مواضيع اليوم

الماكارثية على الطريقة المصرية

زين العابدين

2013-10-31 19:06:30

1

                الماكارثية على الطريقة المصرية

كنت قد ذهبت للعمل فى الأردن فى منتصف الثمانينات من القرن الماضى تقريبا . و فى أحد المرات ، وفى وقت الفراغ فكرت فى الذهاب إلى أحد دور العرض ــ وهذا لم يكن يحدث عادة إلا مرة واحدة ، أو أكثر قليلا ، فى العام الواحد ــ الشهيرة ، والمرتفعة الثمن نسبيا ، فى عمان ، لمشاهدة أحد الأفلام الهوليودية الشهيرة وقتها .

وبعد عزف السلام الوطنى ، أو الملكى ، وظهور صورة عاهل الأردن الراحل الملك حسين ، جلس جمهور المشاهدين لمشاهدة العرض والإستمتاع به ــ هذا إذا كنا قد صادفنا المتعة ، أو صادفتنا هى ، وإستضافتنا ، يوما ، أو بعض يوم ، فى هذه الحياة الدنيا الشرق أوسطية ــ سمعت صوت رجل ، أو "زلمة" ، بلهجة أهل الشام المحببة كثيرا إلى قلبى ولسانى ،  بجانبى ، يقول لى :

ــ هات سيجارة يا زلمة ..

فقلت له :

أنا آسف ، أنا لا أدخن ..    

وبعدما بدأت أدخل مرة أخرى فى "مود" الفيلم فجأت به مرة أخرى يقول لى :

 ــ طيب هات "حجها" ..!  
ــ "حج" ماذا ..؟!

ــ "حج" السيجارة ..

ــ طب ما تذهب وإشتريلك واحدة ..!

ــ ما معى مصارى ــ أى نقود ــ  ..

ــ امال دخلت السيما إزاى ..؟

ــ  (مستهجنا) وهو أنت هتحجج معايا يا مصرى ..؟!

يا عم لا هحجج ولا إشى .. خلينا نتفرج على الفيلم المنيل ده ونمشى ..!

ــ تمشى تروح فين يا مصرى ..؟!

ــ يا أخى وانت مالك ، أمشى أروح فى أى حته ..!

ــ يعنى أنت ما تريد تعطينى حج السجاير ..؟!

ــ يا عم يعنى أسيبلك السيما كلها وأمشى ..!

وما كدت أن أنهى تلك الكلمة حتى هب واقفا و سبنى ، و قال بكل ما أوتى من قدرة على رفع صوته فى قلب دار العرض ، والتى تكاد تسمع فيها دبيب النملة :

ـــ أخو  ال ..  المصرى هذا بيسب المليك ..

واللهى أنا قد ملأنى الرعب ، وصرت أتلو ما أحفظه من آيات الذكر الحكيم لعل الله ينجينى من تلك الكارثة ، فإذا ببعض العاملين بدار العرض يأخذون هذا الفتى إلى الخارج . وقد تبين لى بعدئذ أن هذا الفتى قد دأب بين الفينة والأخرى إلى الولوج إلى دار العرض لإبتزاز مايراهم أغرابا ، أو بالأحرى غير أردنين أو فلسطينين ، وقد فهمه من إتصف بالإنصاف والفهم معا من العاملين بدور العرض وتعاملوا معه بما يليق بهم وبه ..!

وتلك هى بإختصار الماكارثية على الطريقة العربية ، و التى قد لا تختلف كثيرا بطبيعة الحالة عن نظريتها المصرية ، أو الماكارثية على الطريقة المصرية ، أو "السيسية " ..!

ولكن الماكارثية على الطريقة المصرية هى أكثر شراسة وحيفا من كافة الماكارثيات الأخرى ، وبما فى ذلك الأصل الأمريكانى ..!

وذلك لأن فى دار العرض فهم العاملون مراد الشخص المبتذ ، وأخرجوه خارج الدار ، ولم يمسنى أحدا بأزى لأنهم يعلمون جيدا إننى لم أسب الملك ، أو المليك ، أما فى مصر فإن كل معارض للسيسى ــ خذ عندك مثلا باسم يوسف والذى يحاكم الآن فى عدة قضايا ظالمة ، ولو ثبت صحتها ربما ما خرج من السجن أبدا ، ومكث فيه حتى نهاية العمر ..!  ــ  أو حكومة الببلاوى ، أو النظام الحالى ، فهو إما إخوان ، أو من الخلايا الإخوانية النائمة ، أو عميل يريد بس الفرقة والفتن وتكدير الأمن العام ، والأمن القومى فى مصر ..!

 وذلك على الرغم من أن من لديه مثل كل تلك التهم الجاهزة والمعلبة والمقولبة ، و المراد توجيها لكل من يجرأ على قول لا فى وجه النظام ، حتى ولو كان طرفا مستقلا ، ومحايدا ــ أى لا عسكر ولا إخوان ، ولا حتى أحزاب ــ يعرف تمام المعرفة بإنك تقول لا ، أو تنتقض لوجه الله ، ومن أجل الصالح العام ، كما إنك لم تتعد على أحد لا بالقول ولا بالفعل ، وأنك أكثر وطنية وغيرة على الوطن من العديد ممن هم فى السلطة الآن ، وانك أيضا الخاسر الأكبر فى موقفك هذا لانك لم تمش فى زفة المنافقين والمداهنين و" العكاشيين " . ومع كل هذا ، وفوق كل هذا ، فإن راسك مطلوب ، لأن العسكر ، وعلى ما يبدو لايفهمون إلا لغة بوش الأبن الشهيرة ، وكذا السناتور مكارثى إبان الحرب الباردة ، وهى إما أن تكون معنا أو علينا ..!

ولكن فى الأردن مثلا عندما علموا ، وبخبرتهم الشخصية مع هذا المبتز ، غرضه الحقيقى أخرجوه ، هو من دار العرض ولم يخوجونى أنا مثلا .

 فهل نقتدى بالأردن ، وبالأخوة الأردنين فى نزاهتهم وعدالتهم ، حتى على الأقل مع بعضهم البعض ..؟! 

مجدى الحداد

 




التعليقات (1)

1 - هى فوضى - \"الإماراتيون للببلاوي : الدعم لن يستمر طويلا ويجب التفكير في حلول مبتكرة\"

غادة - 2013-11-01 15:06:29

نشرت جريدة الشعب فى 27 أكتوبر 2013 \"الإماراتيون للببلاوي ( رئيس وزراء مصر) : الدعم لن يستمر طويلا ويجب التفكير في حلول مبتكرة\" قال الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس وزراء الإمارات، إن \"الدعم العربي لمصر لن يستمر طويلا، وعلى مصر أن تفكر في حلول مبتكرة وغير تقليدية\". و بالرغم من كل هذا ما زالت الحكومات التعيسة منذ ثورة 25 يناير 2011 و حتى الأن تسير على خطى نظام مبارك فى العبث و السفة و البذخ و الهبل فى بعثرة المال العام . فى حديثه مع برنامج \"بلدنا بالمصرى \" للأعلامية ريم ماجد على قناة ONtv فى 4 ديسمبر 2011 قال المهندس حسب الله الكفراوى ( وزير الأسكان الأسبق) الثورة المصرية بأنها آية من آيات الله الكبرى لأن الفساد استمر لأكثر من 20 عاما، بل وفجر، ولم يستطع أحد أن يتصدى له، عنصر الأمن كان وما زال هو العنصر الأهم في هذه الفترة، الحد الأدنى و الحد الأقصى للأجور قرار يؤخذ فى ساعة و يطبق باليوم التالى مش بقالنا 10 أشهر ، معروف المعدلات العالمية و لن نخترع ، الحد الأدنى يجب أن يكفى مستوى معيشة كريم للأدميين لا يلتقطون طعامهم من الزبالة، و الحد الأقصى ليس عملية نهب .. يكفى حياة مطمئنة مريحة ، أنما التفاوت الرهيب هناك من يأخذ مليون .. أثنان مليون جنيه بالشهر و من ناحية أخرى من يأخذ 300 جنيه بالشهر .. ياللهول، و كنت أتمنى أن يأخذ القرار و يقول سيطبق غدا بدءا من وزارة الدفاع. حتى الأن تتم ادارة مصر على انها تكية تماما مثل ما كان يفعل مبارك و تعيين 35 وزيرا بدل من الأكتفاء ب 14 وزيرا مثل المانيا، و يدور الحديث عن السماح باستمرار مجلس الشورى الذى أجمع الكل على الغائه لعدم فائدته ، و مازال هناك 22 ألف مستشار يعملون بالحكومة فوق الستين عاما يتقاضوا 18 مليار جنيه سنويا و تم التجديد لهم!!! و لم يتم تحديد الحد الأقصى للأجور ( يجب أقرار حد أدنى و حد أقصى للأجور بنسبة 1 : 10 ) ، و لم يخفض عدد سفارات مصر بالخارج إلى النصف و هى 170 سفارة (أمريكا لديها 90 سفارة فقط ) بل صدر قرار بفتح سفارة جديدة فى سلطنة بروناى. و لم يتم منع إستيراد السلع الترفيهية من أطعمة القطط والكلاب والخس الكورى واللبان والبونبون والخمور والسجائر ولحوم الخنازير، ورق العنب ولحم الطاووس وأسماك الكافيار الأحمر والجمبرى الجامبو والاستاكوزا، و التى تكلف مصر 4 مليار دولار سنويا !!!! فى بلد يعيش 40 بالمائة تحت خط الفقر و غارقة بالديـــون. فى أغلب الدول المتقدمة بالأتحاد الأوروبى و أمريكا لا تتلقى الصحافة و محطات التلفزة دعما ماليا من الحكومة و أنما تقوم بتمويل نفسها ذاتيا عن طريق الأعلانات و المستثمرين و من يفشل يتم أغلاقه، و هذا ماينبغى تماما عمله فى مصر، فيجب أعادة هيكلة التليفزيون المصرى و الصحف القومية و تقليل عدد العاملين بها و مراجعة المرتبات الكبيرة على أن تدار بأسلوب أقتصادى و تتوقف الدولة عن تقديم الدعم المالى لها فأن لم تنجح فلتغلق أبوابها ..... مزيـــد من التفاصيل و قراءة المقالات بالرابط التالى www.ouregypt.us ناس هايصة و ناس لايصة، فى مهب الريح، مشروع مارشال لتعمير أوروبا، كارت أصفر.

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات