المتطرف ليس مُنقذاً
اذا لم تؤذي أفكارك ومُعتقداتك الأخرين فهنا لا يستطيع أحدُ محاسبتك على ما تعتقده وتؤمن به اما إذا تسببت إيمانياتك بالمتاعب والمصائب للآخرين وهددت سلامتهم ونالت من حقوقهم وحرياتهم فحينئذِ لا مناص من المواجهة والمحاسبة وكشف الغِطاء عما حدث والتعامل معه بحزمِ وقوة فمصلحة الجماعة مُقدمةُ على مصلحة الفرد ، هذا هو قانون التعامل الإنساني بين البشر ، المتطرفون يعيشون في الخيال منفصلين عن الواقع يحلمون بما لا يُصدقه عقلُ سليم ويؤمنون بما يُعزز تلك الخيالات و الأحلام ، المتطرف ليس بكائنِ فضائي وليس بأسطورة خيالية هو فرد ذكر كان أم أنثى يعيش بيننا بجسده وقلبه وعقله أسير لمنظريه وأوهامه المريضة ، عندما يتعرض الفرد بغض النظر عن جنسة لعمليات غسيل مُخ وحشو وتلقين وتلاعب بمشاعره فإنه يتعلق بقشة البطولة لعله يجد مبتغاه في ذلك الموضع الذي يستمد فكرته من كُتب التراث وقصص الأوائل الذين دشنوا عصور يحسبها الضمآن أنقى وأطهر العصور ، الإرهاب تطبيق عملي للفكر المتشدد الذي لم يهبط علينا من الفضاء الخارجي بل خرج من بيننا وأستمد وجوده من أدبيات وأراء وفتاوى ومواقف ونمط تفكير وحياة أكتسبت جميعها الشرعية الدينية وهي غير ذلك ، عندما يشعر الفرد بالملل وعندما تصطدم احلامه بعقباتِ فإنه يُصبح عُرضه للمصابين بمرض الخرافة "الخلافة" فيوقعونه بشر الأعمال بدافع التغيير وتكفير الذنوب والفوز بالحور العين وتمنيته بالزواج من الصالحات في الحياة الدنيا والفخر بتأسيس نظامِ اسلامي يحكم العالم بأسره ، تلك هي قائمة الأمنيات التي يتمناها العقل المتطرف حكم إسلامي حسب فهمه يحتل العالم ويعود بالمجتمعات إلى الوراء والوراء جداً ، الشخص المتطرف يُناضل من أجل تعميم فكرته مستخدماً كل شيء في ذلك السبيل ، لن يزول التطرف ومسبباته قائمة التي تتنوع بين إقتصادية وفكرية وثقافية وسياسية ، المتطرف شخصية لديها مشكلة مع الواقع ومع المستقبل أيضاً ولديه من التصورات ما يكفي لتدمير العالم فهو ليس مُنقذ ولا صاحب كرامات ربانية بل مُدمر وباعث للكراهية ، المتطرف الذي يتمثل بالدين ويسعى لتطبيقة يُبرر ما يقوم به بما حفظه من منقولات تراثية قد تكون ناسبت فترات تاريخية سابقة لأسبابِ جُلها سياسي ، مجتمعات اليوم ليست كمجتمعات الأمس مجتمعات تبحث عن الطمأنينة والوضوح ولم تعد قادرة على الإستمرار في مشاهدة التطرف يتمدد ويلتهم ما تبقى من شباب وشاباتِ بعمر الزهور ، من يتبنى التطرف الديني لا يهمه الدين قدر ما يهمه الوصول إلى السُلطة فالطريق إلى السلطة يمر عبر الأيديولوجيا الدينية هكذا يرى المؤدلجون ويصدق ذلك البسطاء ممن وضع بينه وبين الفكر رجل دين ،تعزيز المواطنة وتنقية التراث واشاعة الإختلاف والتنوير ابرز الخطوات الفاعلة في مواجهة التطرف الديني الذي يستند على قاعدة إن لم تكن معي فأنت ضدي وهنا لا مجال للحوار والنصح مع ذلك النوع من البشر .
@Riyadzahriny
التعليقات (0)