فى أحد البرامج فى قناة الحوار وكان يناقش السياسة البريطانية واللوبى الصهيونى داخلها ذكر المتحدثون أشياء مهمة حيث قالوا أن العرب داخل بريطانيا لا يشاركون الأحزاب البريطانية حملاتهم الإنتخابية ولا يتبرعون لهم بأى مبالغ للقيام بالدعاية فى حملاتهم الإنتخابية ، فكل مرشح ينفق عشرون ألف جنيه إسترلينى والمنظمات العربية لمناصرة الأحزاب غير فعالة وغير منظمة بخلاف المنظمات اليهودية فهى فعالة ومنظمة جداً فى هذا الشأن ولا يوجد عربى واحد يذهب ويساعد أى مرشح بريطانى لا مساعدات مالية ولا مساعدات يدوية بسيطة فى تنظيم حملاتهم الإنتخابية .
ففى أثناء العدوان الأخير على لبنان كان هناك نائب بريطانى قرر اليهود قبلها التبرع لحملته بمبلغ 15 ألف إسترلينى فإعترض هذا النائب فقط على ضرب البنية التحتية للبنان فما كان من اليهود إلا أن إعترضوا على هذا النائب وهددوه بسحب التبرع منه حتى يتراجع وقد تراجع فعلاً عن تصريحاته .
وكذلك ما أن يظهر سياسى بريطانى فى الواجهة إلا ويتم دعوته لزيارة إسرائيل ويبدأوا فى نسج العلاقات معه ، ولم يجمع العرب إلا القضية الفلسطينية وفيما عدا ذلك فهناك خلافات وإنقسامات ، واللوبى اليهودى له دور كبير وعندهم دور نشر ومنهم مثقفين ومتواجدين فى الصورة الحقيقية وليسوا مهمشين فحزب العمال يؤثر فيه هذا اللوبى برغم خلفيته اليسارية ، فقبل إنتخابات 2005 فى بريطانيا كان يكتب صياغة الحزب للإنتخابات وموقفه من السياسة الدولية ودائماً كانت الصياغة فى صالح إسرائيل ولكن عندما صدرت الصياغة فى وجود إثنين من العرب تغيرت صيغة سياسة الحزب إلى حد ما إتجاه الشرق الأوسط .
ومن المعروف أنه لمناصرة الأحزاب فى بريطانيا يتم عمل إحتفال وتحجز مجموعات الضغط طاولات فى هذا الحفل فاللوبى الإسرائيلى يحجز وحتى إيران تحجز ولكن المجموعة العربية لا تستطيع حجز طاولة وكذلك لا تدفع تبرعات ، وهناك رأى آخر بأن السياسة البريطانية تخضع لمجموعات ضغط كثيرة وقد ينفق العرب أكثر من اليهود ولكن ليس بمنهجية منظمة فهم عندما يدعون أحد المرشحين لوليمة يذهبون لمطعم غالى جداً جداً ويدفعون – بقشيش – 500 إسترلينى وليس 25 كما يفعل اليهود والأحزاب تجمع من 18 إلى 20 مليون إسترلينى فى العام تبرعات من جميع الجمعيات .
واللوبى العربى هو مشخصن فى كل الأحيان وأى سفير عربى يمثل خط حكومته وله إلتزام معين، وهناك مجموعات عربية متنافرة وجهات عربية تختلف على الأهداف التى تريد تحقيقها بخلاف اللوبى اليهودى فله إطار عام ، والبريطانيون يعاملون إسرائيل بإعتبارها دولة ديمقراطية .
والإمكانيات ضعيفة جداً بالنسبة للمجموعات العربية رغم أن رجال الأعمال العرب يدفعون مبالغ ضخمة جداً مثلاً لمتحف ليقال عنهم أنهم متحضرون .
ورغم أن صفقة اليمامة أنقذت الإقتصاد البريطانى من حالة الكساد وقتها إلا أنه لم نجد أى تغير فى المواقف البريطانية تجاه العرب ، وعندما زار جوردن براون بعد بداية الأزمة المالية لدول الخليج للحصول على دعم مالى لصندوق النقد الدولى تم مطالبة القادة العرب بطلب ثمن سياسى للدعم الذى سيقدمونه للصندوق ولكن للأسف لم يطلب أى قائد خليجى أى طلب سياسى مقابل هذا الدعم المليارى الكبير فاليهود يطالبون مقابلاً للدعم الذى يقدمونه دعماً سياسياً معيناً ، والإستثمارات العربية كثيرة ولكن فى مجالات غير مؤثرة فلم نجد إستثمار فى وسيلة إعلام مثلاً بخلاف اللوبى الإسرائيلى ، فعندما أرادت شبكة البى بى سى أن تنشر إعلاناً عن غزة أثناء العدوان عليها ضغطت إسرائيل عن طريق سفيرها وزار الشبكة وتم رفض الإعلان .
التعليقات (0)