اللى اختشوا ماتوا
قليلون من لا يعرفون قصة اللى اختشوا ماتوا .
يحكى أن حريقا قد شب فى أحد حمامات السيدات ( مثل الساونا و الجاكوزى و تجهيز العرائس ) فهرعت النساء الى الهروب الى الشارع بدون ملابس ( عرايا ) .
و لكن بقى فى الداخل عدد منهن فضلن الموت حرقا و خنقا على النجاة عرايا . و كان من ماتوا هن جماعة النسوة " اللى اختشوا " أى من استحوا ومن يومها و الناس تتداول " الى اختشوا ماتوا " فى تلميح شديد الى ندرة الحياء حيث أصحابه – أى الحياء – قد ماتوا ، و فى تغليظ و تظهير شديد أيضا لمن يقدم على فعل او تصرف او ادلاء بحديث و لا يخجل . او قل لا يستحى .
زاد علينا " نجيب سرور " . حين قال : الحق قال الأولون مات الذين يختشون و عاش الفاسقون الداعرون و مثقفون ، فيما يقال مثقفون ؟
الحق قال الأولون . مات الذين يختشون .
استدعيت المثل الشعبى القديم . و حضر الى المجلس بقوة الشاعر ( نجيب سرور ) و انا أتابع على شاشة التلفاز بعض مثقفى هذا الزمن الردئ وهم يتحدثون عن انتخابات مجلس الشعب المصرى 2010
- أستاذه فى علم الاجتماع ( لا تختشى ) تحلل سبب عدم حصول الأحزاب المعارضه على أية مقاعد فى البرلمان بقولها : ان هذه الأحزاب تتحمل المسئوليه حيث انها – أى الأحزاب – لا تجيد التعامل مع الجماهير و أكتفى كل حزب بمقر و صحيفه و فشل فى النزول الى الشارع .
فكأنها حضرت من كوكب اخر لا تدرى عن و اقعنا شىء . و نسيت – أو تناست – قانون الطوارئ الذى يحكمنا منذ 34 عاما . و أن أحزاب المعارضة رهن الاقامة الجبرية فى مقرها . و هى تعامل من قبل الحكومة كالمجزوم لايخرج الى أحد و لا يدخل عليه أحد .
- المذيعة التى تحاورها أيضا من الذين ( لا يختشون ) حين تسألها ما هو سبب عزوف الناخبين عن المشاركة حيث الاحصاءات تقول – و الكلام للمذيعة – ان النسبة بالكاد وصلت الى 35 % و هى أيضا كاذبة و تعلم أنها كاذبة . فكل الاحصاءات أفادت ان نسبة التصويت لم تصل حتى الى 25 % ، بل ان بعض المراكز البحثية و الحقوقية رصدت أن النسبة بعد المبالغة فى التقديرات لاتصل الى 10 % و لكن المذيعة التى ( لا تختش ) تصبغ شعرها أصفرا و تضع ساقا فوق ساقا – ساقاها ممتلئتان – و تحصل على راتبها من أموال دافعى الضرائب و تنافق الحكومة و تستهزأ بمشاعر الشعب ، و تسفه المراكز الحقوقية ، و تسخر من المثقفين و تقول لنا التصويت 35 % و هو مالم يقله حتى .
( عبد الله بن سلول ) - كبير المنلفقين - فى الحزب الوطنى الحاكم . –
- رئيس مجلس ادارة مؤسسة صحفية يتفلسف ويتقعر - نسيت ان أقول أنه من الذين لا يختشون - ويتطاول على استاذته الذين يشاركونه نفس الندوة التلفزيونية - يجب ألا نعمم - من التعميم وليس من لبس العمامة ، حالة تزير بعينها على باقى اللجان . و ذلك فى معرض رده على احدى المتصلات هاتفيا بأنها كانت مندوبة لأحد المرشحين داخل احدى اللجان وفوجئت بطردها من اللجنة . وفى اثناء الشد والجذب لاخراجها من اللجنة رأت مندوبة الحزب الوطنى وهى تسود البطاقات الأنتخابية - تصوت بالنيابة عن أهالى الدائرة - لمصلحة مرشح الحزب الحاكم .
– أستاذ قانون دولى وعضو المجلس الأعلى لحقوق الأنسان يقول ان المجلس تلقى عدد من الأتصالات بخصوص مخالفات فى لجان معينة وأنه أبلغ عنها للسيد المستشارالمشرف على اللجنة العليا للانخابات وقد قام سيادته باستبعاد هذه الصناديق من الفرز . ويكمل أستاذ القانون - اللا مختشى - ان هذه الأنتخابات من انزه الأنتخابات فى تاريخ مصر . –
- أحد القضاة - الذين لا يختشون - يقول ... .......
أستأذنكم , بلا ش القضاة , الحصن الوحيد الباقى , وملاذ المظلومين .
وفى النهاية . ماذا سيكون شعور كل هئولاء عندما يأتى رجل شريف ، بعد 10 او 20 او خمسين عاما ، وينبش فى ذاكرة الأمة ويعيد مشاهدة أو عرض هذه الحلقات .
طبعا سيكونون عظاما و ترابا . ولكن أليس لهم اولاد وأحفاد ليطلعوا على ما فعله بنا أجدادهم من تزييف لادارة الشعب . ومن استخفاف بعقليته . لدرجة اصابتنا بالذهول . لقد كانوا يتحدثون عن شئ كأننا لم نره ولم نعشه ولم نكن أحد ضحياه .
صدق الرسول الكريم عندما قال : اذا لم تستح فأصنع ما شئت .
وساعتها بعد خمسين عاما سيتم تعديل العنوان الى ( اللى ما أختشوش ايضا ماتو ) .
التعليقات (0)