أصبح واضحاً بأنّ عرقلة التيار المتطرف للتوصل الى اتفاق نووي بين إيران و الدول الست ينبع من خشية المتطرفون بأن يتحول هذا الملف الى نقطة انطلاق نحو الملفات الأخرى والتي يخشى هؤلاء من فتحها لأنها قد تفقدهم بعض السيطرة التي كانوا يتمتعون بها طيلة العقود الماضية. فقد صرّح رئيس مجلس الشورى الإيراني "علي لاريجاني" في حديث له مع قناة العالم المملوكة للحكومة الإيرانية والتي تبث برامجهة باللغة العربية بأنّ حل المشكلة الننوية يتطلب مراجعة شاملة للتصرفات التي وصفها بغير منطقية للدول العظمى في منطقة الشرق الأوسط.وأكد لاريجاني في معرض حديثه الصحفي بأنّ الملف النووي لو كتُب له أن يحلّ فإنّ المشكلة بين إيران والدول العظمى ستظل قائمة.
التشاؤم الذي يبديه المسؤولون الإيرانيون الذين يمثلون التيار المتطرف لم يقتصر على لاريجاني فحسب بل إنّ هذه النزعة الغير متفائلة قد شمل تحركات الحكومة المعتدلة و جهودها للتوصل لحل شامل في الملف النووي فقد عبر المرشد الإيراني نفسه في عدة مناسبات عن تشاؤومه مما يجري في الملف النووي . وكان قد اعتبر"خامنئي" الملف النووي على أنه ذريعة غربية للضغط على إيران.فقد كان المرشد الإيراني قد صرح في عدة مناسبات آخرها كان في ذكرى انتصار الثورة الإيرانية قائلاً:" لنفترض جدلاً -فرضاً مستحيلاً- بأنّه لو تمّ التوصل الى حل في الملف النووي فإنهم- أي الدول الغربية - قد لا يتوانون في خلق مشكلة أخرى.مثل الصواريخ الباليستية الإيرانية أو القدرة التسليحية الإيرانية."
في مقابل التشاؤم الإيراني الرسمي الذي يبديه المتشددون نرى أنّ هنالك تفاؤلاً واسعاً يطرحه التيار الإصلاحي والمعتدل و قد انتشر هذا التفاؤول بين الناس حسب الإحصاءات الرسمية التي تنشرها الحكومة وذلك خلال ارتفاع معدلات للتفاؤول التي وصل مؤشراها الى مراحل قياسية خاصة بعد مجئ روحاني لسدة الحكم.لذلك يبدو واضحاً بإنّ خلق أجواء تشاؤومية حيال المجتمع الدولي من قبل السلطات الإيرانية وعدم الثقة بالآخر هي ذريعة انتهجها الثوريون في إيران منذ انتصار ثورتهم عام 79 وذلك لتبرير مخططاتهم. من هذا المنطلق فإنّ النهج التفاؤولي الذي جاء بمجئ روحاني حيال جميع الدول الخارجية وجميع المواطنين الإيرانيين يعتبر نهجاً مدنياً ناجعاً يهدف الى حل المشاكل والعقد التأريخية بين إيران ومحيطها الإقليمي وحتى الداخلي وهي مبادرة من شأنها ليس فقط حل مشاكل النووي بل جميع المشاكل التي تواجهها إيران داخلياً وخارجياً على أمل أن يؤمن بهذا النهج المرشد الإيراني و المحافظون المتشددون رغم أنّهم يعتبرون ثورتهم قائمة بهذا النهج التشاؤمي وصناعة الأعداء التأريخيين لنظامهم وبلدهم.
للمزيد مراجعة الموقع التالي:
http://www.baharnews.ir/vdcgy79t.ak9z34prra.html
التعليقات (0)