مواضيع اليوم

اللواء الركن علي محمد صلاح نائب رئيس هيئة الأركان العامة في ورقته«حجة مفتاح الانتصارودحرالحصار

زيد يحيى المحبشي

2019-03-02 07:55:36

0

 العدد 1375 -صحيفة 26 سبتمبر ملحق ندوة ملحمة السبعين

حجة كانت المركز اللوجستي لقوات الإمامة وحولتها المقاومة إلى مقبرة لهم
كتيبة واحدة بأسلحة شخصية تقليدية تصدت لقوات البدر وفلول المرتزقة
في ورقته التي قدمها المناضل اللواء الركن علي محمد صلاح نائب رئي هيئة الاركان للعمليات امام المشاركين في ندوة توثيق تاريخ الثورة اليمنية في جزئها السادس: «ملحمة السبعين يوماً -الوقائع - الدروس - العبر» الورقة الموسومة بعنوان «حجة الانتصار ودحر الحصار» استعوبت في مضمونها جملة من المواقف البطولية التي خاضها المناضلون ضد الملكيين الذين ارادوا اجهاض الثورة والجمهورية.
مشيراً في ورقته الى ان معركة حجة جسدت التلاحم الوطني بين ابناء مدينة حجة والقوات المقاتلة فانتصرت الارادة على البغي والعدوان الملكي الغاشم ونوه اللواء الركن علي محمد صلاح ان مدينة حجة كانت من اهم معاقل الملكيين خاصة وان الامام المخلوع محمد البدر حاول دخول المدينة ثالث ايام ثورة سبتمبر الخالدة ولكنه واجه مقاومة شديدة، كما احتوت الورقة الكثير من المعلومات الهامة التي تمثل اضافة نوعية الى مكتبة توثيق الثورة اليمنية.. فالى نص الورقة:
إن محافظة حجة هي جزء لايتجزأ من أراضي الجمهورية اليمنية وهي إحدى المحافظات الهامة التي تعتبر ذات موروث تاريخي على مر الأزمان,كونها إحدى نوافذ الجمهورية اليمنية إلى دول الجوار والى البحر الأحمر وقد تعرضت لعدة حروب وأزمات سياسية سواءاً أيام الحكم العثماني لليمن أو أثناء الحكم الإمامي الكهنوتي البائد.
أ- الموقع الجغرافي لمحافظة حجة:- 
تقع محافظة حجة في الجزء الشمالي الغربي للجمهورية ويحدها من جهة الشمال مديريتا حيدان والظاهر من محافظة صعدة وكذا جزء من الحدود الجنوبية للمملكة العربية السعودية ويحدها من جهة الشرق محافظة عمران, ويحدها من جهة الجنوب محافظتا المحويت والحديدة, ويحدها من اتجاه الغرب البحر الأحمر، وتظم إليها مجموعة من الجزر الشمالية الواقعة جنوب خط ترسيم الحدود البحرية مع المملكة العربية السعودية.
ويبلغ عدد سكان محافظة حجة وفقاً للإحصائية السكانية أواخر عام 2004م (1.480.897) نسمة.
ب- التقسيم الإداري في المحافظة:-
تم تقسيم محافظة حجة إلى(31) مديرية وذلك لاتساع مساحتها ووعورة أراضيها وتباعد التجمعات السكانية بين الهضبة الجبلية والسهول الساحلية.
2.أحداث حجة:-
أ- تسلسل الأحداث التي سبقت حصار حجة:-
لقد اعتبر الحكم الأمامي مدينة حجة قلعة حصينة وميداناً لاتخاذ كل الإجراءات التي تُثبِّت وتحافظ على نظام الحكم الإمامي في اليمن حيث اتخذها مخزناً للحبوب، فقد كانت تُجمع الزكاة وتُخزن في المدافن وتحفظ من عام إلى عام , بالإضافة إلى خزن الحطب وتجميع مياه الأمطار في برك مسقوفة وخاصة في قلعة القاهرة, لتكون هذه المياه صالحة للشرب وإعداد الطعام على مدار العام إذا حصلت أية ظروف طارئة.
وقد ساءت الأوضاع في حجة وتسلسلت أحداثها على النحو التالي:-
(1) تم سجن الأحرار والمناهضين للحكم الإمامي الكهنوتي في سجن نافع وقلعة القاهرة ونعمان.
(2) تم تجميع من قاموا بالثورة عام 1948م وحركة 1955م إلى سجون حجة وضرب أعناقهم بالسيف وإعدامهم في ميدان (حوره) وقلعة القاهرة ومن بقي منهم لم يُطلق سراحه إلا في ليلة ثورة 26 سبتمبر الخالدة.
(3) اتخذها ولي العهد/احمد بن يحيى حميد الدين مقراً له، وقاعدة انطلاق، ومنطقة حشد، ومركزاً للاتصالات بالقبائل لتوفر الإمكانات والوسائل والمتطلبات ومن أهمها توافر السيولة النقدية.
(4) أعلن من حجة ولي العهد/ أحمد نفسه إماماً شرعياً ووصياً على العرش وذلك بعد مقتل والده الإمام يحيى حميد الدين عام 1948م ووجه القبائل والمناصرين له بالتحرك باتجاه صنعاء مُبيحاً لهم نهبها وأخذ الغنائم والقبض على الإمام/ عبدالله بن أحمد الوزير الذي اعتلى العرش بعد مقتل الإمام يحيى..
(5) حاول الإمام/ محمد البدر المخلوع دخول مدينة حجة ثالث أيام ثورة سبتمبر الخالدة، وذلك عندما هرب من صنعاء متوجهاً إليها ولكنه واجه مقاومة شديدة، ومعركة شرسة انتصرت فيها حامية حجة وتم إطلاق من كانوا في سجن (نافع) وولَّى البدر هارباً هو ومن معه إلى المحابشة ووشحه ومنها إلى الحدود الشمالية الغربية لليمن وحتى وصل إلى المملكة العربية السعودية.
(6) توالت الهجمات المتكررة على مدينة حجة من الملكيين وتصدت لها كلٌ من القوات الشعبية بقيادة الشيخ/عبدالله بن حسين الأحمر والعميد/مجاهد أبو شوارب وغيرهم من المقاتلين, وكذا القوات النظامية في حامية حجة بقيادة من كُلفوا بقيادة لواء حجة من بعد الثورة حتى الحصار، وذلك لصد تلك الهجمات ودحرها والهجوم على نواحي الشغادرة وبني العوام والشراقي والظفير وغيرها.
(7) زُودت مدينة حجة بلواء من القوات المصرية، انتشر ورابط في كلٍ من مواقع الزرق التي حاصرتها وهاجمتها الملكية، وكذا مواقع الأمان وجبل خائفة والطور، واستمرت حتى أواخر عام 1967م (عام النكسة).
(Cool صدرت الأوامر إلى لواء الوحدة الذي كان مرابطاً في نقيل يسلح وجبال آنس المطلة على معبر وضوران بالتحرك إلى حجة، لاستلام وتغيير القوات المصرية الموجودة هناك، فوصل اللواء بقيادة المقدم/زيد الشامي قائد اللواء في تاريخ 6/ يونيو1967م وبمرافقة اللواء/ نجيب حافظ، والعقيد/على عبدالله الكهالي رئيس أركان القوات المسلحة اليمنية في حينه, وفي اليوم التالي تم استلام كل المواقع التي كانت بها القوات المصرية.
(9) في يوم الجمعة الموافق9/يونيو1967م انسحبت القوات المصرية من حجة بجميع أسلحتها الخفيفة والثقيلة، ولم يبقَ منها سوى العقيد/سمير يُسري عوض (قائد الكتيبة) مع عدد من جنود المكتب السياسي التابع للقوات المصرية بقوام (فصيلة).
(10) تعرضت القوات المصرية أثناء انسحابها من حجة لهجمات وكمائن، وذلك في منطقة (عيان والأمان) وآخرها في (بني سراع) حيث نشبت معركة شرسة هاجم بها الملكيون القوات المصرية أسفرت عن إبادة الكثير من القوات المصرية، وتحطيم معداتهم وآلياتهم وأسلحتهم وغنم الملكيون ما تبقى منها, ووصل من بقي من المصريين إلى الطور موقع الكتيبة المرابطة هناك من لواء الوحدة والقوات المصرية.
(11) انسحبت كتائب لواء الوحدة المرابطة في (الأمان، والزرق، وجبل حارثة وظهر أبو طير، والطور) وتوجهوا جميعاً إلى الحديدة ولم يبقَ سوى ك3 من لواء الوحدة في مدينة حجة, وقطعت الطريق المؤدية إلى حجة من اتجاه الحديدة عبر هذه المناطق.
(12) وصل العميد/ مجاهد أبو شوارب ومن معه من أبناء حاشد إلى حجة يوم الثلاثاء20/يونيو 1967م، واستلم القيادة من القائد المصري/ سمير يسري عوض ومن تبقى معه من أركانات القيادة المصرية واستلم منه الاتصالات والإمداد والتموين والذخائر والطلبات الأخرى.
(13) في يوم23/يونيو1967م تم تجهيز العقيد/سمير يُسري ومن معه، وترحيلهم من حجة عبر طريق الشراقي بيت عذاقة مسور إلى صنعاء رغم الخلافات التي حصلت لعدم السماح بالتحرك وتدخل الكثير لحلها ومنهم المقدم/محمد عشيش,وبعد الاتفاق تحرك معهم العديد من أبناء الشراقي وأبناء حاشد حتى أوصلوهم إلى المكان المطلوب.
(14) استمرت المعارك وتبادل أطلاق النار بعد انسحاب القوات المصرية واستلام مواقعها أياماً وأسابيع,مخلفةًً الكثير من الخسائر في الأرواح والعتاد واستهلكت الكثير من المخزون من الذخائر والتموين وأسفرت عن سقوط بعض المواقع وغير ذلك.
(15) اشتد القتال في صنعاء واستُنزفت طلبات حجة الضرورية وطُلب من العميد/مجاهد أبو شوارب الوصول إلى صنعاء فتحرك ومن معه من المرافقين.
(16) كُلف الأخ العقيد/عتيق الحدا بقيادة حجة بدلاً من العقيد جياش وبعده النقيب/ أحمد طالب والأخ/درهم نعمان نائباً للمحافظ والقائد, والضباط: علي إسماعيل عبدالله رئيساً للعمليات، ومعتوق فارع مديراً لمكتب المحافظ، وسيف سعيد قائداً للمدفعية ويحيى عثرب مديراً للتسليح.
(17) استمرت المعارك حتى أواخر عام1967م واشتد الحصار وتكثفت الهجمات من الملكيين وضربت المواقع وأصبح حتماً مواجهة الموقف مهما كانت النتائج والتضحيات واتخذت على ضوء ذلك الإجراءات التالية:-
(أ) تشكيل من تبقى من القوات الشعبية من أبناء حاشد بقيادة الشيخ/حمود عاطف وتحديد مهامهم وواجباتهم.
(ب) تشكيل المقاومة الشعبية وقيادتها بقيادة محافظ المحافظة/ محمد عبدالله الكحلاني ويحيى نصَّار، وعبد الرحمن حميد ومدير مكتب الاعلام، ومحمود الكحلاني ومن معهم في قيادة المحافظة.
(ج) تشكيل من تبقى من القوات النظامية وقيادتها المكونة من الضباط: علي علي الخزاعي, حسن عبدالله الحجاجي، ومحمد عبدالله نصار, حسين عبدالله راجح, يحيى محمد راجح, علي علي الوادعي, محمد ظفران الزرقة,دحان الزرقة, عبدالله مبخوت هراش,عبدالله النفيش, حمود ردمان, قايد علي النخيف وظفران الزرقة, يحيى علي حميد, محمد عبد الوهاب المتوكل وجماعته من الضباط.
(د) تشكيل من تبقى من قوة الأمن بقيادة الضباط: محمد الأشموري، وحسين دعكر، ودحان العقاري، وصالح البحري، ومحسن حميدي وأحمد الوزان، وأولاد النجار: محمد وعبدالله وغيرهم.
(ه) فصيلة المدرعات ومن تبقى منهم بقيادة حمود السودي، ومبارك وسويد.
(و) تشكيل من تبقى من ك3 لواء الوحدة في القيادة والمواقع ضباط وصف وهم: النقيب/علي محمد صلاح قائد قطاع حجة وك3 من لواء الوحدة، ومعه مجموعة من الضباط وهم: عبد الرحمن الويسي، ويحيى بن هادي الزرقة، وناجي علي شارد أبو عينه، وعبد الرحمن سعيد وعبد الغني علي احمد، وحمود الوزان، وعلى أبو دنيا، وقادة المواقع من الصف ضباط التالية أسماؤهم:أحمد عبدالخالق العبسي، وأحمد عبد الجبار، وعبدالله حزام الخباني وأحمد علي قايد هبة ومحمد غالب الريمي وثابت القدسي، وعبد الفتاح الشوافي وعلي حزام يحيى، ويحيى الحرازي، والبتول، وداود، ومحمد حسن الرسمي.
ب- حصار مدينة حجة:-
(1) القوة التي واجهت الحصار:-
بعد أن اشتد الحصار على مدينة حجة أواخر عام 1967م وسقطت العديد من المواقع وتقلصت مساحة الأرض ولم تبقَ إلا المواقع التالية:-
(أ ) مواقع تمركز ك 3 من لواء الوحدة:-
- القيادة في حورة - موقع الضلعة.
- موقع بيت خوشم. – موقع الجمايم.
- موقع القاهرة. – موقع الرنع.
- موقع القذيف. – موقع ظفر.
(ب)مواقع القوات النظامية والشعبية وقوات المقاومة والأمن تمركزت في المواقع التالية:-
- موقع نعمان - موقع محرث.
- موقع الدخاري. – موقع قرن حباب.
- موقع العرضي. – موقع السوائل.
- موقع دائرة الأمن - موقع العذرة.
(2) قوام قواتنا:-
(أ ) قوام الوحدات:-
- ك 3 من لواء الوحدة - بطارية مدفعية.
- فصيلة دبابات تي 34 - ثلاث سرايا من القوات النظامية.
- مجاميع الجيش الشعبي - مجاميع من أمن حجة.
- مجاميع المقاومة الشعبية.
(ب) الأسلحة ووسائل النقل:-
- كان السلاح الشخصي لقواتنا بنادق الجرمل، والكندا، والشيكي والشميزر، والشرفا، والبشلي.
- الرشاشات نوع برن ومتوسط أبوعجل ورشاش12.7ملم ورشاش14.5ملم.
- بوازيك وهاون عيار 82ملم و120 ملم ومدافع عيار 57ملم و76ملم و85ملم.
- ثلاث عربات مدرعة 6×6 وعربتان 4×4 وثلاث دبابات تي 34
- ثلاث عربات (فرجوه) وعربتين كليوبترا وعربتان كراز.
(ج) القيادة:-
تشكلت القيادة في حورة من القيادات التالية أسماؤهم:-
- محمد عبدالله الكحلاني محافظ حجة قائد المقاومة.
- مقدم/ حمود عاطف قائد الجيش الشعبي.
- النقيب/علي محمد صلاح قائد قطاع حجة قائد ك3 من لواء الوحدة.
(3) قوام قوات الملكية:-
(أ) المواقع الثابتة:- 
تواجدت قوة الملكيين الثابتة والمدعمة بالأسلحة والمعدات في المواقع التالية:- 
- مواقع غرب المدينة(مواقع شمسان,الشاهلي,قارة شرق عبس).
- مواقع شمال المدينة( مواقع الظفير, الصيح , الجاهلي).
- مواقع شرق المدينة(مواقع هربه, القافعي, قرن حديد, كوكبان,المنظر, المغربة).
- مواقع جنوب المدينة(جبل عولي,هداد,قطب,بيت الخدري).
(ب) الأسلحة:-
كانت الأسلحة من مختلف الأنواع وأهمها:-
- البنادق: الجرمل، والكندا، والشرفا، والميم وان، والآلي، وكانوا يستولون على الآليات من القوات المصرية.
- الرشاشات المتوسطة عيار 30 ملم، وعيار50ملم.
- المدفعية بعيدة المدى مثل الهوازرات، والهاونات، ومدفع بي، 10 ومدفع 106ملم، وبوازيك متنوعة.
(ج ) وسائل الإمداد والنقل:-
كانت السيارات توصل الإمداد إلى المحابشة ووشحة ويتم نقلها على الجمال، والحميري إلى مبين حجة ومنها تتوزع إلى بقية المواقع بنفس الوسائل. 
(د) مراكز القيادة للملكيين:-
- كان مركز القيادة في المحابشة، والمخازن في قارة وشحه، وكذا القيادة المتقدمة في مبين حجة.
- تكونت القيادة في مبين حجة من الإمام المخلوع/ محمد البدر ومن الأمير/ علي بن إبراهيم والأمير/ محمد بن إبراهيم وعدد من الشخصيات القيادية لديهم.
- كان يوجد بها بعض الخبراء الأجانب، الموجهين، والمخططين، ومنظمي الاتصالات مع الخارج والداخل، ومع المحاصرين لصنعاء والقيادات الأخرى.
- وجود العديد من القادة في جميع الاتجاهات لمدينة حجة: الشرقي والغربي، والشمالي، والجنوبي، و(مقادمة) للهجمات والمغازي والكمائن.
- قادة المدفعية والمواقع الثابتة والاستطلاع، والمخبرين من أجل الحصول على المعلومات، وإثارة البلبلة والدعاية، وكسب المواطنين وترهيبهم أو إغرائهم للتعاون معهم ضد قوات الجمهورية والمواطنين المتعاونين معها.
(ه) تشكيل قوة الملكية:- 
تشكلت القوة المحاصرة لمدينة حجة من مختلف المناطق، ومن عناصر مرتزقة وقُطاع الطرق ومن أفراد المدفعية والاتصالات الذين دُرٍبوا في الخارج، ومن المواطنين الذين تعاطفوا مع النظام الملكي.
ج- سير المعركة بين الجانبين:-
(1) الملكيين:-
- كانت المعركة غير متكافئة من حيث القوى والوسائل، حيث حشد لها الملكيون من مختلف المناطق تحت إغراء الذهب والسلاح وإعطائهم الوعد بنهب مدينة حجة، ومواقعها الأمر الذي دفعهم للتكتل والتوافد من مختلف المناطق 
- كانت الإمدادات من الأسلحة والذخائر والعتاد تصل إلى الملكيين عبر طرق المحابشة ووشحه بكثافة وبدون انقطاع.
- كان يوجد في صفوف الملكيين خبراء أجانب ومرتزقة، يستعينون بهم في التخطيط للهجوم، وإدارة النيران والتدريب على الأسلحة الثقيلة والمتوسطة، والتدريب على أسلوب الحصول على المعلومات، وإجراء الاتصالات.
- لايوجد أي وجه للمقارنة مابين القوات الملكية والجمهورية سواءٌ من الناحية البشرية أو ألأسلحة، حيث كانت الطرق مفتوحة لتحركاتهم ومؤمَّنة لهم من جميع الإتجاهات إلى مقر قياداتهم ومواقعهم، على عكس ما كان يعانيه الجمهوريون داخل مدينة حجة.
- استخدم الملكيون جميع وسائل القتال سواءٌ القصف المدفعي أو الألغام المضادة للأفراد والعربات، وكذا التقطع لأي تحركات من قبل الجمهوريين نحو المواقع المحاصرة، واستخدموا كذلك الحرب النفسية والدعايات ومن ضمنها الإشاعة بسقوط أجزاء كثيرة من مدينه صنعاء، ولم تبقَ إلا أيام معدودة لسقوطها، وكذا قطع كل الطرق المؤدية إلى صنعاء وسقوط الكثير من المحافظات واستسلام العديد من المسؤولين بصنعاء والقيادة العسكرية والأمنية والضباط والجنود.
- ركز الملكيون على قطع مداخل ومخارج مدينة حجة، والسيطرة على مصادر المياه العذبة وطرق الرجل المؤدية إلى مدينة حجة، وملاحقة كل من تعاون مع الجمهوريين والقبض عليهم وحجزهم وتعذيبهم.
- كان أسلوب المعركة هجومياً استخدم فيها قصف المدفعية وكل أساليب التنكيل والقتل للأبرياء وتخريب وهدم البيوت في المدينة وضواحيها.
(2) قواتنا:-
- واجهت قواتنا المعركة بشراسة وصمود، وذلك من خلال الدفاع المستميت على مدينة حجة ومواقعها.
- تم إسناد المواقع المحاصرة بوسائل المدفعية مع إدارة النيران بصورة دقيقة وذلك لعدم توفر الذخائر.
- تم تحصين وتجهيز المواقع بخطين دفاعيين الخط الأول: على بُعد200م من الموقع، والثاني: على بُعد 300م ومجهز بالخنادق والحفر، وكانت تترك المواقع فارغة عدا المراقبات,لان التركيز من مدفعية الملكيين كان مكثفاً على المواقع.
- استخدم النسق الأول في مفاجأة المهاجمين من الملكيين وتكبيدهم الخسائر في الأرواح والعتاد وذلك بدعم من النسق الثاني قبل دخولهم إلى الموقع، وبإسناد بالنيران من المواقع الأخرى مما يجبر المهاجمين الملكيين بالانسحاب تاركين القتلى والجرحى منهم,وعملية إخلائهم كانت تتم بصعوبة من قبل الملكيين أو بموجب اتفاق يتم بين الطرفين 
- كانت تستخدم أساليب الكمائن والاغارة لإحباط أي هجوم على أي موقع من مواقعنا، وكانت تصلنا معلومات مسبقة عنه وكذا عن الطريق التي كان يسلكها الملكيون.
- كانت مدفعيتنا تقوم بقصف أماكن تجمع وتحشد الملكيين وإفشال أي عملية هجومية يقومون بها قبل تنفيذها.
- تم إخلاء بعض مواقعنا سواءً بالانسحاب أوانها سقطت بيد الملكية وأصبحت المعركة في مساحة لاتتجاوز(5) كم مربع، يحدها من الشمال الظهرين ومن الجنوب نعمان وصعصعة ومن الشرق الدخاري والسوائل ومن الغرب القذيف وقرن حباب، وكان جميع المشتركين في الدفاع عن حجة يقاتلون في هذه المساحة عدا مواقع ظفر والرنع كانت مرتبة من لواء الوحدة لأنها محاصرة والطرق المؤدية إليها مقطوعة ومساحة الأرض غير مؤمَّنة.
- كان المواطنون ينقلون تموين موقع ظفر فوق أكتافهم أو فوق البهائم ليلاً، وكان منهم من يكتشفه الملكيون ويتم حجزه وتعذيبه من قبلهم.
