المثقف العربي : ما بين التنظير والممارسة

 المثقف  العربي:  ما بين التنظير والممارسة

إشكالية المثقف العربي تطرح بقوة على ضوء المتغيرات التي شهدها ويشهدها العالم العربي خاصة بعد تسجيل غيابهم في الثورات ... هذه الثورات التي قادتها الشعوب دون قيادة فكرية أو سياسية  مما يكفل مشروعية السؤال : هل لدينا مثقف عربي ؟ وأي دور يضطلع به ؟ وهل يمكن لنا المقارنة بينه وبين المثقف الغربي دون عقدة نقص أو إستعلاء أو لغة تفاضل ؟ وهل  يمكننا الحديث عن نموذج واحد للمثقف العربي ؟

أسئلة عديدة،  قد تحمل أجوبة مختلفة وفقاً لاختلاف الرؤى والواقع والخلفية الفكرية . ولكن تظلّ أسئلة تطرح بالحاح .

إن الثورات العربية لها الفضل في تعرية المثقف العربي والذي  ما فتىء يرمينا بنظرياته ويلقيها علينا من برجه العاجي  في دلالة واضحة عن إنقطاع التواصل والاحتكاك بقضايا شعبه .

المثقف العربي الذي يطلّ علينا  عبر الشاشات أو من خلال الندوات وفي كثير من الاحيان بكلمات تشبه الطلاسم أو مصطلحات غرفها من القواميس الغربية أو اقتباساً من تركة السلف .

إن المثقف العربي والذي في أغلب الأحايين يتحرك ضمن ثلاثية : إمّا مهادن للأنظمة السلطوية أو معتكف في برجه العاجي أو مغيب قسراً أو طوعاً .

فلو ألقينا  نظرة على المثقف الغربي الذي كان دينامو الثورات التي اندلعت في أقطارهم ولعل فلاسفة الأنوار الدليل الدامغ على ذلك فتعرض بعضهم للسجن والبعض الآخر للحرق وأخرون للملاحقة ... إذاً دفعوا حياتهم اما تهديداً أو اقصاءاً من رحم المجتمع، يعكس شعورهم بالمسؤولية تُجاه شعوبهم وإيمانهم بما يعتنقون من أفكار ...

ولو فتشنا في سجلنا التاريخي عن المثقف العربي سابقاً، أو ما يسمون بأصحاب القلم كالأفغاني وعبده وشكيب أرسلان ورشيد رضا وغيرهم،  فنراهم إتخذوا دور السلطة المضادة والمراقبة والناقدة لنظم الحكم .

فلما نفتقد هذه السمات في المثقفين الحاليين ؟ وما مردّ ذلك ؟ وهل يمكن إعتبارهم ممن يتلذذون بدور التنظير والمراقبة دون الممارسة ؟ أم أن تعريف المثقف قد أختلف ؟ وهل يمكن اعتباره عاق لأبيه ؟ أو ممن يستهويه جلباب الآخر دون أن يكون فعلا مناسباً له أو على مقاسه ومجتمعه ؟

مثلما أطرح هذه الاسئلة على نفسي  فانني أبسطها أيضاً على بساط النقاش بيننا من أجل الاثراء والتلاقح ومحاولة الوقوف على مفهوم المثقف العربي ....

 .... وللحوار بقية .......... وشكراً لتفاعلكم ...