مواضيع اليوم

المالكي يفتح ابواب العراق امام الملالي

حسن الطوالبة

2012-09-04 18:42:19

0

 

المالكي يفتح ابواب العراق امام ملالي طهران لاشعال فتنة طائفية في دول الخليج العربي

 

 
 
شبكة ذي قـار
د. حسن طوالبة
 
 
 
 

يصادف يوم الثلاثاء 4 أيلول / سبتمبر1980 الذكرى الثانية والعشرين لاشتعال الحرب الفعلية بين العراق وإيران, يوم قصفت المدفعية الإيرانية خمس قرى عراقية في القاطع الأوسط في محافظة ديالى, ونشوب معارك بين الجيشين العراقي والإيراني, وسقوط طيار إيراني يوم 17/9/1980 في تلك المعارك, وقد ظل الطيار أسيرا ليؤكد العراق أن النظام في إيران هو الذي بدأ العدوان على أراضيه, إضافة إلى مئات الاستفزازات العسكرية والتجاوزات على الحدود والمخافر, وسيل التصريحات العدائية ضد النظام العراقي الوطني ورموز قيادته.( لمن يرغب الاستزادة في معرفة الاستفزازات العدوانات الايرانية على العراق مراجعة كتاب فصول من النزاع العراقي الايراني الصادر عن وزارة الخارجية في النظام الوطني السابق ) .


في ذاك الوقت كان العراق ونظامه الوطني يشكل البوابة الشرقية للوطن العربي, أي الحامي للأرض العربية من خطر النوايا الإيرانية التوسعية إذ عمد نظام الملالي منذ اليوم الأول للثورة عام 1979 إلى اعتبار العراق ضمن ثلاثة دول هي أعداء إيران ( الولايات المتحدة , إسرائيل , العراق) . ولكن نظام الملالي افتعل حادثة احتلال السفارة الأمريكية في طهران في سابقة غريبة في الأعراف الدبلوماسية لجلب انتباه الرأي العام العالمي, ومن ثم التفرغ لمشاغلة العراق تمهيدا لإسقاط نظامه الوطني واحتلاله.


لقد رفض نظام خميني كل الوساطات الإسلامية ممثلا بعلماء الدين الإسلامي وبمنظمة المؤتمر الإسلامي وحركة عدم الانحياز والأمم المتحدة الرامية الى وقف اطلاق النار والاجتماع على طاولة المفاوضات لايجاد حل لذاك النزاع , وأصرخميني في حينه على مواصلة الحرب على أمل أن يسقط نظام بغداد أو يقيم جمهورية أسلامية تابعة له في محافظات جنوب العراق ذات الكثافة الشيعية, وهو ما كان هدف القوات الإيرانية عندما احتلت شبه جزيرة الفاو في جنوب العراق عام 1986, كما كان النفط العراقي محط أطماع أركان النظام الإيراني آنذاك, وقد صرح رئيس الجمهورية آنذاك هاشمي رافسنجاني عندما احتلت القوات الإيرانية جزيرة مجنون 1985 بأن رصيد إيران من الاحتياط النفطي زاد بمقدار خمسين مليار برميل, وهو خزين الجزيرة الصغيرة في منطقة الأهوار وهذا يؤشر الاطماع الايرانية في ثروات العراق , وهاهي الاطماع تتكرر اليوم بعد ان اكملت المليشيات الطائفية التابعة لنظام الملالي سيطرتها على العراق بعد الانسحاب الامريكي نهاية عام 2011 .


ان الهدف المركزي لنظام ولاية الفقيه في ايران كان نشر المذهب الشيعي في البلدان الاسلامية والعربية بوجه الخصوص , وتعميم ولاية الفقيه في هذه الدول, ويتركز اعتقاده بأن احتلال العراق وإقامة جمهورية إسلامية طائفية سيكون المفتاح القوي لنشر المذهب, وإسقاط أنظمة الخليج العربي وإقامة دويلات طائفية فيه تتبع إيران.


إن هذا الهدف تحطم في عقد ثمانينات القرن الماضي على صخرة العراق القوي وجيشه الباسل الذي أذاق إيران ونظام خميني مر الهزيمة بحيث تجرعها كما يتجرع كأس السم ـ حسب تعبير خميني في حينه .. وهو الجيش الذي أنتقم منه بول بريمير عندما أصدر قرارا بحله لإراحة زعماء الصهاينة وإرضائهم, لأن الجيش العراقي له مواقع مشهودة في معارك العرب في فلسطين ومازالت مقابر شهداء الجيش العراقي في جنين والمفرق ودمشق شاهدة على دور الجيش العراقي القومي. وحتى يريح الحكام الطائفيين امثال المالكي من جيش قومي مؤمن بعروبته وحتمية انتصار امته العربية على اعدائها التاريخيين .


ما لم يحققه نظام طهران في الحرب الأولى أراد أن يحققه في الحرب الثانية عام 1991 عندما دفع بقوات الحرس والبيسيج مع قوات فيلق بدر ومقاتلي حزب الدعوة لاحتلال محافظات الجنوب في العراق الأربعة عشر, ولكن إرادة الصمود العراقية , وعزم قيادة العراق أفشلت تلك الصفحة الخيانية من جانب نظام طهران واعوانها الطائفيين الذين عملوا على اعادة العراق الى عصور التخلف كما توعد وزير خارجية الولايات المتحدة من قبل .
وما لم يحققه نظام طهران في الحربين الأولى والثانية حققه في الحرب الثالثة عام 2003 من خلال غزو القوات الأمريكية للعراق , حيث أمر القوات التابعة للأحزاب العراقية التابعة له والمتمركزة في معسكرات على الحدود بعدم التحرك ضد القوات الأمريكية , بل أوعز لها بالتسلل عبر الحدود ومشاركة القوات الغازية في تخريب منشأت العراق بالحرق تارة والتدمير تارة أخرى, وها هي الرموز العراقية التي تتبع إيران تتربع على كراسي الحكم في المنطقة الخضراء , وها هي القوات الإيرانية 0 الحرس الثوري, وفيلق القدس وفيلق بدر والمليشيات) تعيث فسادا في العراق فتقتل وتنهب ثروات العراق, بحيث صار العراقيون بفضلهم يعيشون أسوأ مأساة عرفها التاريخ الحديث حيث الجوع والفقر والفساد في بلد غني جدا بموارده النفطية , كما صنف العراق ضمن اسوأ دول العالم فسادا وتخلفا , وتفتح حكومة المالكي الفاسدة ابواب العراق امام الملالي لكي ينفذوا منه الى دول الخليج العربي , ويثيروا الفتنة فيها , وما حصل في البحرين هو استكمال لمخطط التوسع الايراني الذي بدأ باحتلال الاحواز ثم الجزر العربية الثلاث .


وبمقدار ما يسعى نظام طهران إلى استكمال برنامجه النووي بمقدار ما يحرص على تعزيز وجوده في العراق لكي يفاوض عليه دول الغرب وبالذات الولايات المتحدة , وإذا لم ينجح زعماء العراق الجدد في حل مشكلة الحكومة فإن النظام الإيراني سيقبل بتقسيم العراق , بحيث تشكل دولة إسلامية تتبع طهران في جنوب العراق , تكون محاذية لدول الخليج العربي , تمكنه من التدخل في الشئون الداخلية في هذه الدول , ويتمسك باحتلال الجزر العربية الثلاث ( طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى ) التابعة لدولة الإمارات العربية المتحدة , ويسعى الى اثارة الفتنة الطائفية في البحرين والسعودية والكويت , كما يسعى الى التسلل الى بلدان عربية صارت تحت حكم الاخوان المسلمين مثل مصر وتونس والجزائر , ويرمي بكل ثقله السياسي والعسكري والاستخباربي الى جانب نظام الاسد في سوريه لتثبيت مصالحه في بلاد الشام , وليس مهما عنده بقاء الاسد في الحكم بل كل همه الحفاظ على مصالحه في هذه البلاد , واذا ما ضمن بعض مصالحه من قبل دول الغرب فسوف يفاوض على رحيل الاسد من سوريه , وترتيب الاوضاع في سوريه بعده .


أن الوضع الجديد في العراق , والملف النووي الإيراني, والموقف الدولي منه , والنظام الإيراني المتطرف , كلها ستقود إلى عدة احتمالات منها نشوب حرب جديدة في الخليج العربي , بحيث ستكون نتائجها كارثية على الدول العربية, كما قد تقود إلى تقسيم العراق إلى دويلات يجد له سندا في الدستور العراقي الذي وضعته الإدارة الأمريكية, كما سيتيح هذا الوضع فرصة أمام الإدارة الأمريكية لإبقاء قواتها العسكرية في مياه الخليج العربي, وفي دول المنطقة.


وهذا الوضع الذي خلقه نظام طهران يدفع دول الخليج العربي إلى صرف مليارات الدولارات لشراء الأسلحة والمستفيد من ذلك شركات صناعة السلاح في الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وروسيا. بحيث يقدر ما يصرف على التسلح 6% من الناتج المحلي وسيتضاعف ذلك إلى 12% بعد ست سنوات. وكل ذلك على حساب حاجات المواطنين العرب في هذه الدول, وعلى حساب التنمية المطلوبة.

 

 

للإطلاع على مقالات الكاتب د. حسن طوالبة

نسخة للطباعة

 
 



التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !