الليل ليلك
شعر: خليل الفزيع
بمناسبة مغادرة الشاعر المبدع الصديق
حسن توفيق للدوحة بعد ثلاثين سنة من العمل
في جريدة الراية مسئولا عن القسم الثقافي فيها.
الليلُ ليلكَ.. أسرجْ صهوة السَّهَر
والخيلُ خيلك تسري في دُجى السَّحَر
والبيدُ حولكَ فامْلأها بكل هَـوى
شعرا لتزهِرَ، وانهلْ من ضِيا القمَر
وسُلَّ سيفاً من الشِعْر البهيِّ على
مَهـازل الشعْر.. بددْ عُتمة الكدَر
أزمَعْتَ ترحَلُ في بَحْر الهوَى فرحا
كالسندباد.. تجـلى لحْظـَة السَّـفَر
أبْحَرْتَ نحوَ تخوم العشق متئدا
مجدافك الصدق لم تعرفْ سِوى الظفَر
يا فارسا عاندته الريحُ ما عَرَفتْ
أن العواصفَ تدنو منه في حَذر
ارحلْ على صفحةِ الأشواق ممتشقا
رُمْحا يشـقُّ فؤادَ الحاسدِ الأشِر
مَزِّقْ بشِعْرك أستارَ الخنوع فما
نظرْتَ يوما سِوى من ثاقبِ البصَر
بك الصحافة تزهو ما حَللتَ بها
تـُزينـُها من بديع الشعر بالدُّرَر
روائع زينتْ ساحَ القريض وما
تنتابُها عِلة في الطول والقِصَر
أبدَعْتَ في النقدِ لونا قد عُرفتَ به
ينثالُ في خِفةٍ.. أو هَمسةِ الوَتر
أنشأتَ جيلا روَى الإبداعُ غلته
حتى أتى ساحة الإبداع بالغـُرَر
شعرا ونثرا ونالَ السبقَ مفتخرا
لأنه قــد نما.. في ساحِك النضر
سَطرتَ في دفتر الأشواق ما سكرتْ
به القلوبُ.. فنالـتْ نشـوة الظفر
أخلصتَ للحبِّ حتى قال قائلـُه:
هذا الفتي من شفيفِ الوَجْدِ في خطر
أفنيتَ عمرَك في عشق تكابدُه
ما قلتَ يوما: ألا يا ضيعة العُمُر
وما شـكوتَ ـ لغير الله ـ من كمَـدٍ
وفي الحنايا ضجيج الهمِّ والضَّجَـر
بيني وبينكَ في درب الهوى سببٌ
الودُّ يَجْمَعُـنا.. في أجَمل الصُّـوَر
هنا محبوك يبدُو في مَلامِحِهم
هولُ الفراق وفاضَتْ قسوة الخَبَر
ودِّعْ محبيك في هاذي الديار فما
تدري اللقاءَ متى.. في حَوْمَةِ القدَر
قد آن للحر بعدَ النصر والظفر
أن يسـتريحَ من الأعْـباءِ في السَّـفر
الدوحة في 24/6/2009
التعليقات (0)