المؤامرة امتداد لابن سبأ
تظل نظرية المؤامرة شماعة لدى البعض فعليها يُعلق كل أمرِ وعليها يضع الفاشل والمستهتر والمُخطيء النتائج ،تلك النظرية هروب من المسؤولية بطريقةِ يعتقد صاحبها ذكية وهيّ ليست كذلك فالمجتمعات كانت تُصدق تلك النظرية وتتداولها من جيلِ إلى جيل ،أما اليوم فلم يعد لها أي قبول فنحنُ في زمن العقل والتفكير والمنطق والبحث والتمعن وطرح الأسئلة ولا مجال للتزييف و الكذب و المراوغة ، تلك النظرية "نظرية المؤامرة " لم تولد من فراغ فتُراثنا وتاريخنا ممتلئ بقصص وشواهد على تلك المهزلة العقلية والتاريخية فعلى سبيل المثال لا الحصر هُناك نظرية ابن سبأ اليهودي الذي زرع الفتن في الدولة الاسلامية وتسببت أفكاره في قتل الخُلفاء تلك النظرية تُمثل منعطفاً سيئاً في تاريخنا السياسي والفكري فكيف يُصدق السُذج تلك النظرية ويجعلها البعض مُسلمة لا تقبل التشكيك ؟
التصديق نتيجة طبيعية لغياب الأراء المختلفة عن المشهد ونتيجة للخوف من الحديث في تلك المرحلة التاريخية المهمة والخوض في تفاصيلها ونتيجة للجهل المُركب الذي تُغذيه الإيديولوجيا المنفردة المتشنجة ، ابن سبأ الذي وضعَ له نسب وأتُهم جزافاً ليس سوى أداة وشماعة عُلقت عليها حِبال الصراع على السلطة بين بيوت قريش آنذاك وكان لابد من وجود اسم يحمل العار فكان ابن سبأ الذي ولد من خيال ونال شُهره لم ينالها أحدُ قبله ، كيف استطاع ذلك الصعلوك أن يلعب بدولةِ كاملة ويشلها ويتحكم في مفاصلها وبتلك الدولة رجال قادرين على خوض غمار التحديات يمتلكون سجل حافل بالبطولات كيف تمكن من اللعب بهم ، العقل السليم لا يُصدق مثل تلك التُرهات فإبن سبأ شخصية خيالية اوجدها من له مصلحة سياسية في احداث صراعات داخلية فكانت شخصية ابن سبأ الشخصية الأسطورية التي عليها سيعلق كل اثمِ وينجو بفعلته من حرك المياه الراكدة طمعاً في الرئاسة لا في تحكيم الشريعة ، فلماذا نتعجب عندما نسمع ونقرأ قصص تفوح منها رائحة المؤامرة التي لا هم لها سوى تحطيم الدين والنيل من أهله كما تقول الأسطورة على لسان سُذج القوم .
@Riyadzahriny
التعليقات (0)