مواضيع اليوم

الله يرحم سنين الباكالوريا !

عبدالسلام كرزيكة

2010-07-19 11:38:02

0

بكالوريا خلـط الأوراق :

يبدو أن المشاكل التي سببتها بكالوريا هذه السنة، والتي وُزعت بـ (الكيلو والعرمة) على الممتحنين لم تتوقف عند الإساءة الكبيرة إلى قدسية هذه الشهادة وإلى قيمتها العلمية ، ولكنها امتدت وتشعبت لاختلاق مآسٍ أخرى مثل ما فعله الكذب الذي مارسته رسائل "الأس. أم. أس " عبر أحد متعاملي الهاتف النقال، والتي نجّحت الراسبين ورسّبت الناجحين، وأقامت الأفراح الوهمية ثم حولتها إلى مآتم حقيقية في أوساط الكثير من التلاميذ وعائلاتهم بعد صدور النتائج الرسمية.
أما كبيرة الكبائر فهي ما تعانيه الجامعات الوطنية في عملية تسجيلات الجيوش الجرارة من "الناجحين" والتي قد تعود بالكارثة على التحصيل الجامعي على المدى القريب وعلى مصداقية الجامعة الجزائرية (المشكوك فيها أصلا) في الداخل والخارج. وقد قام المجلس الوطني لأساتذة التعليم العالي بدق طبول الخطر الذي يمثله التحاق 200 ألف ناجح في البكالوريا بالجامعات والمعاهد العليا ، والذي سيصل بعدد الطلبة الجامعيين إلى نحو 5.1 مليون طالب ، من أزمات في مجال التأطير البيداغوجي والاكتظاظ والتكفل في مجال الإيواء والإطعام والنقل والضغوطات البشرية على المخابر العلمية الجامعية (على قلتها وسوء تجهيزها) باعتبارها وسيلة أساسية من وسائل البحث العلمي والتكوين.
هذا (التفريخ) الهائل وغير المسبوق لحَمَلة شهادة البكالوريا هذه السنة، اضطر مختلف جامعات الوطن لتحويل نفسها إلى مجرد مؤسسات للتكوين المهني وتحويل البكالوريا إلى مجرد مسابقة للدخول إلى هذه المعاهد، وربما هذا ما يجد تفسيره في نبذ الجامعة لأكثر من نصف المتحصلين على البكالوريا، أي كل الذين يقل معدلهم عن 12 من 20 من خلال حرمانهم من التسجيل في الفروع والكليات التي يرغبون فيها، وتوجيههم في غالب الأحيان إلى فروع وتخصصات لا تمتّ بصلة لميولاتهم، مثل الفنون والصناعات التقليدية والتراث والآثار واللغات الميتة أو قليلة الانتشار وعديمة الفائدة.
والخلاصة من كل هذا، أن وزارة التربية الوطنية قد أحدثت زلزالا من 8 درجات، ليس فقط في دائرة اختصاصها والمراحل التعليمية الواقعة تحت وصايتها، أو في شهادة البكالوريا لوحدها، ولكن في كامل المنظومة التعليمية والتكوينية في مختلف مراحلها وتخصصاتها من الابتدائي إلى الجامعي وما فوق الجامعي، حتى أصبحت البلاد في هذا المجال بحاجة إلى عملية إنقاذ سريع واتخاذ تدابير وقرارات عاجلة على أعلى المستويات دون الحديث عن متابعة المتسببين في هذه الكارثة.

ـــــــ

المصدر : إفتتاحية جريدة الشروق اليومي .

ــــــ

 تعقيب المدوّن :

من الطبيعي أن تصبح شهادة الباكالوريا مجرد (شيفون) ، لأنها من رحم أزمة حقيقية في منظومتنا التربوية ، فلنا أن نتخيل موسم كامل من إضرابات الأساتذة تكون نتيجته نسبة نجاح ساحقة في صفوف التلاميذ ، الذين يعتبرون المستفيد الأول والضحية الأخيرة ، لأن أغلبهم كان  نجاحه بتقدير (متوسط) ، وهو دليل قاطع على النقل والغش ، ما يزيد طينتنا العلمية بلة ، ويجعل مستوانا ينحدر ويهوي من السيء نحو الأسوأ ! .. الله يرحم سنينك يا بكالوريا .

 

رابط الصــورة

 

 

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات