مواضيع اليوم

المؤسسات الاجتماعية عقوق ام ماوى

                                                                           المؤسسات الاجتماعية عقوق ام مأوى
  دائما نسمع في دواوين الأسر والعشائر ان  وجود كبير السن في المجتمع او الأسرة  خير وبركة لما يتمتعون به من  النضج العقلي والتفكير الناضج  وعدم التسرع وقد لا تجد عند البعض من شبابنا هذه الخصائص حينما يواجهون مشكلة او أزمة يتوجب عليهم حلها  .
وأننا كنا لسنين طوال في حضانة أبائنا حرصوا علينا وسهروا من اجلنا وواجهوا المصاعب لجلب لنا لقمة العيش  تعبوا من اجل ان نكبر وجاعوا   لنشبع   وتعروا لنلبس  وبكوا لنضحك وجدوا فينا صورتهم المفقودة التي كانوا يتمنونها لهم, يفرحوا لنجاحنا ويحزنوا لمرضنا  ويسعوا لشفائنا في احنك الظروف  واصعبها.
وفي آخر العمر يواجهون  كبار السن شبح الرمي في المؤسسات الاجتماعية  بإرادة أبنائهم  فهم لا يجدون من يأويهم او يعينهم على العيش في أواخر أيامهم  إلا ابناءا يتعجلون في رميهم بمؤسسات الرعاية  ارضاءا لطموح زوجة لا ترغب بهم  او بنتا تواجه ضغوطات من زوجها لترك والدها وتفضل الحياة الاسرية الهادئة على اب كان في يوم من الايام يلعب معها ويفرح بها  حينما تستقبله راكضة  صارخة ما جلبت لي يا بابا .
هذا حال من افنى نفسه في خدمة مجتمعه واسرته  تنكرت له  الدنيا واصبح ليس له احد يسعى الجيع   للتخلص منه وايداعه في مؤسسسات العجزة لتترزق منه المؤسسة من خلال  جمع التبرعات ويعيش بعيدا عن ابنائه وهو يحمل حرقة الحنين ليكون وسط اسرته مع حالة نفسية شديدة من الحزن والاكتئاب والعزلة .
اما النوع الثاني هم اقل سوءا من النوع الاول لانهم فقدوا ابنائهم اما بالمرض او بالحرب  فلااحد يسال عليهم الا ذكريات ميتة في مخيلتهم وهؤلاء يجزمون لو كانوا ابنائنا احياء لما كان هذا مصيرنا وهم واهمون,  فحينما يواجهوا مثواهم الأخير تبحث المؤسسة عن متبرعين ليدفنوهم  مجانا عسى ان يجدوا مسكنا اوفر حظا من مساكن الدنيا .
اما النوع الثالث هم كبار السن الذين يعيشوا مع ابنائهم  في نفس المسكن الا ان عيشتهم عيشة خدم يقضون حوائج الزوجة اليومية للتسوق والتنظيف  بعيدين عن اضواء الاسرة حينما تستقبل ضيوفها للخجل الشديد  من الابن ان يقول هذا ابي .

اما الاسرة الطيبة فتدرك ان كبير السن بعد ان فقد سلطته وراتبه  وقوته  عليها ان توفر له مبلغا  لا يجعله يظطر ان يمد يده لاحد او يتسول الشوارع  وتشركه في كل قرارات الاسرة حتى على سبيل الاستشارة  ليكون فاعلا في  الاسرة   .
      ومن لايجد من يعينه من عائلته عليه ان يجد الدولة كحاضن له  ولكل ابناء المجتمع وهي الاب الراعي للجميع وليس متفضلة في ذلك  مسؤوليتها كبيروة   في ان تأوي الجميع وتقدم لهم الخدمات الصحية والمادية وانا متاكد ان كبار السن الذين يمتلكون راتبا لاتتركهم اسرهم ليس حبا فيهم انما حبا براتبهم .ويفترض باسرنا ان تكون اسر متماسكة ومتعاونة لعقيدتنا الإسلامية وطبيعتنا الشرقية .
  نهت الأديان السماوية عن عقوق الوالدين ولاسيما الدين الإسلامي والنصوص كثيرة في ذلك قال تعالى:(وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ )(وَقُـل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّـيَانِي صَغِير).

ويروي عن بن مسعود رضي الله تعالى عنه أحضر ماء لوالدته فجاء وقد نامت فبقي واقف بجانبها حتى استيقظت ثم أعطاها الماء . خاف أن يذهب وتستيقظ ولا تجد الماء , وخاف أن ينام فتستيقظ ولا تجد الماء فبقي قائما  حتى استيقظت.
فاين نحن من ذلك .
سيد جلوب سيد الكعبي                       sfascha@yahoo.com

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !