مواضيع اليوم

الماضي والحاضر

رؤوف السامرائي

2009-05-28 09:34:13

0

الماضي والحاضر
عندنا في البلاد العربيه طبقه من الكتاب المتدينيين او المحافظين اوهكذا يطلق عليهم اذا اعوزتهم مادة الكتابه عمدوا الى موضوع المرأة فنعوا عنها تبرجها وفسادها ونحطاطها .وقد الف القراء منهم هذه النغمه فلم يعد يبالي بها احد منهم وقلما يقرء احد هذه المقالات الكثيره التي تملأ الصحف بها اعمدتها عن المرأة لان موضوعها ومضمونها قد عرفا وسئما معا ..ومضمون هذه المقالات ان المرأة الحديثه اكثر تبرجا واحط اخلاقا من والدتها وجدتها .وليس ينكر احد ان في المدن العربيه نساء يسرن متبرجات يسرن في ضوء النهار قبل الظهر وبعده بلباس السهرات مكشوفات اعلى الصدر واعلى الضهر ..ومنهن من يضع المساحيق على وجوهن ويصنعن الوشي المختلف والمضحك ..وكثيرا ما يكون الجهل داعيه ظهورهن بهذا المظاهر ..اذ هن لا يتعمدن هذا المظهر وانمها يجهلن المظهر اللائق ومقابلة المرأة القديمه بالمرأة الحديثه موضوع دائم الطلاوة يغري الكتاب ..فهناك ينعون على الفتاة الحديثه ترخصها في عادات كانت جدتها لا تجرؤ على اعتيادها مثل التدخين والمجاهره بالرأي وتقصير الثياب وتضييقها وقص الشعر ونحو ذلك ..لكن الفتاة الحديثه هناك من يدافع عنها ويقطع السنة السوء التي تعبث بشهرتها .فقد رد احدهم على ما تتهم به وقابلها بالجدات القديمات فوجد ان الفتاة الحديثه على الرغم من انطلاقها في الحريه اكثر شعورا بالمسئوليه من جدتها واكثر استعدادا لمواجهة الشدائد واكثر اعتمادا على نفسها واعرف بوسائل العيش الشريف منها ..فقد كانت اداب الجدات محصورا في الصمت وتكلف الادب امام الرجال والاقتصار على اعمال البيت وكانت تلبس وكانت تلبس من الثياب ما يكفي الواحد منها لأن يفصل منه ثلاثة او اربعة مما تلبسه الفتاة الحديثه ..وهنافي مجتمعنا الاف الفتيات اللواتي يكدحن للمعاش وهن مقصوصات الشعر متقلصات الملابس لا يسعه الا احترامهن واكبار نفوسهن ولوكانت جداتهن مكانهن لقنعن بالقعود في البيت والرضا بالدون من العيش ولكن هؤلاء الفتيات اطمع من مسرات الحياة واشجع من مشقاتها وانزع الى الرجوله منهن واذكى عقلا واخف يدا وقدما من ان يرضين بلزوم البيت مع الفقر والمسكنه من حين يمكنهن الاكتساب بالعمل والجد...والصرحه اقو لان الناس يحبون مقابلة الحاضر بالماضي فيصغرون لاول ويكبرون الثاني .فتراهم يصفون القدماء بانهم كانوا احفظ للذمم منا وكانوا اعف من الحرمات منا وكانوا وكانوا ..وكل هذا كذب لا اصل له .فترا جدودنا مثلا رضوا بحكم الاستعمار الذي جثم على قلوبهم وكانوا اجبن منا ورضوا بكثير من حكامهم المستبدين وصفقوا لهم وهلهوا لهم حتى اشرفت البلاد كلها على الخراب ....وقد زار يوما اندلسي البلاد العربيه فذكر أن الفحش والزنا في هذه البلاد لا حد لهماوان قذارة مدننا لا تطاق ...فالقول بأن المرأة القديمه افضل من المرأة الحديثه لغولا يقول به




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !