المالكي و العبادي مواجهة بأمر الشارع
قبل أيام عاشت العراق حٍراك شعبي أعاد للأذهان الحراك الذي أكلته داعش قبل عامين تقريباً , المالكي الذي حكم العراق كرئيس للوزراء لفترتين ناضل من أجل ولاية ثالثة لكنه سقط بأمر القائمة الحزبية التي ينتمي لها فتقدم العبادي وأصبح المالكي نائباً لرئيس الجمهورية كمنصب شرفي تعظيماً لجذوره التي لم تيبس ولن تيبس طالما بقي العراق أسيراً للمحاصصة السياسية الطائفية !.
بسرعة البرق استجاب العبادي لمطالب الجماهير الغاضبة فأصدر أوامره بتخفيض نفقات الحماية لكبار المسئولين واصدر أمرة بإلغاء منصب نائب رئيس الجمهورية وأصدر أمرين يقضي الأول بتشكيل لجنة عليا لمتابعة التعيين في المناصب الهامة على ضوء الكفاءة المهنية وليس على المحاصصة الطائفية السياسية والثاني تشكيل لجنة للتحقيق في قضايا وبلاغات الفساد المستعجلة والتي يتصدر قوائمها نوري المالكي , قرارات العبادي وإن كانت امتصت غضب الشارع العراقي وأطلقت مظاهرات تأييد للعبادي تنتظر موافقة البرلمان الذي قاب قوسين أو أدنى من بوابة الاحتراق فهو طرف في جٌل مشاكل العراق الأمنية والتشريعية " إقرار القوانين " والرقابية والسياسية الطائفية , بغض النظر عن الانتماء الفكري والمذهبي للعبادي ولغيره من الساسة العراقيين يٌحسب له " العبادي " الاستجابة لرغبة وصوت الجماهير التي لا تٌريد مسئولاً متدين بقدر ما تٌريد مسئولاً أميناً حكيماً يناضل من أجل التنمية ورفاهية المواطن وهذه رغبة كل جماهير الأرض من مشرقها لمغربها فالجماهير لا يهمها تدين وعبادة المسئول أياً كان مركزة ودينه واعتقاده !.
مشكلات جمة يعيشها العراق الذي لم يعد يكفيه ماء دجلة والفرات فكل شيء به نضب حتى النساء لم يعد يرغبن في الإنجاب والتكاثر والعلة الموت بأمر الطائفية السياسية والمذهبية الحمقاء , عراق اليوم ليس كعراق الأمس فعراق الأمويين والعباسيين والعثمانيين والملكيين والجمهوريين لم يتغير منذ قرون طوال فالدم العراقي مستباح بأدوات وشعارات وممارسات مختلفة منذ أن أشرقت الشمس على أرضه وليست تلك مشكلة العراق بل مشكلة العرب أجمع منذ زمنٍ بعيد .
تخلت مجتمعات أوروبا عن صراعاتها الدموية الدامية الطائفية والدينية بعد أن استنزفت كل شيء أما العراقيون والعرب فيعمدون على إطالة أمد الصراعات بأي طريقة ووسيلة كانت فالأجيال تتناقل التاريخ وتكرره وتتفنن في الدموية وكأنها بلا عقول أو أفئدة وذلك طبيعي فتاريخها مليء بالدموية وتراثها كذلك !.
العراق الجريح ليس استثناء فالشعب العراقي بين مطرقة التطرف الديني المذهبي وسندان الطغيان السياسي ولا يكاد يخرج من نفق الإ ويدخل في أخر , الكفاءة والمهنية والوطنية لا معيار لها سوى الولاء الروحي للطائفة أو المذهب أما الولاء للعراق الأرض والتاريخ والشعب فحلقة مفقودة يدعمها دستور طائفي وحكومة طائفية وعقل طائفي فالجميع مشترك بلا استثناء في الفساد السياسي والتردي الأمني والاقتصادي والإجرام الدموي !.
المالكي بأمر العبادي أمام اختبار حقيقي إما التخلي عن مناصبة بطواعية أو زيادة الإحتقان والغضب تجاه مؤسسات العراق والرئاسات الثلاث فالشارع مارس حقه في الضغط واستجاب العبادي للمواجهة والكره الآن بملعب العبادي والبرلمان أما الشعب فهو من سيطلق صافرة اللعب على المكشوف إذا أراد ذلك ؟.
التعليقات (0)