ليس غريبا تحرك الأقلام ، ولاتدفق كلمات الغضب ، كردود أفعال للإنفجار الذي هز مدينة الإسكندرية المصرية ! .. وليس غريبا أن يُسمع صدى الأصوات المناهضة للعنف والإرهاب والطائفية عبر العالم ، لأن الضحية هم الأقباط بغض النظر عن الجاني ! .. ولأن الجاني في الغالب لن يكون سوى الجار المسلم المتطرف ، وهنا يخرج قطار الإنتفاضة الداعية إلى السلم والتآخي عن مساره ، لأنه أصبح يناهض العنصرية بالعنصرية !.. فمجرد إتفاق جميع الأقلام (الإنسانية) على لوم المسلمين ، وقذفهم بأنكر الصفات وأقسى الكلمات ، هو دليل على جهوزية الصورة السوداوية عن الإسلام والمسلمين ! ..
إنفجارٌ راح ضحيته عشرون شخصا هو دموي نعم ، يشجبه كل إنسان سليم ، لكنه ليس الأول في تاريخ التفجيرات التي أصبحت روتينا لدى الشعب العراقي ، لكنها لا تخلف ضجيجا في العالم ولا تتناولها الألسن بتلك الحماسة ، ولا يتبناها أصحاب الرأي بتلك الحساسية الزائدة حول منفذيها ، فالعراق دماء الملايين من شعبه من ماء ، ولا ضرورة لمعاتبة أو ملاحقة الجناة ، ودماء الأقباط المصريين العشرون لايجب أن تذهب هدرا ، ويجب الأخذ بطارها ! ..
يعني سيناريو الجماعات الإسلامية المتطرفة ، هو السيناريو الوحيد الذي جادت به قرائح المحققين ، ورجّحه أغلب المحللين ، وكأن مصر نائية بنفسها عن كل تهديد داخلي أو خارجي ، إلا من جانب الجماعات الإسلامية المتطرفة ! .. فهل نفهم من هذا أن الجار المغتصب القابع في الطرف مأمون الجانب ، ويبعث جواره على الإرتياح أكثر ممن يدعوهم دينهم للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ؟! .. هل نفهم من توجيه أصابع الإتهام للمسلمين ، أن اليهود أصبحوا أكثر رحمة وإنسانية ، وأكثر تحضرا من أن يرتكبوا تلك الأعمال التخريبية والهمجية ؟! ..
التحقيق في هكذا قضايا ، يجب أن يرتكز على الحيادية ، لأن تسليط الضوء على جهة من المشهد المصري العام المعقد ، من شأنه أن يحجب الرؤية عن الجناة الحقيقيين ، ولا ضير من إتهام الجميع حتى يثبت العكس ، فذلك خيرٌ من زيادة صب البنزين على النار ، بإستفزاز المسلمين وتلك فتنة أشد من القتل .. أعاذنا الله جميعا من شر الفتن .. آمين يارب العالمين .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تاج الديـن : 04 . 01 . 2011
التعليقات (0)