لقد فتح تدفق مكسب اندلاع الربيع العربي شهية العديد من أشباه المحللين يدلون بدلوهم في ما يجري وما يتشكل وفما ستؤول إليه الأوضاع، الكل هنا شرع في تفكيك شفرة الممكن والمتاح من الوقائع ..
للصمت في بعض الأحيان حكمة الصراخ في وجه سطوة الواقع، ولديه قوة الفهم الصبور المتأني الرافض للتقول، ولديه البلسم القاهر للحروف السارقة سنا الصبح.. تحضرني عشرات المقالات المنثورة هنا وهناك تجتر سبات التحليل المراوغ ، كأنه واق منيع يصد كل إمكانية لتشكل مساحة أخرى أكثر قابلية للإمساك بكل هذه التجليات الصادحة بالتحول والمفضية لمزيد من تدافع الأفكار...
أيها المحلل الشبيه ، عد النظر في معاولك ، وتجنب نشر أصنامك الطافحة بالجمود ، فالزمن زمن التخلص من كل هذا الذي يوقف عقارب الوقت كي ينمذج عبر خربشاته سياقات الموت..
أيها المحلل المتقول.. للتاريخ رجالاته وللكلمة أحصنتها التواقة للمضي مرفوعة الرأس إلى الأمام .. أيها المحلل المتسرع الباحث عن عنوان أو شهادة ميلاد تقبر انبلاجها في أفول الحروف.. إعلم أن هذا المداد المتدفق عبر يراعك قد يصير منارة مفتوحة على تجديد أوقاتها، أو قبرا يمشي بين الدروب يحكي سيرة الموتى للموتى ..
التعليقات (0)