مواضيع اليوم

الليبرالي تطرف مضاد

Riyad .

2016-01-19 00:47:06

0

الليبرالي تطرف مضاد

الصوت الليبرالي في السعودية ليس ليبرالياً كما يتوهم أو يدعي بل سراباً وإدعاء , الليبرالي السعودي أو من يتسمى بالتنويري خوفاً من التٌهم المتناثرة يمنةً ويسرة ليس ليبرالياً أو تنويرياً بل صوتٌ متطرف مضاد للمتطرف المتدين , الليبرالي في السعودية لا يٌريد للمجتمع أن يكون حٌراً متنوعاً متعدداً فهو كالمتدين الذي لا يرى المجتمع الا من زاوية تدينه وفهمه فقط , لو أن الليبرالي يؤمن بالليبرالية كقيمة إنسانية رفيعة لا تتعارض مع الدين وقيمه وتعاليمه لما تجرأ على مصادرة حق الآخرين في الاعتقاد وحرية التعبير وممارسة ما يرونه صواباً , الاختلاف ظاهرة طبيعية وتشجيعها سلوك بشري فطري لكن تشويه الاختلاف وقمع المخالف ومصادرة حقه جريمة تنم عن جهل وتطرف وتزمت , التطرف الليبرالي لا يقل خطورة عن التطرف المتستر بالدين والتٌدين فالتطرف حالة فكرية عقلية شاذة والمجتمع السعودي يعاني من ذلك السوء منذ عقود طويلة ؟

المجتمع السعودي واقعٌ بين فئتين فئة تدعي الحرية وتٌناضل من أجلها وفئة تدعي التدين وتٌناضل من أجل الإسلام الذي مات وزال , فئتان متطرفتان فالشعارات المرفوعة تختلف عن الممارسات الواقعية , الليبرالي يهاجم والمتدين يهاجم والمجتمع واقفٌ حائر  .

لا يمكن للمجتمعات أن تتقدم خطوة إلى الإمام دون تفعيل القيم الليبرالية فهي تهتم بالإنسان كإنسان بغض النظر عن أي انتماء آخر , الإسلام الحقيقي لا يتعارض مع الليبرالية ما يتعارض مع الليبرالية هو الإسلام السياسي أو الإسلام المؤدلج الخارج من رحم بيئة الجهل والتجهيل وإهمال العقل وتقديم النقل بشكلٍ كٌلي , الطرح الليبرالي تعرض للتشويه كغيره من الأطروحات الجديدة , ماشوه الطرح الليبرالي ليس القيم الليبرالية بل حامل الفكر الليبرالي من الأدعياء أو المتحمسين للتنوير فقد وقعوا في المناكفات والجدال وتشويه حرية الآخرين وحصروا حرية التعبير في أقلامهم وأصواتهم فقط فأين الليبرالية إذاً ؟  

الليبرالي الحقيقي يؤمن بإنسانية الإنسان ويؤمن بحرية التعبير ويؤمن بحق الاختلاف ويحترم خصوصية الآخرين ويدافع عن المضطهد ويقف بجانب المظلوم أياً كانت درجة الخلاف والاختلاف , الليبرالي الحقيقي يشجع التنوع ويدافع عنه خاصة في الشأن الفكري والثقافي والسياسي والاجتماعي والديني والفقهي الخ لا يقف ضد أحد ولا يقف مع أحد معياره الحق والحقيقة فقط , الليبرالي الحقيقي يؤمن بالتعايش والتعددية والتسامح وسيادة القانون والعدالة والتحديث والإصلاح والمشاركة الشعبية في صنع القرار ويؤمن بالكفاءة المهنية , الليبرالي الحقيقي يؤمن بكل شيء يخدم الإنسان ويصب في مصلحته هذا هو الليبرالي الحقيقي فهل يوجد بيننا ليبراليون حقيقيون يؤمنون بما سبق ويدافعون عن حريات وحقوق الآخرين ؟ لا يوجد سوى قلة قليلة تدعي الليبرالية تدعو الناس لأن يكونوا نسخة طبق الأصل من آرائهم ومعتقداتهم وهذه هي الحقيقة التي لا مراء فيها ما لدينا سوى أدعياء يدعون الليبرالية وهم بعيدون عنها تنظيراً وواقعاً ؟ التطرف حالة عقلية شاذة فهمت الأشياء على غير حقيقتها , لا يمكن إلصاق التطرف والتشدد والتزمت بتيار أو مذهب أو دين معين فذلك " التطرف " مرض يٌصيب كل شيء ولا ينجو منه سوى من تغلب على عواطفه وغلب منطق الحكمة وصوت العقل وقارع التشدد والتزمت والتطرف بالمعرفة والوعي وسلك طريق التنوير والتعددية واحترم خصوصية الآخرين وحرياتهم أياً كانت طالما بقيت ضمن إطار القانون والسلوك السوي !.  




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات