بافلوف عالم روسي درس سلوك الكلاب وتوصل الى ما يمكن تسميته نظرية " الأفعال المنعكسة الشرطية" أختصر نظريته بنقاط -منقولة- :
1 ـ يقدم بافلوف لكلبه قطعة من اللحم ، فيفرز (( اللعاب )) آلياً .
2 ـ يقرع جرساً في الوقت الذي يقدم إليه الطعام .. يقيم الكلب علاقة ارتباط بين اللحم والجرس .
3 ـ بعد أيام .. يقرع الجرس وحده دون لحم ، يسيل لعابه
4ـ حين قدم له اللحم دون جرس .. لم يفرز لعاباً .. كف عنه ,
..........
وضع غالبية المثقفين والأكاديميين والفنانين السوريين وموقفهم من الإجرام الذي يمارسه النظام على شعبه , قديماً وحديثاً , يدل على أنهم ليسوا أعلى مرتبة من كلب بافلوف .
1/1 = قدم النظام لهم قطعاً من اللحم خلال مراحل , سال لعابهم آلياً .
2/2= يخطب القائد -حافظ أو ابنه - خطاب تاريخياً في إنحطاطه الأخلاقي والإنساني , فيكون الخطاب بمثابة الجرس لكلب بافلوف , فتكون جرائد وصحف ووسائل اعلام القائد صباح اليوم التالي مقالات وتحليلات وتبيان الجوانب " الإبداع الابداعية" لخطاب القائد .
3/3 = بعد أيام , وفي الفترة بين الخطاب والخطاب تكون مرحلة إعادة كشف للجوانب المخفية والفلسفية للخطاب , خطاب قسم التوريث للسفيه بشار , كتب فيه ما لم يكتب عن أهم مراحل تاريخ سوريا اضطراباً وإرهاباً , للأسف بعض من كتب مدحاً وغزلاً بخطاب القسم من أسماء كتاب من يوضع في خانة مفكر .
4/4 = يكفي خبر عن موعد مرتقب لخطاب القائد "الضرورة" أي موعد جرس كلب بافلوف , حتى تتسابق مقالات التمجيد والتأليه وضرورة إطلالة القائد على محبيه .
المثقف والفنان والأكاديمي الكلب , لا ضمير عنده , كل همه الحصول والمحافظة على قطعة اللحم . وفي كنف الأنظمة الشمولية تكون قطعة اللحم المقدمة له , مأخوذة من لحم المواطن ومن روحه .
المثقف والفنان والأكاديمي الكلب , هم نسبة عالية بين المثقفين السوريين , لم تحركهم مناظر الدماء ولا الأرواح البريئة التي يزهقها النظام يومياً . لقد استقالوا من الإنسانية وآثروا حظيرة " بافلوف " على صحوة الضمير ومهمة المثقف في أن يكون صوت الإنسان المقهور .
التعليقات (0)