الليبرالية والعلمانية الحاد .
لن أتحدث عن تعريف الليبرالية أو العلمانية فالبعض عرفها وفقاً لادلوجياته أو لواقعة الذي يعيشه , لكن هل هي كفر والحاد , في الحقيقة لست الليبرالية أو العلمانية كٌفر بل هي مناهج إدارية سياسية اجتماعية تأخذ في اعتبارها التعددية والتعايش لكن البعض وصفها بالكفر لأنها تتعارض مع الإسلام كدين وكمنهج حياة وذلك الوصم خاطئ فالدين الإسلامي حقق التعايش بين المذاهب والأعراق ولم يٌهمش احد ووثيقة المدينة خير مثال لكل جاهل ومستبد, لكن المشكلة الحقيقية تتمثل في التفسير الذي فسره البعض وفق أجندات معينة وتقبل المجتمع ذلك التفسير على انه الأصح ولا تفسير غيرة .
فأصبح كل شيء مؤامرة وخطر وكٌفر وياليت ذلك فحسب بل أصبح الاستبداد يتم بإسم الدين وكل شيء يتم إسقاط الدين عليه وكأن المجتمع إصابته غفله فلم يعد يميز بين ماهو صائب أو خاطئ, المشكلة ليست في الدين فالدين الإسلامي أتى ليحرر الإنسان من الظلم والعبودية , واتى ليحقق العدالة والمساواة دون تمييز عرقي فالمعيار الأوحد للتمييز هو التقوى لكن المشكلة تكمن في التدين الذي أصاب أناس وأصبحوا ممنهجين مؤد لجين وفق قواعد معينة وهنا سبب المشكلة العظمى .
لو تأملنا حال اؤلئك المؤدلجون لرئينا موقفهم الرافض والمتشدد لكل ما يخالفهم حتى وان كان الطارح للافكار من داخل شبكتهم المؤدلجة العصية عن رياح التحرير والتغيير .
لقد أصبحت العلمانية والليبرالية وغيرها من المناهج كٌفر والسبب في ذلك أنها تٌعارض الاستبداد والقهر سواء القهر والاستبداد السياسي أو الديني أو المختلط والممنهج كالاستبداد الديني والاستقواء بالسياسي .
أعظم واشد استبداد هو ذلك الاستبداد الذي يتستر بالدين ويقمع بإسم الإسلام ويصور بطشه وجرمه على انه أمر من الله تعالى الله عن ذلك ,فأولئك المستبدون بإسم الدين صوروا كل شيء لا يوافق منهجهم الاستبدادي على انه كٌفر بل وللتاريخ زوروا كل شيء وفسروه تفسير خاطئ ولعل تعريفهم للاشتراكية على أنها مشاركة الرجل للرجل في كل شيء حتى في زوجته يدل على خواء العقل وسوء السريرة .
المناهج والعقليات لا تكون كٌفر إلا إذا تعدت حدود المنطق والعقل فالثوابت المعلومة والمثبتة في كل مجتمع إذا تخطاها الشخص أو المنهج فسيكون كافر , مشكلتنا الأساسية تكمن في خواء العقول وترديد نظريات المؤامرة وإسقاطها على كل شيء تلك هي المصيبة التي تحالفت مع مصيبة الاستبداد والاستقواء بإسم الدين وأصبح المجتمع ينظر للمتدين على انه موقع عن الرب وقوله قول صحيح لا غبار عليه .
لو قرأنا التاريخ جيداً لوجدنا بين صفحاته المغيبة حقائق حجبها المستبد بغربال والسبب لو انكشفت تلك الحقائق لبانت سوءته ...
اسأل الله أن يصلح الحال والى الله المشتكى...
التعليقات (0)