مواضيع اليوم

الماضي حين يقتل الحاضر

رؤى صبري

2010-09-28 09:01:24

0

الماضي حين يقتل الحاضر

الماضي أساس الحاضر وكل المستقبل كما يقولون وفي الواقع نجد أن أكثر الناس تهتم بالماضي أضعاف اهتمامها بالحاضر ويعتبر البعض أن ماضي الشخص بمثابة جواز السفر إما يسمح له عن طريق تأشيره بالمرور أو توضع عليه علامة حمراء تقضي على الحاضر والمستقبل لذلك تعتبر البداية الجديدة فرصة ثمنيه لاتعوض ، خصوصا إذا علمنا أن التخلص من الماضي يعتبر أمر صعب هذا إذا لم يكن مستحيل.
فمن منا لايدرك أن الماضي جزء لا يتجزأ من حياة الإنسان فهو يشكل هويته وأساس وجوده سواء بطريقة سلبية أو إيجابية والخطأ فيه غير مردود ولا يمكن إصلاحه أو نسيانه فحتى لونساه صاحبه لن ينساه الآخرون ويعتبر ورقة يمكن استخدامها بأشكال وصور مختلفة.
فمن فعل فعلا شائنا في ماضيه كأن يكون قاتلا أو مجرما أو سارق لحقوق الناس ومن ثم حصلت له التوبة وكانت له بداية جديدة لا تكون بداية جديدة في عيون الآخرين بل هم يظلون يترقبون الفعل الشائن التالي ويؤمنوا بوجوده وبأنه حاصل لا محالة وأن التغير الحاصل ما هو إلا حيلة ابتدعها ذلك الآثم لكي يحصل على المزيد من الفرص فالنظرة هنا هي نظرة تعكس كل فعل مضى ولا ينظروا لأي فعل حاضر جيد يقوم به.
ومن ثم تبوء جهود ذلك الشخص بالفشل ويحكم عليه حاضره بأن يسجن في ماضيه وبأن لا مستقبل له إلا تكملة ذلك الماضي المشين وجلادوه من الناس الذين نسوا أنه لا يوجد من يعصم من الخطأ ولو فتشنا في كل ماضي لوجود أفعال قد تحكم على أصحابه بالموت وليس بالعار فقط وهذه طبيعة البشر منذ خلق الله الكون ومثلما حصل مع المسيح عليه السلام حين زنت امرأة وثار عليها الناس فقال المسيح(من كان منكم بلا خطيئة فليرجمها بحجر) ومن ثم صمت الناس وأدركوا مدى خطئهم.
ورغم أننا بشر لا نتلمس العذر للآخرين أو نراعي ما قد مروا به من ظروف غيرتهم إلى ما هم عليه وأنهم لو وجودوا في بيئة أخرى وظروف أخرى لكانوا أناس يضرب بهم المثل لأن النفس البشرية فطرت على الخير وما يطرأ عليها من تغير إنما هي عوامل خارجية وليست من الأساسيات .
وكم أسعد حين أرى أشخاص في التلفاز يطرحون تجربتهم السيئة ويشاركونها مع الآخرين ويقفون بقلوب شجاعة يحملون ماضيهم في أيديهم ويتلفظون به قبل أن ينطقوا بأسمائهم فالماضي مرض فتاك علاجه كالمصل الذي يؤخذ من المرض ليقي منه مهما كان الماضي على الإنسان أن يواجهه ويكون فخور بأفعاله إذا كانت جيدة ويكون فخوراً أيضا بكل فعل سيء استطاع التخلي عنه لأنه ليس من السهل أن يحدث ذلك
كاتبة سعودية

 

 

 

 


 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !