اللون الأسود كاذب
يتجلى النفاق في ذلك اللون الذي كان ومايزال يغطي بلاد العرب من المشرق وحتى المغرب العربي رغم تحرر بعض المجتمعات من سطوته ومرارة عذابه، اللون الأسود لون منافق كاذب لا يصدق أبدا، تبوأ ذلك اللون مكانة عالية عند غالبية المجتمعات خصوصا المجتمعات المسلمة فأرتباطه والتصاقه بجسد الخزي والعار "المرأة" جعله اللون المفضل لمن يؤمن بحيوانية المرأة!
التمسك بالعادات والتقاليد وتحويرها لتصبح جزءا من الدين سبب رئيسي جعل من اللون الأسود لونا مميزا للعباءة التي تحجب جسد المرأة وتمنع عنه الضوء والهواء، فجسدها لا يتنفس وان تنفس فإن الأنفاس معدودة وألسن المتهمين ممدودة بكل خسة ودناءة، لوضع المرأة تحت غطاء ابتكر المبتكرون الحجاب فوضعو له شروطا ومقاييس وحددوا لونه ليتناسب مع حجم الكراهية والنفاق، اللون الأسود لون كئيب يثير الاشمئزاز والعقلية الذكورية وجدته مناسبا لتغطية المرأة وحجبها بطريقة همجية متطرفة، كم من لون أسود يختبيء خلفه جسد عاهر لا قيمة له فاللون الحاجب أو الساتر كما يسميه البعض ليس معيارا للشرف وليس مقياسا لايمان المرأة التي لا يحق لها الايمان واختيار ما تراه صوابا دون موافقة ولي أمرها وحاكم أمرها بأمر الكهنة المقدسين.
تقديس هيئة معينة أو لون معين صورة صغيرة تكشف عمق الحالة العقلية المرضية التي وصل لها الفرد أو المجتمع، فصكوك الشرف توزع على حسب اللون وتوزع على حسب مقاس العباءة وغطاء الوجه البدعة التي ما أنزل الله بها من سلطان، السلفية الاثرية والوهابية على وجه الخصوص تقيمان لذلك اللون شيئا عظيما لعلة بسيطة وهي خوف كهنة تلك المدرستين من الأنثى فإن هي تحررت فإن المجتمع سيلحق بها لأنها مدرسة في الصمود والإنجاز، إلزامها بلون معين سجن يجب أن تخرج منه لترى الحياة بوضوح فهي ليست مصابة بعمى ألوان ولا بداء عضال؟ فدعوها تختار ما تعتقده صوابا فالاختيار حق وليس مكرمة ! فالشرف ليس له لون معين أو هيئة معينة كما يتوهم أهل الشك من المتأسلمين؟
@Riyadzahriny
التعليقات (0)