مواضيع اليوم

المثقف العربي العائب الاكبر في ربيع الشعب العربي

عبدالباقي فكايري

2011-11-08 22:15:31

0

في ظل ايام الربيع العربي والحراك السياسي والاجتماعي وما تقوم به الشعوب العربية في معظم شوارع ودروب العالم العربي بخلاف المماليك التي تحميها امريكا بدولارات الخليج المكدسة في بنوكها نلحظ غياب  الحراك الثقافي بين الطبقات المثقفة في كل المستويات .... او يكاد يضهر ليعود ويختفي خلف اشكال متعددة تكاد تكون مبهمة في كل الاوقات ...

وحيث يغيب هذا الحراك الثقافي اعتقد ان المثقف العربي بسكوته هذا قد سقط في مستنقع ما يتهم به من طرف العامة بانه ليس له امتداد في المجتمع وبعيد كل البعد عن التاثير والتفاعل بما يجري من حوله عند العامة والخاصة ....كما انه يثبت عموم ما يقال عنه بانه تابع وغير متبوع يجتر حياته من صلب ما تتصدق به عليه الانظمة الحاكمة في الوطن العربي

ان غياب الحراك الثقافي ينعكس سلبا عن كل تحركات التغيير الايجابية الامر الذي يعرقل تحرك هذه الشعوب نحو الامام وتسيير يوميات هذا الحراك بشكل فوضوي تقوده بعض العامة تنتسب هنا وهناك بصفة العموم بعيدا عن المستوى الثقافي المتشعب ذو المخزون الثقيل الذي يسمح بالنجاح والانتصار والاخذ بيد المجتمع والشعوب نحو مجتمع راقي تسوده العدالة تبتعد به عن اي شيئ يسمح بعودة ديكتاتور جديد ...


حيث ان غياب الحراك الثقافي والمثقف اساسا هو مفتاح المسيرة السوية لهذا الحراك الاجتماعي والسياسي للشعوب العربية للاخذ بيدها نحو المصير المنشود وليس الى مصيره المرسوم لها من طرف حكامه...ا

ان دور المثقف وحراكه الواجب التنفيذ في اقرب وقت تنتضره الشعوب العربية بكل شغف وتعض على النواجد املا فيه لسد الفراع الذي يحتله بعض العامة في قيادة هذه المسيرات لاجل ان تنجح هذه الثورات السياسية والاجتماعية وتقوم على مبادئ عادلة وديمقراطية حقيقية تعطي ثمارها وتكلل مسيرة الشعوب العربية بالنجاح بعيدا عن سياسة الانتقام والتغيير من اجل التغيير فقط...

ان ساحات كل الميادين قد تحركت واكاد ارى كل الساحات قد امتلئت الا ساحة المثقفين قد غابت بين سراب وهم عدم الثقة والخوف وانتضار الغالب والمغلوب الى حد النفاق والنرجسية غير البريئة ....

يبدو لي في خضم هذه الاحداث المتسارعة ان المثقف العربي قد غابت عنه فطنته واستقراءه للاحداث او بالاحرى فوجئ على حين غرة بهذا الحراك الشعبي المتعدد الاوجه في اتجاهه السياسي والاجتماعي فاصابه الارتباك وذهبت عنه ثقته بدوره الريادي للمجتمع والذي هو قائده في اماله وتحقيق امنايته في العيش السعيد في حرية تكفل له حقه وتحميه من كل ظلم وتعسف وهذا الدور منوط بالمثقف في كل صف من صفوف هذه الشعوب التي تقف في الساحات كل يوم تنشد التغيير ...

ان عبئ المسؤولية يقع على المثقف في ريادة هذه الشعوب في مطالبها في حين نجده انه الغائب الاكبر في يوميات هذا الربيع العربي المتعدد الاشكال يبتز من جهة ويقهر من جهة اخرى ويغرر به من عدة جهات في غياب دور المثقف الذي يستطيع ان يسير بهذه التحولات الى شاطئ الامان بعيدا عن الفوضى المقننة والانتقام الاعمى لقطع دابر الدكتاتورية حتى لا تكون ولا تعود ولن تتكرر ثانية .....

ان الحراك السياسي والاجتماعي العربي يحتاج الى حراك ثقافي يقود المسيرة لقطع الشك باليقين بالنجاح وقيادة مشروع الشعب العربي بوعي بعيدا عن العشوائية والغوغائية وبعيدا ايضا عن المنافقين والبصاصين المتكسبين وصيادي المياه العكرة

ننتضر الحراك الثقافي العربي لاجل ان يقود الشعب العربي ويستعيد له السيادة تحت لواء العدالة والحرية ويحقق الكرامة للجميع في اطار قيم الإنسانية الرفيعة التي تحقق للإنسان العربي إنسانيته كما يحلم بها ويتمناها في كل خطوة في مسيرته في ساحات الحرية ...

ان الوعي الذي اكتسبته الشعوب العربية في خضم هذه الاحداث قد اجبرتها على الادراك والتفرقة فيما بين من يقف في صف مسيرتها نحو الخير وفي من يقف في الطرف الاخر يستغل الفرصة لركوبها واتخاذها مطية سهلة كما يتوهم بعد نجاحها وهذه الشعوب تدرك جيدا حاجتها لحراك ثقافي يقوده نخبة مثقفة تدرك المعنى الحقيقي لهذا الحراك السياسي والاجتماعي والشعوب العربية وصلت الى حقيقة التفرقة بين المثقف الذي يحمل هموم الامة ومشاكل مجتمعه وبين مثقف يبحث عن الأضواء وعن الجوائز واشياء اخرى .....

ان حاجة الشعوب العربية لحراك ثقافي يكاد يغيب عن اغلب الساحات هي في حاجة ماسة اليه في خضم هذه الايام وغيابه يجعل اصابع الاتهام توجه اليه في تقصيره وعن نفض مسؤوليته و دوره التاريخي وترك هذه الشعوب في وضعية حرجة يسودها الجهل والتهميش وغياب الحرية والعدالة سؤال يطرح نفسه بحدة اين هو المثقف الفاعل وماذا قدم من تضحيات تنتضرها منههذه الاخيرة ومطالب بتقديمها في اقرب وقت لاجل ان نجيب بانه تحمل مسؤوليته واستحق القول انه ادى وظيفته وعاد الى مرتبته القيادية المنوط بها عرفا وقانونا وميراثا ايضا..............

عبد الباقي فكايري

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات