المتربعون فوق البروج العاجية

ما جاع فقير إلا بما متع به غني

أنتم أيتها المتربعون فوق بروجكم العاجية ومن على عروش الطاووس تنظرون للناس تنظرون وتؤطرون وتخططون دون أن تعوا مقدار ما هو كائن وما سوف يكون.

يا أصحاب النظرة الدونية لبقية الأصناف والنظرة الفوقية لإشباهكم ومن يماثلونكم ، يا من تُقدِسون ولا تُقدَسون إلا لما تملكون من هلاهلٍ وشلاشلٍ تظنون أنها الحياة وأن إلانسان بما يَمْللك لا بما يُملك فتقعون

أسرى له بدل أن يكون لكم أسير.

ترفقوا بحال من تنظرون إليهم ، إنزلوا من مرقاتكم درجة واحدة كي تعوا وتعرفوا كيف يفكر أولئك المعدمون ، لن تفهموهم أبداً لإن سكرة ما أنتم فيه تمنعكم أن تعرفوا يقظة ما في أولئك المحرومين.

ولكي تعوا بعض ألامهم لابد لكم أن تعايشوهم أن تقبلوا ببعض القلق لنفوسكم ضمائركم أن تستمعوا للصوت الذي بداخلكم للصوت الذي يصارحكم .

أزيحوا الغشاوة عن ابصاركم لكي تعرفوا كيف يفكر الفقير ، هو لا يفكر في ترفكم أو كيف تصرفون الفائض من أموالكم أو لماذا صناديق الزبالة لديكم مليئة بما لذ وطاب وهو الذي لا زال يفتش بين تكدس

القاذورات ما يصلح منها.

أرجوكم أرموا ولو بكسرة خبز بعضاً مما أعطاكم الله فهو لن يضيركم لكنه سينفع غيركم سُيدخلُ السعادة لقلبه ، سيرى الحياة بوجه أكثر إشراقاً ، سيكون عضواً فاعلاً في تكوينه لبذره صالحه وسيصنع مجتمعاً

صالحاً بعيدأً عن الجرائم والعقد.

أيها الجالسون في بروجكم العاجية قليل منكم يساهم في رفع مستوى حصانة المجتمع، وقليل منكم يساهم في رفع مستوى الوعي ومحاربة الجريمة والفساد،

إنزلوا بمستوى تفكيركم قليلا كي تعوا كيف يفكر الناس.