الأكراد يحاولون الإبقاء على صيغة التوافق في توزيع مناصب الدولة
المالكي يبحث عن رئيس عربي سني للعراق
عبد الرحمن الماجدي من أمستردام: يسعى رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي منذ أيام لعقد تحالفات جديدة مع تنظيمات وأحزاب من خارج دائرة الائتلاف الشيعي الحاكم الذي يؤكد المقربون من المالكي على أنه لن يعود إليه في أي تحالف سياسي مقبل. وقد أبلغ مصدر عراقي من مكتب رئاسة الوزراء إيلاف أن المالكي عقد عدة لقاءات مع شخصيات سنية عربية بحث معها تحالفًا وطنيًا يقلب به الصيغة الحالية المتبعة في توزيع مناصب الدولة طائفيًا وعرقيًا. وقال المصدر إن رئيس الوزراء العراقي يبحث عن شخصية من المكون العربي السني في العراق تحظى بشعبية وثقل سياسي داخل وخارج العراق خاصة لدى دول الجوار العربي ليتحالف معها ويتفقان في حال الفوز في الانتخابات التشريعية القادمة على أن يبقى المالكي رئيسًا للوزراء ويكون حليفه الجديد رئيسًا لجمهورية العراق خلفًا للرئيس الحالي جلال الطالباني المنحدر من قومية كردية.
وبيّن المصدر الذي طلب عدم ذكر إسمه أن الحزب الإسلامي هو أول تنظيم عراقي فتح معه المالكي حوارًا لعقد تحالف مقبل لكن الحزب الاسلامي لما يزل مترددًا بين التحالف مع الاكراد والمجلس الشيعي الأعلى أم الانضمام لمقترح المالكي الذي ترك الباب مفتوحًا أمام الحزب الإسلامي لينهي تردده الذي سببه وفق المصدر العراقي زعيم الحزب السابق ونائب رئيس الجمهورة طارق الهاشمي الذي يفضل التحالف مع الأكراد والمجلس الأعلى الذي يتزعمه عبد العزيز الحكيم الذي كان قد أرسل نجله عمار الحكيم قبل أيام للقاء قيادات الحزب الإسلامي وبحث معها التحالف معًا كتكتّلين لدخول انتخابات كانون الثاني من العام المقبل، خاصة بعد يأس الحكيم من إقناع المالكي من البقاء ضمن الائتلاف العراقي الموحد الذي يحاول الخروج من دائرة الائتلاف الشيعي فقط.
وأوضح المصدر أن قيادة الائتلاف الشيعي حاولت إجبار المالكي على الانضمام للائتلاف من خلال تصريح أو تلميح من قبل آية الله العظمى علي السيستاني بدعمه أو مباركته للائتلاف وضروة البقاء فيه، لكن السيتساني لم يعط لضيوفه الدائمين من قادة الائتلاف مرادهم.
وأضاف المصدر العراقي أن المالكي كان مهّد لمحاولات الائتلاف انتزاع تصريح من السيستاني ليبجر رئيس الوزراء على العودة للائتلاف بلقاء السيستاني ورغبته بتشكيل تحالف وطني يشمل جميع المكونات العراقية، وهو ما سحب البساط من تحت أرجل زائري السيستاني من قادة الإئتلاف العراقي. وخرج منه بمباركته لأي تحالف غير طائفي.
وأكد المصدر أن قيادة الإئتلاف حاولت مغازلة رئيس المؤتمر الوطني أحمد الجلبي لعله يستطيع انتزاع تصريح من السيستاني يدعم الائتلاف الشيعي. لكن دون جدوى، وفق المصدر. الذي أضاف أن الجلبي يسعى للتحالف مع الصدريين الذين يسعى الائتلاف لاقناعهم بدخول الانتخابات ضمن الائتلاف نفسه الذي دخل الانتخابات السابقة لكن الصدريين يفضلون استشمار قاعدتهم الشعبية لدخول الانتخابات دون تحالف مع أي من التكتلات بسبب ماتعرضوه له من استغلال لأجل الحصول على مناصب وزارية ومقاعد نيابية حسب المصدر العراقي.
وختم المصدر حديثه مع إيلاف بأن من الشخصيات المرشحة من قبل المالكي للتحالف معه ليكون رئيسًا للعراق هو صالح المطلك رئيس الجبهة العراقي للحوار الوطني. أو أسامة التكريتي رئيس الحزب الاسلامي العراقي.
وكانت مصادر إعلامية عراقية أعلنت الإسبوع الماضي أن رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي سيتحالف مع رئيس قائمة التجمع الوطني صالح المطلك في أربع محافظات هي بغداد وبابل وصلاح الدين وديالى. مضيفة أن رئيس الوزراء العراقي الأسبق إياد علاوي قد ينضم أيضًا إلى تلك التحالفات.
وبدا تصريح الرئيس العراقي جلال الطالباني الاسبوع المالضي حول ضرورة البقاء على صيغة التوافقات الحالية في حكم العراق أشبه بالرد على تحركات المالكي. وقد برر الطالباني اعتراضه بأن العراق لم يتجاوز بعد المشاكل، التي تسببت بتناحر طائفي وقومي، والتي وجد ان صيغة التوافق هي الاصلح لحد الان تجنبا لعودة التمايز الطائفي وضرب مشروع المصالحة الوطنية. لكن رئيس الوزراء المالكي ومقربين منه يرون ان لاعودة للحرب الطائفية بعد ان توقفت وتراجع العمليات العسكرية بشكل لافت منذ نحو سنتين. ويجب عدم ترسيخ الواقع الحالي في توزيع مناصب الدولة خشية أن يكون العراق نموذجاً آخر يشبه النموذج اللبناني في توزيع المناصب السيادية.
التعليقات (0)