مواضيع اليوم

المبادئ و المصالح و الرئيس اوباما

سـامي جلال

2011-05-21 05:22:07

0

الفضاء بين المبادئ و المصالح شقٌ كبير لا يستطيع المرء التنقل خلال تلك المساحة من موقع القيادة إلا افراد نادرون يعرفون قراءة الأحداث بالشكل الذي هو عليه كما هو صديقي الرئيس اوباما ،، هذا الرجل لديه مبادئ التزم بها في مسيرة حياتهِ المهنية و الأجتماعية ، و حين وصل سدّة اعلى منصب في اقوى دولة على الأطلاق فرضت عليه الوظيفة مصالح عامة تتعارض مع بعض مبادئه و افكارهِ ، لكن توازن شخصيتهِ و عقلانية خلفيته السياسية لم تمنع من ان يجعل توازن ملحوظ في طروحاتهِ ،، قبل عامين في ارض الكنانه و من مسرح الشباب الذي قاد فيما بعد احتجاجات 25 يناير وجه خطابا للأمة الأسلامية و العربية حينها طرح مشروع رؤية طويلة الأمد لا تتجاوز فترة رئاسته الحالية ، لم يفهم الحاضرون و السامعون لكلماته و ندائه حول البعد الأستتراتيجي في شراكة جماعية لغرض صناعة مستقبل مشترك بين الشعوب..
امس ردّ صديقي اوباما من خلال خطابه لشعوب العالم على كل من اساء فهمه ، من خلال خطاب هادئ و رزين خالي من التعصبات و الأنفعلات الزائفة التي تعودناها من زعمائنا العرب و قالها بصراحة لايمكن التوفيق بين المبادئ و المصالح ، تلك المصالح التي فرضتها عليه مصالح بلده و شعبه الأمريكي ، هذا لا يعني انه لا يهتم بالمبادئ التي يحملها أو أنه لا يعطي المعايير الأنسانية حقها ولو بأضعف الأيمان من خلال التصريح بها ، اوباما كونه يعلم جيدا انه لن يبقى في منصبه اكثر مما يقرره الدستور الأمريكي ، فأنه غير مقتنع أو غير مؤمن بالقيادات التي توالت على رقاب الشعوب بالأنقلابات و التوارث، لذا طروحاته التي سبق و اشرنا اليها في مقالات سابقة هي اصلاح العلاقات بين الشعوب و دعم توجهاتها هي من اولويات السياسة و المصالح الأمريكية حيث هي النقطة الأهم بما جاء في خطابه و التي توافقت بين مبادئهِ و المصالح التي تفرضها عليه مهامه الوظيفيه كرئيس للولايات المتحدة الأمريكية.
هذه هي حالة من نموذج حياة سياسي في اقوى بلد في العالم ، اما نقيض هذه الحالة نجدها في بلداننا و خطاباتنا من اصغر سياسي لحد رأس الدولة حيث لا نعرف كيف نعبر عما نؤمن و عما يفرضهُ الواجب المهني علينا سوى قهر حرية التعبير و نفاق الغاء حق الأخرين....





التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات