الليل الثقيل ـ شعر

الليل الثقيل
كتبها: خليل الفزيع

إلى مـتى ليلـنا عِـبْءٌ يُشـاغِلــنا
عنْ لَذةِ العَيشِ أو عن نشْوَةِ السَّهَرِ
يَمْضي النهـارُ بنا في يُسْرِهِ عَبـِقـاً
مُحَمَّـلاً بشَــذى الأفْــراحِ والزَّهَـرِ
يَنداحُ عَنا أسَى الأحْزانِ ما عَلِمَتْ
به القلوبُ فمـا نـََدْنوا من الضَّجَرِ
نـَهِيمُ فـي عَـالَمٍ ما سَــادَهُ قَـلَـقٌ
كلا وما نـَشْتكي من وَطْـأةِ الحَذرِ
نهـارُنا جَـنَّةٌ بالسّـعْدِ عَــامِـــرةٌ
وعَيْشُـنا رَغَــدٌ يَخْلُـو مـن الكَـدَرِ
حـتـى إذا ضَــمَّـنا لَـيْلٌ دَنـا أرَقٌ
تـَسْقي بَـوادِرُهُ الأجـواءَ بالـنُّذرِ
يَمْضِي العِـتابُ بنا في ركْبـِهِ نزِقـاً
يَقـودُ قـافِـلَة الأفْــراحِ للخـَطـَـرِ
فما الذي قـد أحالَ السَّـعْدَ كارِثـَة ً
من العتابِ ومن مُرِّ الأسَى الحَـذِرِ
لا نَسْتعيدُ سِوَى ذِكْرَى فواجِـعِـنا
في لَحْظَـةٍ ثمُلَتْ من نسْمَةِ السَّحَرِ
بئـْسَ الظنون التي تَجْتاحُ واقِعَنا
باليأسِ حِيناً وحِيناً بالهَوَى الضّجرِ
كـأنما فورةُ الأحْـزانِ فـي دَمِـنـا
أضْحَـتْ لنا قَدَراً.. يا قسوةَ القَـدَرِ
فـكأسُـنا عَلْقَـمٌ بالـبؤسِ مُـتْرَعَة
حـتى ثمالَـتُها ناءَتْ مـن الضَّـرَرِ
اللـيلِ يَسْـهَرُهُ العُشـّاقُ في فَـرَحٍ
وليلُـنا عاصِـفٌ للعقْـــلِ لم يَــذرِ
لما الخصـامُ وهـذا الكونُ في دِعَة
وما حَصَدْنا سِوى الأحزانِ والسَّهَرِ
تمضي حكايا الأسَى والمرْءُ يُسْعِدُهُ
فَيْضٌ من الصَّفوِ لا مَوْجٌ مِنَ الكَدَرِ