المالكي مقياس وطنيتنا!
بقلم رياض الحسيني: كاتب وناشط سياسي عراقي مستقل
بداية لابد للدخول في هكذا موضوعة من ان نسوق خبرين اميركيين، الاول مانشرته صحيفة "الواشنطن بوست" عبر كتاب الصحافي "بوب وودوورد" والذي أكد بالادلة الثبوتية بعضا من اسرار تجسس الادارة الاميركية على حكومة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي. سبق ذلك وحسبما أكدته صحيفة "لوس انجلوس" الاميركية في مارس العام الماضي تخصيص الادارة الاميركية وتحديدا قمرا اصطناعيا خاصا من قاعدة "كيب كانافيرال" مهمته تعقب تحركات الجيش العراقي وهذا التوقيت يعطينا انطباعا انه قد حدث ايضا في فترة رئاسة نوري المالكي للحكومة العراقية.
اسوة بما سبق كذلك نسوق خبرا عربيا نشرته صحيفة "غلف نيوز" اليومية والتي تصدر باللغة الانجليزية في دبي حيث نشرت تلك الصحيفة تقريرا ووفقا لمصدر "كردي" مشارك في الحكومة كما جاء في عدد الصحيفة الصادر في الثاني عشر من ايلول الجاري انه في نية الادارة الاميركية "اقصاء" نوري المالكي عن رئاسة الحكومة العراقية! اما لماذا مصدر هذه المعلومات "كردي" وان كان تهديد مبطن للمالكي الا انه لايخرج عن كون هذا الطرف حليف قوي لاميركا وبلا حدود وقد "بصم" لاميركا على بياض!
هذه الاخبار والقراءات تؤكد بما لايقبل الشك ان توجيهات نوري المالكي للوفد العراقي المفاوض في ملف الاتفاقية الامنية الطويلة الامد مع الادارة الاميركية توجيهات رصينة ووطنية ليس من احد يمكنه المزايدة عليها. الخطوة العملية التي تؤكد ذلك انه وبعد ان تأكد للمالكي "رخاوة" وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري وعلى اثر لقاء الاخير مع اعضاء البرلمان العراقي والذي اجمع فيه البرلمانيون ان زيباري تحدث وكأنه ممثل للحكومة الاميركية وليس العراقية وهو المفترض. نتيجة ذلك اتخذ المالكي خطوة عملية جريئة ترجمها بنقل ملف المفاوضات من مكتب وزير الخارجية الى مكتبه الخاص! هذه الخطوة من المؤكد انها قد وضعت المفاوض الاميركي في موقف لايحسد عليه الامر الذي طلبت فيه ادارته عودته الى واشنطن لترتيب الاوراق من جديد خصوصا بعد فقدهم لحليف كانوا يعولون عليه كثيرا في تمرير الاتفاقية.
اقصاء المالكي بالطريقة التي تم اقصاء الجعفري بها او اجباره على تقديم استقالته لاسباب صحية او شخصية او تسهيل المهمة على الارهابيين لتصفيته ايا كان الخيار وهي السيناريوهات التي طرحها تقرير "غولف نيوز" فان فقدان المالكي بهذا الظرف الحرج يعني فقدان السيادة العراقية الى الابد وان الوقوف معه وان اختلفنا معه في بعض القضايا المحلية يعني كشف وطنيتنا من عدمها! فهل بعد هذا يبقى من شك ان المالكي صار مقياسا للوطنية؟!
التعليقات (0)