مواضيع اليوم

الليبرالي الحقيقي

Riyad .

2015-06-27 19:16:23

0

الليبرالي الحقيقي

تختلف الليبرالية كمفهوم وتطبيق من مجتمع لأخر ومن فرد لأخر أيضاً وتبقى الليبرالية الفضاء الواسع الذي لا حدود له سوى العقل وحرية الإنسان وفق ضوابط معينة تنسجم مع الحقوق العامة والخاصة الفردية والاجتماعية , الليبرالية في العالم العربي نهضت في فترات وخفتت في فترات وتعرضت للتشويه والحرب والاستهداف كغيرها من المناهج والأفكار فالمجتمعات عدوة ما تجهل , الأصوليين " التيارات الدينية المتشددة أو الأفراد  " رأوا في الليبرالية والعلمانية وفي غيرها خطراً يٌهدد المجتمعات العربية المسلمة ويهددون شعار الإسلام هو الحل فأخذوا يكيلون المكائد ويخرجون للعامة بيانات ومؤلفات تنال من الليبرالية والعلمانية على حد سوى , من حق أي شخص أو جماعة انتقاد أي فكرة أو رأي أو منهج وفق منهجية علمية دقيقة وليس وفق منهج يقلب الحقيقية ويٌغير الحقائق ويشوهها , الأصوليين يخافون من الاختلاف والتعددية والتعايش والعقل والتفكير وتلك مشكلة متراكمة يدعمها النقل والتجهيل والجهل و الانكفاء على الذات وعلاج تلك المشكلة التي ليست بطارئة يكون بالانفتاح وإعمال العقل والبٌعد عن التجهيل المتعمد وفتح نوافذ الحرية الفكرية والتواصل المعرفي والثقافي مع المجتمعات والأفراد بشتى الأساليب والصور ؟

تشدد الأصوليين يقابله تشدد وتطرف ليبرالي بعيد كل البعد عن الليبرالية كمفهوم وممارسة نقية صافية , فبعض الليبراليون ذكوراً وإناثاً يروجون لقمع المخالف لهم بشتى الطرق وينالون ممن يخالفهم ويتهكمون عليه ويحاربونه بشتى الوسائل  متجاهلين ركن أساسي من أركان الليبرالية وهو حريتك تنتهي عند خصوصية الآخرين , الليبرالي يؤمن بطريقة معينة وأراء معينة تجاه أراء وممارسات معينة لكنه لا يؤمن بأن من حق الفرد أو المجتمع اختيار ما يراه مناسباً له فلماذا يتهكم الليبرالي ويصف مخالفيه بالمنغلقين الجاهلين المغيبين فهو بذلك لا يختلف عن الأصولي المتشدد قولاً وفعلاً ؟

الليبرالي الحقيقي يكشف الحقائق للناس ويقدمها بسلاسة يدعو للتعددية والتعايش والمواطنة والتفكير  ويدعو لإشاعة الاختلاف المٌثري ويدعو للحريات وصيانتها والحقوق وحمايتها من التمييع والتضييق دون أي يكون له دورٌ في إلزام الناس برأي معين أو بطريقة معينة , بعض الليبراليين أو بالأصح أدعياء الليبرالية لا يعي ذلك ولا يٌدرك أن وظيفته المنسجمة مع طريقة تفكيره ووعيه لا تلزمه بأن يٌلزم الناس برأي معين أو بطريقة معينة لكن الواقع يقول عكس ذلك بعض الأدعياء المتمسحين بالليبرالية التي لم يفهموها يسلكون طريق المتشددين من الأصوليين يتهكمون ويدعون لإلزام الناس بطرق وأراء بل ويستخدمون مختلف الوسائل للتأثير السلبي والتشويش المٌظلم وهذا ما يحدث ويلاحظه الفرد الواعي خاصةً في قضايا الخلافات السياسية والفقهية والاجتماعية ما يتفرع منها من قضايا جزئية تشغل المجتمعات ونخبها الفكرية والثقافية والسياسية !.

الليبرالية الحقيقية توقفت منذ العام 1952م خاصةً بمصر رائدة النهضة قديماً وحديثاً فمصر عاشت في كنف الليبرالية قبل ذلك العهد منفتحة على الجميع داخل مصر وخارجها والفضل يعود لليبرالية التي وفرت مناخاً إيجابياً للأفراد ليتعايشوا ويبدعوا ويفكروا بطريقة حضارية , الليبرالية بمصر وبخارج مصر منذ ذلك التاريخ الفائت تتعرض للتشويه من الأصوليين ومن أدعياء لا يعرفون من الليبرالية سوى القشور وهذه هي الحقيقية والأسباب في ذلك كثيرة وعميقة  .

الليبرالي الحقيقي تنويري حداثي تقدمي يقف مع الحق والحقوق حتى وإن كانت لا تنسجم مع طريقه تفكيره أو لا تهمه بشكل كبير يقف بصف الحريات الفردية والمجتمعية حتى وإن كانت ضد ما يؤمن به من أراء أو معتقدات فأرائه الشخصية لا تعطيه الحق في منع الأفراد والمجتمعات من ممارسة ما يرونه صائباً وصحياً فلكل فرد حريته وطريقته والليبرالي الحقيقي يقف بذلك الاتجاه ويدعو لحماية ذلك ويدافع عنه كحق إنساني , الليبرالي الحقيقي لا يقف ضد رغبات الجماهير الفكرية والحزبية والسياسية بل يشجع الاختلاف ويقدم للجماهير الحقائق والأفضل دون تزييف أو تعدي أو تجاوز ويمارس حرياته ورغباته وفق القانون ووفق مناخ لا يضر الأخرين ممن لا يوافق على تلك الممارسة الليبرالي الحقيقي لا يفرح بقمع خصومة ومنعهم من حقوقهم المتعددة بل يقف مع خصومه مدافعاً ومنافحاً وصامداً بوجه ظالمهم  فوظيفة الليبرالي الحقيقي تنويرية وليست قمعية إلزامية فهل يٌدرك أدعياء الليبرالية ذلك أظنهم لا يدركون كغيرهم ؟. 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات