المؤخرة الطريق إلى الشهرة
لا يستطيع أبا جهل على كُفره استيعاب فكرة هز مؤخرتك لتصل إلى وجهتك، فكيف بإنسان عاقل مسلم؟
في هذا العصر الذي أصبحت فيه وسائل التواصل الاجتماعي تتخطف الناس من حولنا انحدرت اهتمامات الأفراد فشغلهم الشاغل كيف أصنع حدثاً لكي أكون من شلة المشاهير وفي ذلك نعيم، فمشاهير السوشل ميديا يجنون الأموال بعد أن صنع منهم المجتمع نجوم! المال عصب الحياة والأرقام لغة عالم هذا اليوم لكن ماقيمة ذلك المال عند المرؤة والشرف!
لقد انحدرت اهتمامات الناس وتفشى فيهم مرض القلوب وباتت الحياة قابلة للبيع خاضعة لبورصة العرض والطلب، برامج التواصل الاجتماعي كالتوكتك مثلاً تُعطي المشاهد صورة مصغرة عن الواقع الامرئي ونحنُ لسنا مجتمعاً فاضلاً لكننا مجتمع يخضع للفضائل هكذا كنا نعتقد ونظن، المسؤولية تقع على الأسر فالاسرة هي أساس المجتمع لكن هل الأسرة اليوم تشبه الأسرة قبل عدة سنوات من عدة نواحي أهمها التربية والتنشئة الصالحة!
أسرة اليوم مشغولةُ هي الأخرى بالتواصل الاجتماعي ومتابعة كل ماهو جديد بتلك المواقع وبما أن ركني الأسرة غارقانِ في ذلك الوحل فمن الطبيعي أن يغرق معهم الأبناء، لستُ ضد استخدام التقنية الحديثة بل أنا كغيري ضد سطوتها وضد سوء استخدامها فهي ضارة نافعة والمُستخدم يحدد ضررها ونفعها، وهذه معادلة خاضعة للوعي الذي نسمع عنه ولم نراه، الوعي قيمة من قيم التنوير كما قال الفيلسوف الألماني كانط، لكن وعينا الاجتماعي تعرض لهجمه شرسه من التطلع إلى الثراء السريع والشهرة التي لا تُغلق بوجهها الأبواب، قل أن تشاهد مقطعاً هادفاً وقل أن تقرأ شيئاً مُفيداً، كل ما تشاهده هو رقصات ومشاهد لو رأها عنتره بن شداد لتخلى عن فروسيته ولربط نفسه بشجرةِ حتى الممات، لم تعد التوعية كافية وبما أننا مجتمع لا يحب التوعية ويراها صورة مصغرة من الوعظ فإن الحل الأمثل هو وضع تلك المواقع تحت المجهر الرقابي والنقدي، خصوصاً وأن هناك أطفال يشاهدون تلك القاذورات حمايةً للجيل القادم وتحسباً للقول من شب على شيء شاب عليه.
نحنُ مجتمع كأي مجتمع آخر لسنا استثناءً لكننا نطمح أن نكون أفضل في كل شيء ولن نكون أفضل والأخلاق بدأت تنحدر وكما قال الشاعر :
إنما الأمم الأخلاق مابقيت
فإن همو ذهبت اخلاقهم ذهبوا..
التعليقات (0)