بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم جميعاً ورحمة الله وبركاته..
كـُنـّا، وإياكم على موعد منذ افترقنا في مؤتمر الصحوة الإسلامية الذي نجّز في البداية العلاقة بين أهل البيت والصحوة الإسلامية في الشهر التاسع من عام 2011، ثم التقينا مرة ثانية في الشهر الأول من العام الحالي؛ لنتعاون سويّة على تحقيق الإنجاز التاريخيّ الكبير، وهو مؤتمر الشباب تلك الشريحة التي تشكّل ما لا يقلّ عن 60% من أبناء المجتمعات من حيث الكمّ الديمغرافيّ والبشريّ، وهم أصحاب الإرادة القوية الذين اقترنت أسماؤهم بالتضحيات في طول التاريخ وعرضه، وفي اتساع الجغرافية في كل ثورة من ثورات العالم.
شهدت طهران أيضاً ومن خلال هذا المنبر التعامل مع ذلك الإنجاز الذي كان موسوماً بأنه مؤتمر الشباب، ثم أعقبه بعد شهر من هذه السنة مؤتمر الشعراء، وضمّ عدداً كبيراً من فطاحل الشعراء المعاصرين من مختلف المناطق، ونحن اليوم على موعد ثالث أن نتحدّث سوية، ونتداول، ونرى بأمّ أعيننا النصف المشلول في الكثير من مجتمعات الغرب ومجتمعات المنطقة، غير أنه يشكّل الجزء الحيويّ الحسّاس الذي أبى إلا أن يكون في الصدارة؛ حتى يرتقي من واقع المسلمين المتخلف إلى واقع الإسلام الرائع الذي أعطى المرأة ما لم تـُعطِه أيّ نظرية اجتماعية؛ لذا يكتسب هذا المؤتمر أهمية استثنائية ترقى إلى مستوى طموحاتنا، وما يمكن للمرأة أمّاً كانت أم أختاً أم زوجة أم بنتاً في مؤسسة البيت أو في المؤسسات الاجتماعية المختلفة في الإعلام والسياسة أو التصدّي في المجالات المختلفة؛ لذا نطمح، ونتعشم بأن يشهد المؤتمر طاقات شابّة من ذوات الإرادة القوية، والثقافة المتنوّعة لتنهض بدورها كامرأة غـُيّبت في الكثير من المجتمعات، لكنها - إن شاء الله - ستأخذ دورها في هذا المؤتمر، وتبعث برسالة إلى كلّ نساء العالم بأنها موجودة وحيويّة على الرغم من كلّ التحدّيات، وأنها ساهمت في صناعة الثورات، وها هي اليوم تساهم في صناعة الدول.
العمل لم يكن سهلاً بل كان بدأب متواصل، ويحقق، ويمرّ بهذه المحطات التي تعتبر إنجازات ضخمة وكبيرة جداً، ومن دون شكّ ما كان لهذه الإنجازات أن تتحقق، وتشقّ طريقها إلى النور لولا توفيق الله - تبارك وتعالى -، ولولا الطاقات الكثيرة التي حُشِّدت لإنجازها؛ ومن هنا لابدّ أن أتقدّم بوافر الشكر والتقدير إلى الدولة الإسلامية، وعلى رأسها الإمام الخامنئي - حفظه الله - الذي حمل هذا اللواء، واهتمّ بهذه المؤتمرات استمراراً لنهج الإمام الخمينيّ - قدس الله نفسه الزكية - لذلك ستتحمّل بناتنا وأخواتنا مثلما يتحمّل إخواننا وأبناؤنا مسؤولية ترجمة الأفكار والقناعات والتصوّرات التي ستفضي إليها مثل هذه اللقاءات إلى خطوات عمل.. إلى ثقافة؛ لتشكّل بنية تحتية تتجاوز العُقـَد العشائرية والتقليدية والعُرفية، وترتقي إلى مستوى المبادئ والقيم؛ حتى نردم هذه الثغرة والفجوة بين المرأة في العادات والتقاليد، وبين المرأة في موقعها الرائع في النصّ القرآنيّ والنصّ النبويّ والنصّ الإماميّ.. حتى نردم هذه الثغرة لابدّ أن نناضل سويّة إلى جانب بناتنا وأخواتنا، حتى يرتقين إلى هذا المستوى.
إن الدكتور الأخ ولايتي خلال هذه الفترة بين عقد هذه المؤتمرات قد بذل جهوداً كبيرة، وواجه صعاباً ومشاكل، وقد وفـّر الكثير من الإمكانات؛ من أجل أن يشقّ هذا النتاج طريقه إلى النور.
http://www.al-jaffaary.net/index.php?aa=news&id22=1090
التعليقات (0)