هل تحول الدين الى تجارة ؟ أو بصيغة اخرى ، هل يوجد سوقا للمتاجرة بالدين ؟ الاجابة بكل تأكيد ، وبكل ثقة ، وبكل هدوء هي نعم ، فالطريق الى الثروة والسلطة مفروش باللحية وممهد بالجلباب الابيض .
فأن اردت الثروة أو السلطة او كلاهما معا ، فالامر اصبح بسيطا وسهلا ، فليس عليك سوى تربية لحية كبيرة تطلق لها العنان وتجعلها تتجه حيث تريد وتنمو بالطريقة التي تناسبها دون تدخل منك بمقص ولا مشط ، فكلما طالت اكثر كلما كانت فرصتك للفوز اكبر ، ولاتنسى أن ترتدي جلبابا ابيض ( صنع في الصين ) ، واشتري كتاب الفتاوي لأبن تيمية ، واحفظ بعض المصطلحات الدينية مثل ( الله المستعان ، وجزاك الله خيرا ، وقد تحتاج الى الله اكبر عند الهتافات ) ، والان مبروك عليك اصبحت جاهزا للتسويق ولن تقابلك اي مشكلة سوى المنافسة الشرسة من تجار الدين الاكثر خبرة منك .
او الاطول لحية منك ، او التي تكون بياض ثيابهم ناصعا اكثر من ثوبك .
ولا تنسى ان البداية العملية تكون دائما بالهجوم ، فمثلا اختر قسا نصرانيا ، او سياسيا ليبراليا مشهورا ، او فنانا متميزا ، وشن عليه هجوما كاسحا بلا هوادة على ان يكون هجومك باسم الدين ودفاعا عن الله مستعملا مصطلحاتك الدينية ،
ولأعطاء مثلا عمليا يؤكد كلامنا ، نجد شخصا يسمي نفسه ابواسلام ، كانت بدايته مع الرسوم الدينماركية ، فأسس قناة قال انها للدفاع عن النبي بذل فيها مجهودا حنجوريا ملفتا ، وبكل تأكيد الدفاع عن النبي يحتاج الى نفقة ، والنفقة هنا ستكون في سبيل الله ، وطبعا صوت ابواسلام وصل للخليج الملئ بالدولارات التي تنتظر حنجرة ابواسلام للدفاع عن النبي ، وهنا تبدأ حنجرة ابواسلام في جني ارباح جهادها في الدفاع عن النبي .
لكن بعد اشهر قليلة هدأت زوبعة تلك الرسوم وبدأت تجارة ابواسلام في التراجع ، فأخذ يرفع من مجهود حنجرته اكثر ، ولكن حنجرته اصبحت تغرد خارج التوقيت ( او في التوقيت الخاطئ ) وافلست حنجرة ابواسلام .
وحين رأى ابو اسلام أن التجارة المربحة الان هي التجارة الطائفية ، عاد بفكرة اخرى وهي مقاومة التنصير ، فقضى كل وقته في قناته المضحكة في كشف تحريف التواراة والانجيل وتتبع كل عثرات النصارى .
وطبعا بعض الاموال الخليجية في حاجة لكشف حقيقة النصارى !!!
ثم وجد ابواسلام ان الحديث يدور الان حول النقاب فقرر فتح قناة للمنقبات فقط وبالتأكيد هي الاخرى ستحتاج الى الخزائن الخليجية لدعم النقاب . ( وكله انفاق في سبيل الله ! )
ولن يتوقف ابو اسلام عند هذا الحد فسوف يعمل على استغلال كل مناسبة دينية ليربح منها .
وابواسلام مجرد مثال فقط فاغلب القنوات الدينية اصبحت تجارة رابحة ومربحة تستقطب الاموال الخليجية ولا تكتفي بذلك بل تستقطب حتى اموال الشعب المسكين المخدوع ( او المنخدع ) عبر الرسائل القصيرة ، فكلمة جزاك الله خيرا ، مثلا تكلفك في مصر 5 جنيهات لتظهر على شريط احدى القنوات الفضائية ، وكل الطرق في النهاية تصب في جيب فضيلة الشيخ فجزاه الله خيرا على هذه التجارة المربحة .
اما السلطة فيكفي ان نجوم الفضائيات الدينية اصبحو الان يفترسون السلطة في مصر وما تركو شأنا من شئون الدولة المصرية الا ونازعوه اهله .
اما الشعب المخدوع فمازال عندي امل أن يستيقظ ،،،،،، ذات يوم
التعليقات (0)