحتفظ بـ"آثار التوتر"، وكلما كَثُر الرفع التوتري للصدر؛ فإنَّ آثار التوتر تَكْثُر، بحيث يمكن أنْ يصير الـ"توتر الجاذِب": “آثار توتر جاذبة" في الصدر خصوصا، وبقية المواطن عموما.


الفكرة المخالفة أصوليا وفروعيا والخوف من اقترانها بلذة:
عندما يكون المثير اللذيذ متعلق بـ"فكرة مخالفة أصوليا" عن التي نُشِئ عليها؛ فإنَّها تصير مخيفة بالنسبة للذي يَشْعُر بالمثير اللذيذ هذا، وهذا لا ينطبق على المثير اللذيذ غير المخالفة أصوليا، ولكن إنْ انطبق على المثير اللذيذ غير المخالفة أصوليا فربما يكون السبب – هو – الخوف من تعميم المثير اللذيذ على الفكرة المخالفة أصوليا.. ليس بالضرورة أنْ تكون الفكرة مخالفة أصوليا، فقد تكون موافقة أصوليا ولكن يوجد خلافات بين المنتمين في مسائل معينة، قد تصل إلى حد العداء.

 

الراحة التي تلازم التوتر الشديد الموصول بفكرة مخالفة:
يوجد حالة يشعر اﻹنسان فيها بنوع من الراحة تلازم التوتر الشديد، فعندما يتوتر اﻹنسان كثيرًا، ثم يبدأ يتوقف عن التوتر؛ يبدأ الجسد بإفراز مادة (في الدم واﻷعصاب وخصوصًا الأعصاب) تجعل الجسد يميل إلى السكينة، وفي هذا الحال يبدأ صاحب هذا الحال يتنفس بحيث يرتفع صدره، ويلازم رفع الصدر إفراز المادة التي تجعل الجسد يميل إلى السكينة؛ وهذا الحال يجعل الفكرة المخالفة وهي الموصولة بالتوتر تقترن بلذة، وإذا علمنا أنَّنا نتناول الدين بالدرجة اﻷولى في بحثنا هذا؛ فهذا يعني أنَّ الدين المخالف – الذي لم ينشأ عليه صاحب هذا الحال – يبدأ يقترن بلذة، فتبدأ اللذة تلفت انتباه الفكر لهذا الشعور اللذيذ، الذي اقترن بالدين المخالف، فبدلًا من أنْ تصدر اللذة عن الفكر، فإنَّ العكس هو الذي يَحْدُث، أقصد أنَّ الفكر هو التي يصدر عن اللذة، وهنا تختلف ردة فعل صاحب هذا الحال، فقد يقول أحدهم:”لولا أنَّ هذا الدين حق لمَا أحببته، فهناك من جعلني أحبه دون تدخل مني”، وقد يقول آخر:”ما هذه اللذة المتعلقة بهذا الدين، رغم أنَّه غير مقبول عقليًا"، ولكن إنْ كان مقبول عقليًا فربما يحاول التوفيق بين دينة السابق والدين الذي اقترن فيه بلذة، وآخر قد يصارع اللذة، هذا إنْ لم يكن على إطلاع على هذا البحث، ولكن إنْ كان على إطلاع فعلى اﻷغلب سيصارعه، ولكن الاطلاع مع الفهم وقبول اﻷفكار التي في هذا البحث تزيد نسبة الذين يصارعون اللذة التي اقترنت بالدين المخالف.


دع المثيرات اللذيذة تستمر في جعل الفكرة التي نشَأت عليها تقترن بلذة:
نصيحة إلى الذي اقترنت "فكرة مخالفة" بلذة - على حين غفلة منك - عن الفكرة التي نشأت عليها، فلا تجعل تفكيرك يعمم اقتران اللذة على كل أجزاء الفكرة بعد أنْ تستيقظ من غفلتك – التي أتاحت لفكرة مخالفة أنْ تقترن بلذة -؛ فهذا التعميم يجعل تفكيرك يصدر مثيرات لتقف أمام الفكرة التي نشَأت عليها، وهنا تبدأ الفكرة التي نشأت عليها تقترن بألم، بسبب المثيرات التي تقف أمام الفكرة التي نشأت عليها، فالوقوف أمام الفكرة التي نشأت عليها هي عملية توترية؛ وبهذا يتعزز الاقتران المؤلم ضد الفكرة التي نشأت عليها.. فكما أنَّ الفكرة المخالفة قد اقترنت بلذة على حين غفلة، فاجعل الفكرة التي نشأت عليها تبقى مستمرة من حيث اقترانها بلذة، فاجعل الحياة جميلة، وانظر إلى اﻷسس المتجانسة في كل من الفكرة التي اقترنت بلذة على حين غفلة والفكرة التي نشأت عليها، ثم حكم عقلك، أو توقف عن أنْ تقترن بلذة بقية أجزاء الفكرة المخالفة.. ليس بالضرورة أنْ تقترن اللذة بفكرة مخالفة على حين غفلة، فيمكن أنْ يتعمدها صاحبها، أو يحاول أنْ يتحقق من صحة اقتران اللذة بفكرة مخالفة عن الفكرة التي نشأ عليها.. اقتران اللذة أوسع من أنْ ينحصر بشأن فكرة مخالفة عن الفكرة التي يُنْشَأ عليها، ولكن نحن في بحثنا هذا نبحث قضية الفكرة المخالفة التي تختلف عن الفكرة التي لم يُنْشَأ عليها.


الفكرة التي نَتكلَّم عنها بشأن التوتر الجاذِب، تكون شعورية؛ ولهذا فشدة الـ"توتر الجاذِب" في هذا الحال تكون قوية جدا، بعكس الحال بشأن "آثار التوتر الجاذِبة"، إلا إذا كانت "آثار التوتر الجاذبة" قوية جدا، بحيث تبقى الفكرة – الموصولة بآثار التوتر الجاذِبة - في الشعور.

إذا كان في الشعور واللاشعور أكثر من فكرة تَتَدَاول على الانْوِصَال (أي على أنْ تكون موصولة) بالـ"توتر الجاذِب"، أو "آثار التوتر الجاذِبة"؛ فإنَّ الانْوِصَال يكون للفكرة التي تُشْغِل الشعور أكثر، واﻷفكار التي تتداول على الانْوِصَال يمكن أنْ يكون – تداولها - خلال ثوان، أو دقائق، أو أكثر، ولكن كلما كان تداول الانْوِصَال سريعا؛ فإنَّ هذا يزيد التوتر، ويلزم عن زيادة التوتر زيادة في شدة الجذب.


ديار ليلى واقترانه بحب قيس لليلى:
على الذي اقترن شيء ما بلذة، بحيث يمكن أنْ يسبب له مع نفسه مشكلة، أو في محيطه "أنْ يفهم قضية الاقتران" كما فهمها قيس بن الملوح (مجنون ليلى)، فالمثيرات اللذيذة تجعل الشيء الحاضر يقترن بلذة.
قال قيس:
أمر على الديار ديار ليلى أُقَبِّل ذا الجدار وذا الجدارا.
وما تلك الديار شغفن قلبي ولكن حب من سكن الديارا.
من خلال البيتين السابقين نفهم أنَّ قيس فهم أنَّ الشعور اللذيذ الذي يعتريه عندما يمر على ديار ليلى سببه الاقتران، وهذا جعله يقول: أنَّ حبه موجَّه لمن سكن الديار وليس للديار نفسه، ولكن الديار اقترنت بحبه لمن سكن الديار؛ ولهذا قَبَّل جدران ديار ليلى.


فلنَفْصِل الكلام بشأن "آثار التوتر الجاذِبة" بعض الشيء عن الـ"توتر الجاذِب" ليكون الموضوع أوْضَح، ولا يقع أحد في التباس:

عندما يكون في إنسان ما "آثار توتر" كثيرة، بحيث تَجْذُبُ آثار التوترُ المتوترَ إلى فكرة مقرون رئيسي بـ"آثار التوتر"، بالإضافة إلى أنَّه يستمع إلى شيء لذيذ، أو يرى شيئا لذيذًا، أو كلاهما معًا؛ فإنَّ اللذة تقترن بـ"الفكرة الموصولة بآثار توتر جاذِبة"؛ وبهذا فإنَّ المتوترَ يَنْجَذِبُ إلى "فكرة مقرون رئيسي بآثار التوتر الجاذِبة" من خلال مسارين:
المسار اﻷول: آثار توتر جاذِبة.
المسار الثاني: لذة مقرونة بالـ"فكرة الموصولة بآثار التوتر الجاذِبة”.

1- كل ما كتبناه في قضية التوتر الجاذب ينطبق على أثار الـ"توتر الجاذبة"، ولكن لا بد من زوال التوتر، بحيث لا يبقى إلا "آثار توتر جاذبة"، وليس "توتر جاذب”.


المصاب بلذة اقترنت بالـ"فكرة الموصولة بآثار التوتر الجاذِبة"، و"آثار توتر جاذبة”:

2- أمَّا أنْ يستجيب إلى اللذة التي اقترنت بالـ"فكرة الموصولة بآثار التوتر الجاذبة"، أو يستجيب إلى "آثار التوتر الجاذبة"، أو كلاهما معًا؛ فيطمس عقله.. إذا كانت الـ"فكرة التي اقترن بها لذة والمقرونة (الفكرة) بـ"آثار التوتر الجاذِبة" عقلانية؛ فإنَّ دخوله إلى العقلانية يكون مجرد مصادفة، فربما لا يكون يفقه من العقلانية شيئا.

3- وأمَّا أنْ لا يستجيب إلى اللذة التي اقترنت بـ"آثار التوتر الجاذبة"، أو إلى آثار الـ"توتر الجاذب" وحده، أو كلاهما معًا ؛ فيجعل العقل هو الحكم، رغم اﻷلم الحاصل من جذب التوتر، وكذلك – رغم اﻷلم الحاصل – من فكرة تسبب توتر بسبب اللذة المقرونة بالـ"فكرة الموصولة بآثار التوتر الجاذِبة".

هذا الإصدار اﻷول، وقد انتهيتُ منه في تاريخ 24 ديسمبر 2009.

أضفتُ للموضوع فقرة في تاريخ 22 فبراير 2010




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات