مواضيع اليوم

المثل العليا السياسية فى أثينا

emad helal

2011-05-05 15:37:30

0

المثل العليا السياسية

فى أثينا

( 495 – 429 ق . م )

ان خطبة الرثاء الشهيرة المنسوبة الى الخطيب العظيم " بركليس " زعيم الديمقراطية فى أثينا تخليدا لذكرى شهداء العام الأول من حرب أثينا مع اسبرطة ، والتى كشف عنها المؤرخ " توسيديدس " thucydides وكشف لنا فى براعة منقطعة النظير عن المثل العليا السياسية التى يستهدف تحقيقها الرجل الأثينى .

ففى كل سطر من سطورها يلمس الإنسان مدى اعتزاز الأثينى بمدينته ، ومقدار فخره بها ، وتتعرض الخطبة لدعوة كل أطياف المجتمع الأثينى للمشاركة السياسية ، والخدمة العامة ، دون لأخذ فى الاعتبار مركزه الاجتماعى من كونه غنى أو فقير

وأيضا تتعرض الخطبة لعظمة أثينا الموحدة والمؤلفة تحت ظل ديموقراطيتها التى لا تنفصل عن المثل العليا لأثينا ، والمعنى الخلقى الذى فهمه من الديمقراطية الأثنية .

ولقد كان غرض بركليس الأساسى من وراء هذه الخطبة أن يثير فى ذهن سامعيه الإحساس بدولة المدينة باعتبارها أعلى مايمتلكه المواطن الأثينى واثارة الشعور الوطنى ، ودار خطابه حول عظمة الحاضر .. وهو يقول .

" أناشدكم أن تسلطوا أنظاركم يوما تلو يوم على عظمة أثينا حتى تفيض قلوبكم بحبها ، وان أخذتم يوما بمجدها وعظمتها فاذكروا رجالا عرفوا واجبهم ، وأقاموا بشجاعتهم صرح هذه الامبرارطورية ، وكانوا اذا جد الجد لا يخامرهم إلا شعورهم بخوف العار وإباء الضيم ، واذا قدر لهم الفشل أبو أن تفقد بلادهم شرفها أو مجدها فجادوا لها راضين بأرواحهم كأعز قربان يقدمونه فى عيدها "

وكان من أشد ما كان يدعو اليه " بركليس " هو أن أثينا عرفت سر مواءمة المواطنين فيها بين شؤونهم الخاصة والمشاركة السياسية فى الحياة العامة المدنية وهويقول .

" أن المواطن الأثتى لا يهمل شؤن الدولة بحجة انشغاله بشؤن عائلته ، بل أن المنهمكين منا فى أعمالهم لا تنقصهم الفكرة السليمة عن الشئون السياسية ، وأن المواطن الذى لا يعنى بالمسائل العامة لا ترى فيه رجلا منعدم الضرر بل رجل منعدم الفائدة ، ولئن كان قليل منا مبتكريين فان جميعا فى السياسة قضاة موهوبين

" وبهذه المشاركة العامة أصبح من المثل العليا ألا يحرم شخص من هذه المشاركة بسب مركزه الاجتماعى ، كما يحدثنا " بركليس "

" وعندما ينفرد مواطن بميزة من أى نوع ، فانه يفضل أن يتولى الخدمة العامة كمكافأة على جدارته ، لا كامتياز يسمو به على غيره ، وكذلك لم يكن الفقر حائلا أمام الفقير ، بل كان من الممكن أن تفيد منه الدولة أيا كان سوء حالته "

أى وبعبارة أخرى لا يولد إنسان للوظيفة ، ولا تباع الوظيفة للإنسان ولكن يوضع كل فرد فى المكان الذى تؤهله له مواهبه بحكم تكافؤ الفرص للجميع .

انظر الدعوة لتكافؤ الفرص بين الغنى والفقير ، وأيضا المواءمة والتمثيل السياسى فى الجمعية العامة لكل المواطنين الاثنيين .

والخطبة تتعرض للحرية واحترام القانون والحياة المشتركة المتجانسة فى المدن الاغريقية عامة وأثينا خاصة منذ فجر التاريخ فى الفترة التى عاش فيها بركليس

( 495 – 429 ق. م )

عماد هلال




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !