مواضيع اليوم

المتأمركون وأمتحان غولدستون

زين الدين الكعبي

2009-10-01 14:11:16

0

 

 

لا أحد يستطيع أنكار أن هؤلاء اليهود الصهاينة يحاسبون قادتهم أشد المحاسبة أذا ما أخطئوا بحق مواطن صهيوني واحد , بينما يملك ملوكنا وأمرائنا ورؤسائنا البلاد والعباد , يقتلون ويغتصبون دون نقاش . فالوطن هو الملك والرئيس والأمير . وها هو هذا الكيان المقيت يحاكم رئيس وزرائه السابق أولمرت بتهمة الفساد كمثال صارخ على ما نقول .

وبينما لا يستطيع رئيس الوزراء الصهيوني أن يتوسط لتعيين قريبا  له في أي وظيفة . أو أن يصرف دولار واحد من اموال الدولة دون وصولات قانونية تدقق بكل حزم , نجد أن الزعيم العربي يتصدق على شعبه من أموال الدولة اللتي يعتبرها أمواله الخاصة . يوزعها على من يشاء ويمنعها عمن يشاء . و سلط أقاربه على رقاب الناس في كل مرافق الدولة اللتي يعتبرها أقطاعية خاصة له ولعائلته .

ولا أحد يستطيع أنكار أن مواطني هذه الدولة العنصرية من اليهود والعرب يتمتعون بكامل حقوق المواطنة . بينما لا يعرف معظم العرب معنى كلمة المواطنة ناهيك عن حقوقها .

وحتى الحقوق اللتي يتمتع بها الفلسطينيين في الضفة والقطاع هي أكبر وأرحم بكثير من الحقوق اللتي لهم في البلدان العربية اللتي تمنع بعضها الفلسطيني من العمل او الأقامة بل ودخول أراضيها في كثير من الأحيان . وحتى مخيمات اللاجئين على الأراضي المحتلة ربما تكون خدماتها أفضل بكثير من خدمات مخيماتهم على أراضي الدول العربية .

ألا أن أحدا لايستطيع أنكار أن هذه الديموقراطية ما بنيت ألا على جماجم الفلسطينيين . وأن زرع الصهاينة لم ينمو ألا على أراضيهم اللتي أغتصبوها بقوة السلاح وبعد أن سقي بدمائهم .

كثيرا ما يعقد أحباء الغرب المقارنات بين الأنظمة العربية  ونظام الصهاينة لأثبات وجهة نظرهم حول أهمية الديموقراطية  . ألا أنهم ولأسباب أيمانية مسبقة بالنموذج الغربي العلماني يقعون في فخ الدفاع عن جرائم الصهيونية , والقدح بالأسلام ذاته . مما يعلل تكرار كلمات مثل الصحف الصفراء والبيضاء وغيرها من ألوان الصحف في الخطاب العلماني العربي الموالي للغرب في معظمه ( وليس كله طبعا ) , للأيحاء زورا بأن الأسلام لا يرضى بالديموقراطية .

 أن عقد هذه المقارنات يعد ظلما لقيم الأسلام ومبادئه اللتي لم ترضى عن ظالم أبدا مهما كان دينه أو جنسه ,  فالأنظمة العربية لم تكن يوما أنظمة أسلامية منذ أن أسس معاوية بن أبي سفيان أمبراطوريته الأموية وألى الآن . وبالتالي فأن محاسبة الأسلام أنطلاقا من أفعال وأشكال هذه الأنظمة العربية يصبح أمرا غير مقبول عقلا .

دعا رئيس بعثة تقصي الحقائق في غزة، ريتشارد غولدستون، الثلاثاء إلى وضع حد لسياسة الإفلات من العقاب في جرائم انتهاكات القانون الدولي في كل من إسرائيل والأراضي الفلسطينية. وقال غولدستون، عند تقديم تقرير البعثة التي يرأسها أمام مجلس حقوق الإنسان في جنيف الثلاثاء، إن ثقافة الإفلات من العقاب قد وجدت في المنطقة لفترة طويلة جداً، وأنها تقوض أي أمل في نجاح عملية السلام. وأوضح أنه على الرغم من أن الحكومة الإسرائيلية يجب عليها حماية مواطنيها، فإن ذلك لا يبرر سياسة العقاب الجماعي لمواطني غزة، من خلال تدمير وسائل العيش الكريم لديهم. وأضاف أن البعثة وجدت أنه خلال الصراع الأخير في قطاع غزة، فإن كلا من القوات الإسرائيلية والجماعات المسلحة الفلسطينية، قد ارتكبت أعمالاً ترقى لحد جرائم الحرب، واحتمال أن ترقى لحد الجرائم ضد الإنسانية، وفق الأمم المتحدة. وأردف بالقول: "لقد حان وقت التحرك.. لقد سادت ثقافة الإفلات من العقاب المنطقة لفترة طويلة. إن انعدام المحاسبة عن جرائم الحرب، وعن جرائم محتملة ضد الإنسانية قد وصل حد الأزمة. وانعدام العدالة المستمر يقوض أي أمل في عملية سلام ناجحة، كما يدعم بيئة تعزز العنف." وأضاف: "مرة أخرى، تعلمنا التجربة أن إغفال العدالة لا يؤدي إلا إلى زيادة الصراع والعنف.ولا يجب تخويف شعوب المنطقة. بل يجب التأكيد على إنسانيتهم المشتركة . وأخيراً، فإن تكريس الكراهية والتجرد من الإنسانية من قبل كل جانب ضد الآخر، يسهم في زعزعة استقرار المنطقة بأسرها."

وقال غولدستون إن البعثة قد أوصت بأن ينشيء مجلس الأمن الدولي هيئة خبراء مستقلة تقدم تقاريرها إلى المجلس فيما يتعلق بالتحقيقات والملاحقات الإسرائيلية والفلسطينية، وفي حال عدم القيام بتلك التحقيقات، يتعين على المجلس إحالة الوضع في غزة إلى المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية. من جانبه، لفت السفير الإسرائيلي في جنيف، أهارون ليشنو، إلى أن حكومة بلاده ترفض التقرير، بدعوى إنه "جاء بتحريض في إطار حملة سياسية، وأنه يشكل اعتداءً مباشراً ضدهاوبدوره، وصف إبراهيم خريشة، ممثل فلسطين في جنيف، التقرير بـ"المهني وغير المنحاز"، قائلاً إنه "يحتوى على حقائق لا يمكن إنكارها"، بحسب التقرير. وكانت منظمة هيومان رايتس ووتش المعنية بقضايا حقوق الإنسان، قد حثت الاثنين إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما، للمصادقة على تقرير غولدستون، وطالبت بضرورة تحقيق العدالة لكلا الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي. وأكدت المنظمة، التي تتخذ من نيويورك مقراً لها، أن شطب أو إهمال أي بند من بنود التقرير سيتضارب مع التزامات الرئيس أوباما بحقوق الإنسان في الشرق الأوسط، كما أنه سيكشف عن ضعف في التعامل الدولي مع مثل هذه الأزمات.."

 

فهل بعد هذا الكلام يمكن أن يدافع المتأمركين عن هذا الكيان المتعطش للدماء , واللذي لا يمكن له أن يعيش بدون أميركا والغرب ؟ .

الجواب طبعا لا . ولكنه من الممكن أن يصبح نعم أذا ما أستقوى هؤلاء المتأمركون كعادتهم بهذا الغرب لفرض قيمهم الفاسدة علينا بقوة السلاح . فهذا هو الأسلوب الوحيد اللذي سيجعلنا نسكت . أماقناع  الدموقراطية والأنسانية والتسامح والعدل فيسقط  تماما كلما سقط هؤلاء بأمتحان الصهيونية .

لابد للمؤمن بالله أن يدين جرائم أي عضو من أعضاء المقاومة اللذين أرتكبوا الجرائم اللتي تكلم عنها تقرير غولدستون . فلا شيء يبرر الجريمة عند الله سبحانه وتعالى .(( وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلا بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا )) . ولكن هل سيقوم عبدة الغرب بأدانة جرائم الصهاينة ؟ .

لا أعتقد ذلك , بل أني أجزم بأنهم سيبررونها بكل وقاحة . فهؤلاء يعتقدون بأن الحق يدور مع هذا الغرب أينما ذهب . حتى بات لبعظهم الها يمكن أن يفعل أي شيء في هذه الدنيا ,  وأصبحت أحكامه ودساتيره كتب مقدسة . وأصبحت أفعاله سنة يتأسون بها ويبشرون بتعاليمها . لذا فأنهم سيظلون مدافعين عن الرذيلة وعن الجريمة وعن الكراهية والحقد .

(( مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا وَلَقَدْ جَاءتْهُمْ رُسُلُنَا بِالبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيراً مِّنْهُم بَعْدَ ذَلِكَ فِي الأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ )) .

http://arabic.cnn.com/2009/middle_east/9/30/goldstone.call/




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات