مواضيع اليوم

اللوز قصة عبد السلام العابد منتاج عوني ظاهر

kouldoun zaraa

2009-03-05 20:40:11

0

  . من بيدر الحياة

 أشجار اللوز

للكاتب

 عبد السلام العابد

مدير الثقافة طوباس

 

      صور :عوني ظاهر

شاهد فيروز مع زهرة اللوز 

 

 

http://www.youtube.com/watch?v=9HbqaqppOqQ

   

 

مزهرة أشجار اللوز في هذه الأيام ، ومن حقها أن تلبس حللها البهية ، المزدانة بالأزاهير البيضاء والمشربة بالحمرة . فقد مضى عليهاوقت طويل وهي تعاني من العطش ، والعري واليباس ، وخشونة العيش ، وآن لها أن تثبت جدارتها وأهميتها في الحياة ، وأن تعبر عن سعادتها بالتجدد والتغيير والانبعاث ، وأن تخلب أنظار الناس بجمالها ورقتها ونعومتها ، وأغصانها وفروعها التي بدأت تورق ، وترتدي أثوابها الخضراء . كم تبدو بلادنا جميلة في هذه الأيام ، سواء أكان الطقس شتويا مطيرا أم دافئا مشمسا!! . انظر إلى الجبال والوديان والسهول الممتدة على مدى النظر ترَ عشبا أخضر ، ونباتات ٍ وزهورابريةً ًً مختلفة الأشكال والألوان ، وأشجارا ريانة غسلتها الأمطار ، ومساحات ٍ مغطاة بأشجار اللوز المنورة ، بأزهارها القرنفليةالرائعة التي سرعان ما تتحول إلى حبات لوز هش ، لا أحلى ولا ألذ من مذاقها الحلو الممزوج بحموضة خفيفة !! . وإذا ما رجعنا إلى معجم الوسيط ، فإننا نجد أن معنى اللوز : ( شجر مثمر مشهور من الفصيلة الوردية ، من أنواعه اللوز ألمنفرك ، ومنه اللوز المر والحلو . والأرض الملازة هي كثيرة شجر اللوز . والوجه الملوَّز هو الحسن المليح ) . وقد أحب شاعرنا محمود درويش شجرة اللوز ، وسمى أحد دواوينه ( كزهر اللوز أو أبعد ) ، وحينما أراد وصف زهرة اللوز شكا من صعوبة المهمة ، وهو الشاعر المعروف ببلاغته الفنية ، وشاعريته الفذة : لوصف زهر اللوز ، لا موسوعة الأزهار// تسعفني ، ولا القاموس يسعفني .. سيخطفني الكلام إلى أحابيل البلاغة // والبلاغةُ تجرح المعنى وتمدح جرحه ، كمذكر يملي على الأنثى مشاعرها // فكيف يشع زهر اللوز في لغتي أنا //وأنا الصدى ؟ ورغم صعوبة الوصف إلا أن شاعرنا يقدم لنا صورة فنية آسرة ، فزهر اللوز : شفيف كضحكة مائيةنبتت //على الأغصان من خفر الندى .. وهو الخفيفُ كجملةٍ بيضاءَ موسيقية .. // وهو الضعيفُ كلمح خاطرةٍ تُطل على أصابعنا // ونكتبُها سدى // وهو الكثيفُ كبيتِ شعرٍ لا يُدوَّن ُ بالحروف ويختتم شاعرنا قصيدته بالقول : لا ثلج ولا قطن فما هو في تعاليه على الأشياء والأسماء ؟ لو نجح المؤلفُ في كتابة مقطع ٍ // في وصف زهر اللوز ، لانحسر الضباب عن التلال ، وقال شعبٌ كامل : هذا كلام نشيدنا الوطني !! أجل . إن تفتح أزهار اللوز في بلادنا إيذان بقدوم فصل الربيع ، وفرصة مناسبة للاحتفاء الوطني بقدومه ، والاستمتاع بهذا الجمال الرائع الذي أبدعه رب العالمين ، ودعا خلقه للتأمل فيه ، وأخذ الدروس والعبر ، والتدبر الواعي في ملكوته . فما أجمل أن ننطلق إلى الجبال في هذا الموسم ، ونشاهد أزاهير اللوز المتفتحة !! ، لعلنا نتغير نحو الأفضل ، ونتجدد ، ونواصل بناء ما تهدم ، بروح من الأمل والتفاؤل والمحبة والإخلاص . وإذا كان اليابانيون يحتفلون بموسمتفتح أشجار الكرز ، ويعتبرونه مناسبة وطنية غالية ، فلا بأس أن نحتفي نحن بطريقتنا الخاصة بموسم تفتح أزهار اللوز ، فتتفتق براعم الأمل ،وتزهرفي نفوسنا الظامئة لماء المحبة والتسامح والصفاء والمودة، بعد سنوات من تجرِّع ِمُرِّ الانقسام ، وعلقم الخصام . فهل سينحسر ضباب الخلاف عن تلالنا ، في موسم اللوز والربيع ؟ . وهل ننجح في الوصول إلى العلاج الناجع لأزمتنا، فنقول ــ كما قال شاعرنا محمود ــ : هذا كلام نشيدنا الوطني ؟!!. يحتمل شجر اللوز العطش ، ولا يتطلب جهودا كبيرة في الخدمة ، وإن كان بحاجة إلى نوع من العناية والاهتمام ، وخصوصا حينما تكون الشجرة صغيرة ، أو عندما تتعرض أشجار اللوز لغزو الحشرات ، وهجمات الآفات المتنوعة ، واحتلال الديدان ، ومجموعات السوس التي تنخر الجذوع ، إذ لا بد من الحذر والمتابعة ، ومقاومة هذه الأمراض ، قبل أن يستفحل خطرها ، وتودي بأشجارنا نحو الهلاك !! . كان آباؤنا و أجدادنا حريصين على زراعة الأشجار ، وأذكر أن جبالنا وتلالناكانت مشرقة في مثل هذه الأيام الشتوية بأشجار اللوز المتفتحة ، غير أن المرء يلاحظ انحسار المساحات المزروعة باللوز في هذه الأيام .وكم نحن بحاجة إلى زيادة اهتمامنا بزراعة اللوز من جديد ؛ لما له من عائدات اقتصادية و فوائد كثيرة ، فقد أشار الباحثون في ( الموسوعة الحرة )إلى أن (تناول اللوز يحافظ على سلامة الأمعاء والقولون ، ويمنع ظهور الأمراض السرطانية فيها . ويحتوي على قيمة غذائية عالية ، ويقوي زيتُه الجلد الجاف ويُطريه ، ويهدئ الحكة ويسرِّع في شفاء الأمراض الجلدية والحروق السطحية ، ويُسكِّن آلام الأذن الوسطى ، إضافة إلى استخدامه في المعاجين العطرية والحلويات والسكاكر ، ويمكن أن يُؤكل طازجا أخضر وناضجا . وثمر اللوز يخفِّض نسبة الكوليسترول في الدم ، و هو مسكنٌ ومهدئٌ ومليِّن ، ويساعد على النوم الهادئ .... الخ ) . فهل يدفعنا ما عرفناه من فوائد كبيرة لهذه الثمار ، إلى زيادة المساحات المزروعة بأشجار اللوز في بلادنا ؟ . وهل نغتنم موسم تفتح اللوز ، واخضرار أشجاره ؛ للاحتفاء الوطني به ، وتغيير ما علق في أرواحنا من رواسب وغبار ، فنصبح أكثر روعة ونقاء ومحبة وانسجاما ؟

http://www.youtube.com/watch?v=EtE2MxRPeGU

اضغط على ارابط لتستمع لقصيدة محمود درويش يصف زهر اللوز
ثمرة اللوز قبل نضجها وتكون قشرتها الخارجية خضراء اللون



أحد حقول اللوز تسقى بالري الحديث


زهرة اللوز



شجرة اللوز حيث تظهر أزهارها وتتفتح قبل ظهور الأوراق


خلال الحصاد يتم هز شجرة اللوز فتتساقط الثمار المكتمكلة النضوج




اللوز قبل وبعد ازالة قشرته




اللب الداخلية للوز

-
 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !