في الحقيقة لم أستمتع بعرض المارونيت الأمريكي (ماكين و شركاه) الذى أقيم بالقاهرة اليوم (الأثنين 20فبراير 2012) .. فبالرغم من الحملة الإعلامية الكبرى التي سبقت العرض بأيام إلا أن العرض جاء مملاً علي غير ما كان يأمل الأمريكان و أذيالهم علي ارض المحروسة
فالشخصيات المشاركة في العرض كانت مضطربة بشدة إلي درجة الهلاووس الفردية و الجماعية
و أعتقد أن هذا الإضطراب كان نتيجة للإستقبال الخشن إلي أقصي درجة من رجال المجلس العسكرى المصرى في البداية .. و إنتهاءً بتجاهل متعمد للتوسلات الأمريكية التي حملها المارونيت خلال عرضهم أمام رجال الجيش المصرى
و من الواضح أن العرائس الأمريكية المشاركة بالعرض لم تنل الرضا الكافي للعفو عن رهائنها في مصر .. فخرجت إلي العرض الشعبي من خلال مؤتمر هزيل تبادلت فيه هذه العرائس الأدوار في حفظ ماء وجه الإدارة الأمريكية
و بالرغم من أن شخصيات العرض من مشاهير الساسة الأمريكان إلا أن صدمة الرفض و التجاهل جعلتها تظهر مملة متخبطة مرتجلة إلي أقصي حد بل وصل بها الحال إلي تلقين بعضها بعضاً الجمل و الكلمات المناسبة للحدث و الحديث و أعتقد أن هذا الكلام سيتغير بمجرد أن تطأ أقدامهم الوطن الأمريكاني و نجاتهم من الصدمة المصرية
و للأسف سمعت و قرأت المؤتمر الصحفي الممل أكثر من مرة لعلي أخرج منه بجملة مفيدة
فلم يلفت إنتباهي سوى إصرار المدعو ماكين علي الخروج عن سياق الحدث و الحديث و الزج بالموقف السورى و ضرورة تسليح المعارضة السورية
الملفت أن الغرض الأساسي من زيارة وفد المارونيت الأمريكي لمصر برئاسة المدعو ماكين هو البحث عن حل لإزمة الرهائن الأمريكان المحجوزين في مصر علي ذمة قضية التمويل المشبوه
خاصةً و أن الأمر يخص هذا ال ماكين بصفته رئيس مجلس إدارة أحدى المؤسسات المشبوهة المتورطة في القضية إلا أن ماكين هذا كان حريص علي الكلام عن الشأن السور أكثر من حرصه علي الكلام عن منظماته المشبوهة
و هي حيلة مكشوفة من ثعلب جمهورى متشدد تأكد من إصرار الحكومة المصرية علي الحصول علي إعتذار رسمي من الخارجية الأمريكية عن سفالة تصريحات وزيرتها هيلارى و سبها لرجال الجيش المصرى
فتعمد إيصال رسالة تهديد غير مباشرة للنظام المصرى من خلال تلميحات رصد خلالها مقارنة بين الجيش المصرى و الجيش السورى ثم ألحقها بدعوة خبيثة لتسليح المعارضة السورية في إشارة فجة لأنهم لا يمانعون في تسليح أى معارضة في أى بلد في العالم لا تجد للديمقراطيتها المزعومة سبيلاً سوى الإرهاب المسلح و أعتقد أنه بذلك قد إعترف ضمنياً بأن مؤسساته المشبوهة لا تمانع في المساهمة بصورة أو بأخرى من بث الفوضي المسلحة في أى بلد تتواجد بها .. فلماذا نستثني مصر؟؟!!
كما يسعي من خلال هذه الدعوة القميئة إلي توريط مصر في تسليح المعارضة السورى و لو معنوياً بإعلان هذه الدعوة الخبيثة من أرض مصر ... و ليعلم الجميع أنه لا يوجد شخص عاقل علي وجه البسيطة إلا و يشعر بالمرارة من نهر الدماء و تمادى النظام العلوى في سوريا .. و نتمني أن تنتهي هذه الأزمة قريباً إلا أننا و تحت أى ظرف لا نؤيد تسليح أى كيانات شعبية تحت أى مسمي في أى بلد فهذا التسليح العشوائي سيزيد من شلالات الدماء و لن تنتهي سوى بإنتهاء الجنس السورى
و ليعلم الجميع أننا لا نخشي إلا الله .. و أن مصر كانت و ستظل الدرع الحديدى لقلب الأمة العربية و لن يستطيع مغرض أياً كان أن ينال من أرضها
و أعتقد أن الوقت قد حان لإتخاذ خطوة دبلوماسية للحد من هذه الوقاحة الأمريكية بإستدعاء السفير المصرى في واشنطن للتشاور في الإجراء الأمثل دبلوماسياً للرد علي هذه الخزعبلات السياسية للإدارة الأمريكية و أذيالها
كرامة جيش مصر من كرامة شعب مصر.
التعليقات (0)