شيرو بغدادي
ديدن الحكام الظالمين دائما واحدا في كل زمان ومكان
فقبل عشرات السنين كان هناك ملكا ظالما شغله الوحيد البطش والقتل ونهب اموال امته ، في احد الايام ( طخت براس الافندي) وقام الملك بدعوة جميع حكماء بلده في ساحة المدينة الكبرى واوقف وسط الساحة حماره المحبوب(ابو عيون الوسيعة)، وحين وجد اجتماع الحكماء تم كما اراد طلب منهم الواحد تلو الاخر ان يقوم بتعليم حماره القراء والكتابة والغناء ((عاطفي حيل الحمار)) وله بعدها ما يطلب من مال وجاه واي شي اخر يريده وان لم يقوم بذلك فان جزائه ان يقطع راسه وسط تلك الساحة، وكلما اجاب احد الحكماء باستحالة هذا الامر اصدر امرا على الفور بقطع راسه وهكذا استمر الحال وتدحرجت الرؤس بين اقدام الحمار الملكي،، الى ان جاء دور اخر الحكماء وطلب منه نفس ما طلب من قبله فاجاب على الفور: انا سوف اقوم بتعليمه والقراءة والكتاب والغناء، ولكن لي طلب واحد ان تعطيني عشرة سنين اقوم خلالها باتمام ما امرتني به،، فسر الحاكم ((ابو عقل الصغير)) واعطاه المهلة المطلوبة وامر له بالمال ما يحب واكثر مما يبغي وان عقابه سيكون كعقاب زملائه بعد عشرة سنين اذا لم يقوم بما وعد به ،، وفعلا عاد الحكيم المسكين الى بيته يجر بيده حمار الحاكم اللعين لتستقبله زوجته بالويل والثبور ((لطم ومناحة))وقالت له: كيف ستعلمه وهو حمار وماذا سنفعل اذا لم يتم ما ارادا الحاكم بعد عشرة سنين.
فاجابها الحكيم: كان السيف على راسي فابعدته عني عشرة سنوات.
وخلال العشرة سنوات (( لو اني اموت لو الحمار يموت لو الملك يموت))
وهكذا هي مهلة المالكي افندي مئة يوم للتغيير والكل يعلم ان بيتا بسيطا لا يمكن بناء خلال المئة يوم ولا محطة كهرباء يمكن صبغها خلال مئة يوم ولا مستشفى يمكن تحديثها خلال المئة يوم
فماذا كان يقصد الافندي بالمئة غير ما قصده الحكيم (( لو اني اموت لو الحمار يموت لو الحاكم يموت – قولوا امين يا رب العالمين))
التعليقات (0)