- كان موقع جبل ظفر الجمهوري يعتبر رمزاً للصمود والثبات لبقية المواقع لأن أفراده أثبتوا شجاعتهم وصمودهم ولقنوا فلول الملكيين دروساً قاسية وهزائم نكراء ومتكررة.
- وكان يدفن من استشهد من هذا الموقع في القبر الذي جهزه لنفسه وهذا بشهادة الآخرين وأما الجرحى كانوا ينقلون بواسطة المواطنين المتعاونين ليلاً إلى حجة.
- تم تنفيذ عدة عمليات هجومية، منها ما كانت مشتركة من كتيبة لواء الوحدة والجيش الشعبي وقوة حجة، ومنها مستقلة من ك3 لواء الوحدة مثل معركة المغربة، ومعركة شرس، ومعركة الشاهلي، ومعركة بيت الخدري وغيرها من العمليات الهجومية.
(3)الإمداد:-
على الرغم من شدة الحصار الذي كان يخلق صعوبة في إمداد مدينة حجة ومواقعها المنتشرة بالمتطلبات الضرورية, فقد كان وصول الإمداد المرتكز الرئيسي لصمود المواطنين وقوات مواقع الجمهورية التي نجحت في الدفاع عن مدينة حجة,حيث كانت تصل الإمدادات إليهم بالطرق والوسائل التالية:-
(أ) كان يصل من الحديدة بإشراف المقدم/عبد العزيز البرطي قائد لواء الحديدة بواسطة المظلات التي يتم إسقاطها من الطائرات محملة بالقمح، والدقيق، والذخائر، والطلبات الأخرى, إلا أنها في بعض الأحيان وبسبب فعل الرياح أو ارتفاع الطائرة تسقط في القرى التي كان يسيطر عليها الملكيون.
- بعد نزول الإمدادات بواسطة المظلات كانت تجمع وتوزع للمقاتلين في المواقع وكذا للموطنين وعناصر المقاومة، بنظر الأخ المحافظ محمد عبدالله الكحلاني.
- بعد تجميع الإمدادات يتم تجميع المظلات وإرسالها إلى الحديدة عن طريق (حجة، الأمان الطور الخشم الحديدة) أو إلى صنعاء عن طريق (الشراقي بيت عذاقة مسور كوكبان صنعاء) وذلك بتحمليها على مواشي المواطنين المتعاونين مع قوات الجمهورية,إضافة إلى أنهم كانوا ينقلون عليها طلبات إلى مدينة حجة ليلاً عبر الطرق المختلفة. 
(ب) الإمداد الواصل من صنعاء إلى بيت الولي كان يعبر من وإلى حجة عبر طريق (حجة وادي الحشر, شرس, بيت دعقين إلى غيل وهاب,الجميمه,كحلان عفار,بيت الولي) لنقل المطالب وإيصالها إلى مدينة حجة والعكس, وكذا نقل المظلات والجرحى إلى بيت الولي التي يتواجد فيها مواقع ك 2 من لواء الوحدة وكان يتم ذلك بتعاون المواطنين وبإشراف الشيخ/ دعقين ومحمد يحيى برط.
(ج) الطريق الثانية: طرق غرب حجة على جمال، وبهائم المواطنين والمواطن/ علي صغير جبر ومن معه عبر صعصعة وادي عيان والأمان بتعاون الشيخ/بن عوض وبني سراع وتعاون الشيخ/ ابن سراع، وتمر عبر الطور بتعاون الشيخ/سود أهفج حتى الخشم ومنه ينقل بالسيارات إلى الحديدة والعكس.
(د) الإمداد عبر طريق الشراقي جنوب حجة حيث كانت تنقل من (بيت عذاقة مسور حجة فالشراقي وحملان وقطب وشعب العثرب) على جمال وبهائم أبناء مدينة حجة وقبيلة الشراقي بتعاون بيت النفيش وردمان وغيرهم والعكس من حجة إلى بيت عذاقة.
(ه) الإمداد عبر أشخاص من المخلصين الذين كانوا يحملون الإمدادات بجمالهم أو قراشهم أو يحملونها شخصياً على أكتافهم ويوصلونها إلى أقرب المواقع أو المنازل داخل المدينة.
(4) الشهداء والجرحى:-
لقد خلف حصار مدينة حجة العديد من الشهداء، والجرحى من المقاتلين والمواطنين إلى جانب الشيوخ والنساء والأطفال وشردت الكثير من الأسر وذلك جراء القصف العنيف لمدفعية الملكيين على مدينة حجة وعلى مواقع المقاتلين وذلك بلا رحمة وبشكل انتقامي رداً على مواقفهم البطولية كونهم لم ينضموا إليهم ولم يفتحوا الطرق للملكيين للدخول إلى مدينة حجة.
وقد أسفر القصف عن تدمير الكثير من المنازل فوق سكانها وبقيت جثث أهلها تحت الأنقاض لفترات مختلفة حتى تتاح الفرصة لقواتنا والمواطنين المخلصين لإخراجها وبصعوبة.
ونتيجة لصعوبة الموقف فقد كان يتم التعامل مع الشهداء والجرحى على النحو التالي:- 
(أ) الشهداء: فمنهم من كان يدفن في القبور التي كانت تحفر وتجهز بجانب المواقع,أما المقاتلون الذين استشهدوا داخل المدرعات والسيارات التي كانت تقلهم نتيجة انفجار الألغام المزروعة من قبل الملكيين فقد كانوا يدفنون في مقبرة الشهداء التي أعدت في ميدان حورة بمدينة حجة. 
(ب) أما الجرحى ذووا الإصابات الطفيفة فكان يتم معالجتهم بمستشفى حجة وكان يستقبلهم هناك الأطباء ومنهم نصار والحيلة ومجموعة من الصحيين, أما الذين كانت جراحهم خطيرة، فكان يتم نقلهم إلى الحديدة أو صنعاء على الدواب ليلاً بواسطة المواطنين المتعاونين.
(ج) أما العلاجات فكانت تصل إلى حجة عبر الإنزال المظلي أو الإمداد عبر الطرق المختلفة والتي كان ينقلها المواطنون المتعاونون والمخلصون. 
(5) الاتصالات:-
تم تأمين الاتصالات والسيطرة على الموقف وعلى المواقع وعلى التحركات خلال فترة الحصار بالوسائل والمعدات التالية:-
(1) تأمين كل موقع بجهاز اتصالات من نوع(أر- 105) وربطها بمركزالقيادة بحورة.
(2) الاتصال عبر جهاز كبير مرتبط مع القيادة في صنعاء والحديدة ومع المواقع المحيطة بصنعاء، والتي كنا نبلغ بموقفنا ونتبادل المعلومات عبرها اولاً بأول, وقد تعطل الجهاز نتيجة لقذيفة أصابت المبنى المجاور للقيادة في حورة,وتم استخدام الجهاز المدني الموجود بدار سعدان والذي كان يعمل عليه الأستاذ/عبد القدوس المحبشي، والمهندس/علي البليلي فترة وعند التآمر عليه تم نقله إلى موقع القاهرة مع معداته والعاملين عليه وتم مواصلة العمل مع صنعاء والحديدة وكان همزة الوصل لنقل كل المواقف والمطالب واستقبال كل الوارد الينا من صنعاء والحديدة.
(5) أجهزة يدوية تعمل بالبطاريات تم الاستيلاء عليها من الملكيين، وكنا نستخدمها في بعض المواقع والعمليات ونتواصل مع من استطعنا أن نكسبهم من الملكيين المتواجدين مع الملكية في مواقعها، ليزودونا بالمعلومات عن أي هجوم أو حشد أو وصول إمداد أو مقاتلين,وأخيراً انضم هؤلاء المتعاونون إلى صفوف الجمهوريين وكرموا وضموا على القوات المسلحة.
(Cool بواسطة الرُسْل بالكتابة ويتحركون بها إلى بيت عذاقة مسور حجة ومنها إلى صنعاء أوعبر (شرس كحلان عفارعمران صنعاء) ويعودون بالردود وأية طلبات خفيفة الحمل معهم.
(6) المجهود الجوي:-
كان للمجهود الجوي دور اساسي في رفع الروح المعنوية وثبات الأبطال المقاتلين عن مدينة حجة، وقد استمر هذا المجهود بصورة متقطعة عندما كانت تسمح الظروف لذلك,حيث كان موقف حجة أمام قائد القوات الجوية المقدم/محمد شايف جار الله المهمة الرئيسية بعد مهمة صنعاء إذ كان يقوم هذا المجهود بطلعات من الحديدة على النحو التالي:-
(1) كانت تقوم المقاتلات الميج17من الحديدة بطلعات جوية إلى حجة لضرب مواقع الملكية بقيادة الطيارين/علي سعيد الربيعي ومحمد ضيف الله محمد وعبد الواحد سعيد وسلطان قائد وعلى سيف عبدالله وعبد الجليل نعمان ومحمد الديلمي.
(2) كانت تقوم الطائرات القاذفة (اليوشن 28) بإسقاط القنابل على مواقع الملكيين بقيادة الطيارين/عبدالله احمد زيد وعبدالله محمد سالم وعلي صالح الشيبة ومحمد ثابت مقبل وصبري طاهر صبري ومحمد غالب مالك واحمد قايد سلام.
وقد هبطت طائرة من القاذفات في عبس عندما فشلت في قذف حمولتها في مدينة حجة نتيجة لخلل فني فكان هبوطها اضطرارياً فتحطمت في مطار عبس.
(ج) طيران الإمداد الذي كانت تنقل الإمداد والطلبات بواسطة المظلات وبعض الأيام بدون مظلات ونتيجة لذلك كانت تصل الأكياس أو صناديق الذخيرة إلى الأرض وتنفجر,ومن قادة هذه الطائرات الطيارون: فارس الشريف وسيف الحارثي وسلطان عبد الولي وعبدالقادرالشويطر ومحمود عبدالله وعبد الحميد وهاس وعبدالله الثور ومحمد الكبسي وحسن صلاح ومحمد المهدي.
(7) معسكر تدريب حورة:-
(أ) تم فتح معسكر تدريب بجانب القيادة في حورة لوجود ميدان ( مطار) فيه مساكن وخيام بجانب جامع حوره وتم تدريب الكثير ممن جندوا على قوة الكتيبة الثالثة لواء الوحدة أو المقاومة الشعبية أو ممن تمت ترقيتهم من الجيش الشعبي أو الكتيبة الثالثة من لواء الوحدة،وتدربوا على مختلف الأسلحة الموجودة والحركة النظامية والمحاضرات الهادفة من اجل التوعية والتوجيه,وبعد ذلك يتم تعزيز المواقع التي كانت تتطلب ذلك بدل الشهداء والجرحى.
(ب) تم بناء منصة في الميدان وما زالت حتى اليوم, وكان يجرى طابور جمع أسبوعي في هذا الميدان وباستخدام الموسيقى وفي موقع العرضي الموجود تحت جبل (نعمان) استشهد وجرح العديد من الجنود في ساحة العرضي أثناء التدريب جراء القصف المدفعي من قبل الملكيين.
(ج) كانت تقام الحفلات في هذا الميدان في كل المناسبات الوطنية رغم الحصار وتوقعات قصف مدافع الملكية على هذا المكان.
(Cool دور المواطنين:-
(أ) لقد كان للمواطنين دور ايجابي قدم الكثير منهم الغالي والرخيص من أجل نصرة الثورة والجمهورية وانخرط العديد منهم في المقاومة الشعبية وخاصة من أبناء مدينة حجة (من الحلة ومن الحسوي الشرقي والحسوي الغربي وهجرة حجة والجراف وصعصعة ونعمان والظهرين ومن بعض قرى شرقي عبس والشاهلي), إذ تم تدريبهم وتزويدهم بالمتطلبات والسلاح(الشميزر)المتوافر مع ذخائره بمخازن السلاح في قاهرة حجة.
(ب) تحمل مسؤولية قيادة المقاومة الشعبية محافظ حجة محمد عبدالله الكحلاني ومن معه من مسؤولي المحافظة.
(ج) كان الكثير من المواطنين ينقلون أخبار وتحركات الملكيين ويثيرون البلبلة والدعاية في صفوفهم.
(د) قدم المواطنون المتعاونون دوراً كبيرا يتمثل في نقل المواد والإمداد إلى حجة ونقل المظلات، ونقل المصابين إلى مستشفى حجة وتوفير أية مطالب للمواقع من الأسواق المجاورة أو المدينة,إضافة إلى نقل المواد الغذائية من البيوت إلى المواقع حيث كان يعطى لهم الدقيق والقمح ليوفروا الخبز للمواقع في حالة تعطل الفرن وتوقفه لعدم وجود الحطب.
(ه) نتيجة لدور هؤلاء المواطنين المخلصين فقد تم تجنيد الكثير من أبنائهم في ك3 لواء الوحدة، ورابطوا في مواقعها وقدموا واجباً لايستهان به كزملائهم في المواقع.
(و) استمرت العلاقة مع المواطنين الذين بقوا داخل مدينة حجة قوية ومتينة ومع المقاومة الشعبية الذين دربوهم وأعدوهم معنوياً وقتالياً صف ضباط من ك3 لواء الوحدة ولم يستطع الملكيون اختراقهم أو تفكيك صفوفهم حتى من كان مكلفا بالتلغيم أو القتل كان يصل ويسلم نفسه وما معه لأقرب موقع ويعلن ولاءه وانضمامه للثورة والجمهورية.
(ز) أصبحت المواقع والمعسكر كخلية نحل لاستقبال وتدريب وتوعية كل من سلم نفسه وانضم إلى صفوف المقاتلين دفاعاً عن الثورة والجمهورية.
(9) المراسلات واللقاءات مع الملكيين:-
(أ) كانت المراسلات واللقاءات مستمرة مع المواطنين والمشايخ والأعيان في المناطق المغرر بها والتي يتواجد الملكيون في قراها وشعابها وجبالها وذلك لمحاولة كسبهم وإقناعهم للعمل مع الجمهوريين من أجل تسهيل تحركات الإمداد والتموين ونقل الجرحى وتحركات من ينقلون المعلومات والمطالب من بعض الأسواق وكذا مع عناصر ومقاومة وقادة من الملكيين لغرض الانضمام إلى صفوف الجمهوريين, وكانت بعض هذه الاتصالات تنجح وقد سهلت أجهزت التلفونات التي كان يستخدمها الملكيون وحصلنا على بعض منها من عدة مصادر التواصل معهم بصورة مستمرة.
(ب) تم اللقاء بين النقيب/علي محمد صلاح والمقدمي الأمير/على بن إبراهيم الرجل الثاني بعد الإمام محمد البدر، في قاع شمسان أمام موقع ظفر الجمهوري المحاصر، والذي حاول الأخر الحصول على الموافقة لدخول حجة سلمياً مقابل ضمان سلامة حياة المقاتلين في المواقع ودفع مرتباتهم وكذا دفع مكافأة مغرية من الذهب وتم رفضها وتعهد ببقاء البدر لمدة أسبوع في مدينة حجة ويتوجه إلى صنعاء,وتم اختيار (الجمهورية أو الموت) وعاد إلى (مبين) يحمل هذا الرد إلى الإمام المخلوع محمد البدر.
(ج) وقد تم التعامل مع من كان يسلم نفسه أو ينظم مع أصحابه إلى مواقع الجمهورية معاملة احترام وتقدير وحسن استقبال وتذليل مشاكله,وكان بعضهم يبقون في حجة ويتم تدريبهم ويمنحون المرتب والمكافأة والبعض كانوا يرسلون إلى القيادة العامة في صنعاء أو إلى الشيخ المجاهد/عبدالله بن حسين الأحمر والعميد/مجاهد أبو شوارب والبعض واصلوا عملهم في تأمين نقل المطالب وتحركاتنا في الطرق والعزل المؤدية إلى الحديدة وإلى صنعاء.
(د) ومن أهم هذه الاتصالات كان مع الإمام المخلوع محمد البدر عندما كان في المحابشة والذي أبدى استعداده لتسليم نفسه واستمرت الاتصالات معه من قبل الشيخ/عبدالله بن حسين الأحمر ومحمد عبدالله الكحلاني محافظ حجة والنقيب/علي محمد صلاح قائد قطاع حجة وك 3 من لواء الوحدة، بواسطة عدد من الأشخاص وقد كان أخر الاتصالات عندما وصل الإمام المخلوع إلى مبين حجة على بعد 20 كيلو متراً من مدينة حجة وطلب النزول إلى الحديدة ووجه الفريق العمري والشيخ/عبدالله الأحمر على أن تجهز له طائرة للسفر من الحديدة إلى الخارج و يعترف بالنظام الجمهوري ويطلب من كل العاملين معه وقف القتال وحقن الدماء وتسليم أنفسهم أو التوجه إلى الخارج.
(ه) انقطعت الاتصالات بالإمام البدر عندما اكتشفها القادة الملكيون ورفضوا التفاوض، ومنهم محمد بن الحسين الذي هدد بأنه سيعلن نفسه إماماً شرعياً لليمن بدلاً من الإمام محمد البدر وعلى إثرها اشتدت المعارك والقوا القبض على بعض الوساطات والرسائل معهم وكان رسول الشيخ/عبدالله بن حسين الأحمر همزة الوصل بين حجة وصنعاء والإمام، البدر المخلوع الأستاذ/عبد الوهاب الشهاري.
(10) فك الحصار عن حجة:-
(أ) وصلت قوة من الجيش الشعبي والقوات المسلحة إلى بيت الولي كحلان عفار من صنعاء عن طريق عمران والأشمور وتمركزت هناك وكانت توجد كتيبة مرابطة في بيت الولي من لواء الوحدة بقيادة/محمد صالح العرشي, وتقدم الجيش الشعبي بقيادة العميد/مجاهد أبو شوارب.
وأول مقاومة واجهت التقدم نحو مدينة حجة من جبل حصن جرع بقيادة قائد مواقع الجبل السيد/محمدعبدالله أبو منصر إلا أن المقاتلين هاجموا الجبل واحتلوه وطردوا الملكيين منه,وامنوا الطريق إلى حجة وواصلوا التقدم ولم يواجهوا أي مقاومة تذكر ودخلوا حجة خلال طرق الرجل المختلفة ووصلوا إلى ميدان حوره واستقبلتهم مجاميع من الجيش الشعبي والمقاومة والمواطنين وك 3 من لواء الوحدة يتقدمهم المحافظ/محمد عبدالله الكحلاني والشيخ/حمودعاطف قائد الجيش الشعبي والرائد/علي محمد صلاح قائد ك3 من لواء الوحدة قائد قطاع حجة وتبادلوا الكلمات والترحيب وأبدوا الاستعداد جميعاً لمواصلة مطاردة فلول الملكية والمرتزقة التي مازالت في محيط مدينة حجة وبعض المناطق,وكان مع الأخ العميد/مجاهد أبو شوارب الرائد/أحمد الصوفي قائد لواء الوحدة الذي وصل ومعه سريتان من اللواء وقد تم توزيعها على مواقع ك3 من لواء الوحدة.
(ب) تم وضع الخطط اللازمة لفك الحصار أولاً على مواقع ظفر والرنع غرب مدينة حجة التابعة ل ك3 لواء الوحدة، ومنذ الصباح تم التوجه نحوها وفك الحصار واللقاء بأفرادها جميعاً، وتم تزويدها بكل المتطلبات وظلت مكان زيارة للجميع ومحل شكر وتقدير لهم على الصمود والقتال والشجاعة الذي أظهروه في حصارهم وتمسكهم بالمواقع طيلة فترة الحصار.
(ج) تمت مواصلة عمليات تطهير بقية المناطق ومنها مواقع كوكبان وقدم والمنظر بلاد القنازي وشرق حجة وكانت المعارك شرسة اشترك في القيام بها الجيش الشعبي وسريتان من لواء الوحدة إضافة إلى تنفيذ (معركة الشاهلي) قاع شمسان ومعركة (جبل الجاهلي) غرب حجة وهذه أهم المواقع للملكيين، وقد كانت مزوده بالأسلحة والقوة البشرية وتم الاستيلاء عليها وعلى الأسلحة والمعدات التي كانت بها وقتل وجرح العديد من فلول الملكية والمرتزقة المرابطة فيها وإلقاء القبض على العديد منهم ونقل الجرحى منهم إلى مستشفى حجة ومن ضمنهم قائد كتيبة مدفعية الملكية المقدم/محمد المروني وولوا بعد هذه المعارك فارين إلى المحابشة ووشحه ومعهم الإمام/محمد البدر المخلوع وأعوانه من المقادمة المهزومين.
(د) تم ضم السريتين التي وصلت مع قائد لواء الوحدة على ك 3 من اللواء المرابطة في حجة وتم إعادة تشكيلها على الكتيبة وتدريبها وعاد القائد الرائد/ أحمد الصوفي إلى صنعاء.
(ه) عين العميد/مجاهد أبو شوارب محافظاً وقائداً للواء حجة وتمت مواصلة الحوار مع المشايخ والأعيان وبقية القادة من الملكيين واستسلم الجميع وتأمنت مدينة حجة وجميع نواحيها وطرقها، واستمر هذا العمل حتى كتب النصر واعترفت المملكة العربية السعودية بالنظام الجمهوري وفتحت الطرق للسيارات من الحديدة وصنعاء إلى حجة وتم تأمينها وتوجه الجميع للعمل الجاد من أجل الاستقرار والتنمية.
وختاماً:-
ننوَّه إلى أن معركة حجة جسدت التلاحم الوطني بين أبناء مدينة حجة والقوات المقاتلة وانتصرت الإرادة على البغي والعدوان الملكي الغاشم, وقدمت التضحيات والدماء الزكية وأرواح الشهداء وظل علم الجمهورية خفاقاً في مدينة حجة،وأعلام الملكية المهزومة سقطت في مستنقعات ومزبلة التاريخ وإلى الأبد, وقد تجسدت إرادة الله بانتصار الحق على الباطل, إذ كان لايوجد وجه للمقارنة بين قوات الملكية المهاجمة على مدينة حجة، وقوات الجمهورية المدافعة عنها.
فبصمود هؤلاء الأبطال انهزمت الملكية بقواتها وإمكاناتها والخبراء والمرتزقة الذين عملوا معها وولت إلى غير رجعة وراء الحدود.
رحم الله شهداءنا رحمة الأبرار وأسكنهم فسيح جناته.
صمدنا صمود الرجال
وثبتنا ثبات الأبطال
وقاتلنا قتال الشجعان
وظل العلم الجمهوري يرفرف في مواقع مدينة حجة مردداً:
«الجمهورية أو الموت».
حتى انتصرت الثورة والجمهورية في صنعاء وحجة وكل أراضي الجمهورية 
يوم من الدهر لم تصنع أشعته شمس الضحى بل صنعناه بأيدينا.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.



التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !