المتقاعدون شريحة مسحوقة تتظاهر لحقوقها المسلوبة
بقلم / د .جواد علي الجبوري
تعتبر شريحة المتقاعدين شريحة كبيرة قدمت الجهود الكبيرة لخدمة العراق وبذلت سنوات أعمارها وهي تحاول أن تقدم الخدمة او إنتاج سلعة لتضع لبنة في الاقتصاد العراقي , جهود مضنية وسنوات قاسية , وقد تحملت الكثير من المعاناة والشقاء والتعب لأجل ذلك منهم العسكريون ومنهم المدنيون وقد خدموا سنين طويلة مليئة بالتضحية والحب لهذا البلد .. والآن وبعد ان أحيلوا على التقاعد تركوا في مهب العوز والحرمان وكثير منهم أصحاب عوائل ومنهم من راح يعمل رغم شيخوخته لأجل سد بعض الرمق .. احدهم يعمل الآن في مقهى وآخر يعمل في محل لبيع الأواني وآخر يعمل سائق تاكسي والكثير منهم مقعدين وعاجزين عن ممارسة أي عمل ..الحكومة الآن تمنحهم راتبا تقاعديا لا يكفي لبضعة أيام فقط وهم يرون السياسيين والبرلمانيين يتقاضون رواتب خيالية لم يحلم بها احد منهم يوما ما ..
الكثير من المتقاعدين كانوا معلمين ومدرسين وموظفين بذلوا أعمارهم في العمل و تخرج من بين أيديهم الآلاف من الطلبة وهم الآن ينتشرون في طول البلاد وعرضها يمارسون دورهم في خدمة البلد كان لهم الفضل في ذلك أيام كانوا شبابا ..
لم يرتشوا يوما بل لم يعرفوا معنى للرشوة ولم يسمعوا بها كانت النزاهة صفاتهم والتفاني ديدنهم والتضحية ثوبهم ..
تركوا الآن من قبل حكومة الفساد في العراق يفترشون الطرقات ويعانون الأمرين في هذه الحياة القاسية كثير منهم مصابون بالأمراض المزمنة ويحتاجون إلى الدواء لم تحفل بهم الحكومة ولم تكلف نفسها في توفير الدواء لهم هل هذه مكافئة تعبهم وجهدهم وتفانيهم .. مئتا الف دينار لا تكاد تكفي لعدة ايام .. من أين يأتي المتقاعد بإيجار السكن أو بسعر الدواء أو الملبس أو المأكل وسط هذا الغلاء الفاحش والذي يزداد فحشا كل يوم يمر ..
خرج قسم كبير من المتقاعدين في مظاهرات للمطالبة بحقوقهم المشروعة برواتب مجزية مقابل خدماتهم وإفناء عمرهم من اجل مصلحة البلد . والحكومة قد صمت أسماعها لهتافاتهم التي خرجت من حناجرهم التعبة وأشاحت بنظرها عنهم وكأن الأمر لا يعنيها ..
إلى متى يبقى المتقاعدون شريحة مهمشة معزولة لا حول ولا قوة..فهل عجزت الضمائر عن مساندتها في المطالبة بحقوقها ..أين المنظمات الإنسانية ..أين منظمات حقوق الإنسان أين المنظمات الدولية أين منظمة الأمم المتحدة من كل ما يجري في العراق من انتهاك للحقوق وتضيعها...
جواد علي الجبوري
التعليقات (0)