أ. يقُرّ العلماء المختصّين اليوم بأنّ ما نعرفه عن الكون هو القليل .. لذا نقف مبهورين أمام أيّ إكتشاف جديد في هذا الميدان .. إنّ الذي يجعلنا أكثر إنبهارا".. هو الإتّساع الهائل للكون وتعدد علومه المعرفيّة .. ومع ذلك فهو أكبر من أن يحيط به العقل البشري بكثير .. وقد صدق عزً وجل بقوله تعالى :
((
.. وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلاً
)) الإسراء :85 ب.إنّ محدودية العقل البشري رغم إتساعه المطرد .. ينطلق من علاقة وجود الحياة التي نعرفها بالمحيط البيئي الكوني الذي لا نعرف عنه سوى النـزر اليسير .. لأنّنا نفهم فقط شكل الحياة الملموسة أمامنا .. أو تلك التي نلمس آثارها كمادة الكون السوداء التي اًُكتشفت مؤخرا" .. ونؤمن بنفس الوقت كمسلمين بما زاد عن ذلك مـمّا جاء به القرآن الكريم والسنًة النبويًة الشريفة .. فما زال أمامنا الكثير الذي يتوجب علينا معرفته .. فعلى سبيل المثال يعتقد العلماء بوجود أكثر مـن ( 100 ) مليون شكل من أشكال الحياة في المحيطات فقط !! لم يُدرس أو يُكتشف معظمها بعد .. وماذا عن الكون الفسيح ومحتوياته ؟
ج. إنّ تفاعل أفكار بعض العلماء يمثّل اضطرابا"مؤقّتا" مهما طال أمده ليستقر أخيرا" .. ربما بعد زمن ليس بالبعيد في مسلمة واحدة تقتضي وجود الخالق جلٌ وعلا وصِدق القرآن الكريم والرسالة المحمديٌة المباركة .. ففي قديم الزمان كان الناس بحاجة إلى مبشّرين ومنذرين .. واليوم نجدهم بحاجة إلى الأدلّة العلميّة الملموسة لإقناعهم بهذه المسلمة ضمن إطار لغة مشتركة على أرضيّة واحدة .. هي لغة العلم الذي يتجلّى يوما" بعد يوم مذعنا" لصِدق الحقائق التي وردت في كتاب الله في القرآن الكريم وسنٌة رسوله محمد صلّى الله عليه وسلّم .
د. لعلً من أبرز ما توصل إليه علماء الكونيات مؤخّرا" هو مادّة الكون التي أطلقوا عليها تسميـة المادّة الســوداء (Dark Matter ) التي أحدثت إنقلابا" جذريا" في مفاهيم المعرفة الكونية .. ولنا كباحثين في مجال الإعجاز العلمي أن نتساءل .. هل ورد ذكر هذه المادّة في القرآن الكريم ؟ .. هذا ما سنعرفهُ من خلال هذا البحث المتواضع.. إضافة إلى معرفة تساؤلات أخرى ذات علاقة من خلال تدبًر الآيات القرآنية والأحاديث النبويّة الشريفة.
الغاية
بيان ماهيّة المادّة السوداء والدلائل العلميّة الحديثة التي أثبتت وجودها مع بيان السبق القرآني من خلال الإشارة إلى حقيقة
وجودها.. إضافة إلى حقائق أخرى ذات علاقة
سبحان الله
التعليقات (0)