في موضوع سابق كتبنا عن الأنتخابات الأقليمية التي حاول الساسة الفرقاء في العراق بأعلان مزايدتها على دول الجوار وكذلك الدول ذات المصالح في الشأن العراقي, و اليوم ثبتت روؤيتنا للوضع الهزلي التي وصلت إليها المنافسة على كرسي السلطة, فتصريح السيد رئيس الوزراء الأسبق اياد علاوي بأنه طلب من الجامعة العربية في المساعدة في طرح مسألة تشكيل الحكومة العراقية على مجلس الأمن لغرض اصدار قرار على تشكيل حكومة تصريف اعمال و الأشراف عليها لغاية الوصول لحل نهائي على تناقضات التفسيرات للفقرة الدستورية حول أحقية الكتلة ام القائمة على تكليف تشكيل الحكومة , هذا التصريح يعد من اسوء ما يمكن لسياسي يعجز من طرح بدائل وطنية لحل معضلات تأثرت بها بلاده بسبب اجندة خارجية , فيبحث عن حلول عن طريق اجندة خارجية بديلة هي اسوء من التي تتعامل بها حكومة السيد المالكي ..
و يبدو ان السيد المالكي انتبه متأخرا لما آلت إليها زيارات مناصريه و معارضيه لدول الجوار, وفي الوقت الذي يزايد على الأخرين بوطنيته ويتهم معارضيه في المحاولة لأعاقة خروج العراق من البند السابع في الوقت الذي هو يتمسك بمصالح شخصية و حزبية ضيقة و لا يحاول في طرح البدائل الوطنية و يحارب مستميتا للبقاء على كرسي الحكم ..
المشروع الوطني يمكن ان يضم جميع الفرقاء و يتقاسموا السلطة في خدمة البلاد و تصحيح تعابير الدستور و الخروج من حالة تعدد التفسيرات لفقرات الدستور و طرحنا سابقا تجربة تقاسم السلطة بين اكبر قائمتين انتخابيتين لمنصب رئاسة الوزراء لفترة سنتين لكل منها و هذا ما حصل في دول اوربية و تركيا و اسرائيل ايضا, حيث تلك الدول احترمت اصوات ناخبيها و اختارت المصلحة الوطنية في تحمل المسؤولية بحكم البلاد , لكن يبدو في سياسيي العراق امتهان تجارة المناصب و حسابات الربح و الخسارة افقدهم الصواب و يبحثون عن حلول خارجية تفقدهم شرعية الأصوات التي كسبوها ... مما تقدم يثبت حقا ان السيد علاوي و السيد المالكي وجهان لعملة واحدة لكن للأسف ليست عراقية...
التعليقات (0)