المثلية نضال من نوع آخر

يختلف البشر في طريقة تعاطيهم وتعاملهم مع الأحداث، فهناك من يراها من زاوية دينية وهناك من يضعها بزاوية حركة التاريخ وهناك من يرميها بسهم المؤامرة وهكذا، ذلك الاختلاف لا يغير من الحقيقة شيئاً فالحدث هو الحدث والنتيجة ما سيقوله الحدث في النهاية..

المجتمعات مجتمعات مدنية متدينة مسالمة تشترك مع الحيوانات في الغريزة والانضواء تحت لواء الجماعة لكنها تختلف عنها في العقل ، بسبب ذلك العقل دارت عجلة التنوير فحدثت في التاريخ أحداث تنويرية قُوبلت بالتحريم والتجريم واستمرت العجلة في الدوران رغم مذابح العقل فحضرت الفلسفة والفنون وانحسر الظلام الذي خيم طويلاً على المشهد...

الثورة الفرنسية استمرت قرابة المائة عام فكانت النتيجة التنوير والعقل والفلسفة ومابعد الحداثة في القرن الحالي، تلك الثورة ألقت بضلالها على البشرية فأخذت تستلهم منها التنوير والقيم الليبرالية وشيئاً من العلمانية التقليدية، لقد اخذت أوروبا زمام المدنية والتحضر بفعل الثورة الصناعية والعلمية بعدما كان التاريخ يقول العالم الإسلامي كان صاحب المبادرة والممسك بزمام الحضارة.

رغم كل التقدم العلمي والحراك الفكري الذي يشغل العالم وتجاوزه مرحلة صراع الحضارات إلا أن هناك عقول تُناضل من أجل تحطيم البشرية وتحويلها لكائنات حيوانية لا قيمة لها.

لعل الدعوة إلى المثلية والترويج لتلك الفكرة الخبيثة جريمة بحق العقل البشري وبحق النفس البشرية مهما كانت المبررات والأسباب، فهناك عقول شيطانية متطرفة لا تقل تطرفاً عمن يحمل السلاح لتطبيق فكرته الأيديولوجية، المجتمعات المتماسكة هي التي تعيش وفق قانون الطبيعة الوحيد والصحيح "ذكر وأنثى" انهيار المجتمعات يبدأ من تحويل ذلك القانون إلى مجرد صدفة بيولوجية اكل عليها الدهر وشرب...

تقف المجتمعات أمام مرحلة تاريخية بالغة الخطورة والحساسية ففكرة المثلية ليست فكرة حقوقية بل فكرة شيطانية هدفها تفكيك المجتمعات وتحقيق رغبة الشيطان في التربع على عرش الشهوة الحيوانية الوقاية تبدأ من الأسرة التي هي أساس المجتمعات ونواة الاستمرار.. ..