مواضيع اليوم

اللي اختشوا ماتوا

 
اللي اختشوا ماتوا !!!

كتبهاالدكتور محسن الصفار ، في 6 أكتوبر 2012 الساعة: 12:24 م

اللي اختشوا ماتوا

محسن العبيدي الصفار

حكاية هذا المثل الشعبي المتداول بكثرة ترجع الى زمن كانت فيه الحمامات عمومية ولم تكن البيوت تحتوي حمامات خاصة بها فكانت هناك حمامات عامة للرجال واخرى للنساء يتوفر فيها الماء الساخن والتدليك وغير ذلك من متطلبات الاستحمام , وفي احد الايام شب حريق في مبنى الحمام العمومي النسائي وحاصرت النيران النساء العاريات للاستحمام فانقسمت النسوة الى قسمين القسم الاول ركضن خارج الحمام عاريات من الثياب ونجون بانفسهن بينما القسم الثاني اخذهن الحياء من الخروج عاريات امام اعين الغرباء فبقين مكانهن حتى التهمتهن النيران ومتن ولذلك قيل ان من اختشى (استحى ) فقد مات ومن تغلب على حيائه وخجله فقد نجا بنفسه من الحريق وعاش .

ماذكرني بهذا المثل وحكايته هو مايحصل في سوريا من مذابح فاقت الوصف ومايحصل من دمار يلتهم هذا البلد العربي العريق بأبنائه ومدنه وصناعته وزراعته واثاره وكل شيئ فيه حتى ان العالم كله يقف مندهشا مما يحصل في سوريا على يد نظامها وجيشها فقد صارت سوريا مثلا يضرب في حجم الدمار الذي يمكن ان يلحق ببلد على يد ديكتاتور متمسك بالسلطة حتى على حساب فناء البلد بما فيها .

وطبعا الكل يعلم ان نظام الاسد مدعوم من روسيا والصين وايران بشكل مباشر وعلني وواضح لالبس فيه ومن الحكومية العراقية ومليشياتها والميليشيات اللبنانية بشكل غير مباشر وهؤلاء الوقحين لايتوانون عن الركض عرايا خارج الحمام واعلان دعمهم لحليفهم الاسد في كل مناسبة بل ويتفاخرون بهذا الدعم حتى وان كلفهم خراب اقتصادهم مثلما يحصل في ايران .

اما العرب فهم خجولين ولايستطيعون الركض عراة امام اعين الغرباء فلذا ترى دعمهم للجيش السوري الحر ولثورة الشعب السوري خجولا ولايتخطى بضع رسائل دعم ومواساة يتخللها تأكيد مستمر على عدم اعطاء اي سلاح للثوار ورفض التدخل العسكري الاجنبي في سوريا وكأن ايران وروسيا والصين التي تتدخل عسكريا في سوريا ليسوا اجانب بل من اهل الدار !!

وعلى الرغم من كوني من مؤيدي الحياء ولست من مروجي التعري ولكني ارى ان للضرورة احكام فالركض عاريا لانقاذ النفس اقل حرمة من اهلاكها وجعلها طعمة للنيران ولذا فأني اطالب الحكومات العربية بترك الخجل والحياء جانبا ودعم الشعب السوري بكل قوة والحشد العسكري ضد هذا النظام ومن يتحالف معه من الانظمة القمعية الاقليمية والدولية واذا كانت الجيوش العربية اعجز من ان تقوم بمهمة انقاذ الشعب السوري فيجب ان توفر الدول العربية غطاء شرعيا يتيح للدول الكبرى التدخل عسكريا في سوريا لقلب معادلة التوازن الحالية والتي ستستمر حتى تاكل الاخضر واليابس في سوريا ناهيك عن خطر تقسيم البلاد الي قسمين او اكثر مما يهدد سوريا بالويلات من جراء حرب اهلية تستمر مدة لايعلم بها الا الله .

رجاء ياسادتي اركضوا بثيابكم او بدونها ولاتختشوا وانقذوا الشعب السوري من النيران التي تلتهمه ولاتجعلوه فداء لخجلكم وحيائكم الانثوي فقد خرج عدوكم وسبقكم باشواط وانتم تفكرون .




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات