المثقف و السلطة ؟
بقلم : محمد بن عمر /عضو اتحاد الكتاب التونسيين .
مقولة تستبطن الفكر الغربي منذ العهد اليوناني، الذي يقسم البشر إلى سادة و عبيد، إلى نخبة و عوام، إلى مثقفين و رعاع...
و الفكر العربي /الإسلامي بقي أسيرا لمثل هذه المقولات التي تتضارب تضاربا كليا مع ما بشر به الإسلام ( دين البشرية منذ نزول آدم إلى الأرض )
و الذي لا يرى فرقا بين جميع الخلق ...
فالمسلمون سواسية أمام الله /الرب ، فهو الله / المعبود
و المسلمون كلهم عبيدا لله ، ينصاعون لأمره المنزل عن رضى و طواعية ، و الحاكم / ولي الأمر /هو المؤتمن على تننفيذ "أمر الله المنزل " مؤسساتيا ، و المسلمون كل مؤتمن فرديا على الاستجابة إلى أمر الله في علاقة إخلاص لله ، و بقدر ما يكون الإخلاص يكون الجزاء في الدنيا و الآخرة ...
فالحاكم الحق/الفعلي هو الله في بلاد المسلمين .. :"إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (40)يوسف ؟ !!
أما معرفيا ، "فالله" يتصف بالعلم المطلق /الشامل /الكامل ، و "بقية الخلق" فعلمهم نسبي و محدود جدا أمام معرفة الله و علمه المطلق/الشامل الكامل /الأزلي ، و دور الإنسان السعي الدائب نحو عمق المعرفة و رسوخها ، و بقدر التقرب إلى الله و الإيمان بما نزل من معرفة في كتبه ، يزداد رسوخ المؤمنين ، كما تزداد خشيتهم من الله :
**أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَرَاتٍ مُخْتَلِفاً أَلْوَانُهَا وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالْأَنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ كَذَلِكَ **إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ **إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ [فاطر:28/
**هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ **وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُوْلُوا الأَلْبَابِ**[ آل عمران:7]) ..؟!!
**ذلك بعض ما جاء في تعقيبي على 3 مداخلات حول المثقف و السلطة نظمتها مساء اليوم (28/02/2014)دار الثقافة الشيخ إدريس ببنزرت بحضور 3 أساتذة جامعيين ،
و "نخبة من المثقفين" وصفتهم بــــــ"المنصهرين فكريا" في الفكر الغربي ، ما جعلهم معزولين عن إحداث أي تغيير حقيقي لصالح الانتفاضة التي يشهدها مجتمعنا التونسي وهو ما أقر به المتدخلون الناطقين باسم الفكر الغربي القديم و الحديث الذي أضل البشرية منذ آلاف السنين
و جعلها لا ترتقي إلى مستوى عبش السوائم بفضل ما يسمون بالـ"نخبة" و "الحكماء" و "الفلاسفة" و "معلمي البشرية" الغباء و الجهل ..؟
فهل من مدكر ؟
التعليقات (0)