الفتنة التي يتعرض لها عالمنا العربي والإسلامي هي أكبر هجمة في تاريخها وتتتمثل في هذا المؤامرة الدنيئة التي انساق في ركبها عرب كالمطايا الغبية من نوع الدواب التي تأكل صغارها وتبول في طعامها وشرابها وفي هذه الحال المتردية نتوقع من السيد حسن نصر الله كما تعودنا أن يكون هادئ الطبع أمام السفهاء وحادا في الدفاع عن أشرف ظاهرة في عصر العرب الحديث وليتذكر دائما أن الأكثر سفاهة تعرضوا للأكبر شأنا بالتجريح والسباب فليس مستغربا أن يلجأ البعض من سفهاء العصر إلي سب الأشراف ودائما يكون أهل الحق غرباء في هذه الدنيا التي خلقها الله علي نحو يفرز السمين من الغث والحق من الباطل والنور من ظلام الليل وكل حسن من كل سيء. إن الهامة العالية لا تتأثر بنزق الأطفال بل وتحتويهم بما أودعه الله فيها من شموخ جديرة بالتأييد والإعجاب, وإن القلب الذي لا ينشغل إلا بهموم المسلمين يترفع عن الرد علي تطاول أصغر الناس شأنا وإن تبوؤوا مواقع السادة وهم أقل الناس عقلا وأدناهم حكمة وأبعدهم عن استحقاق المناصب التي وصلوها بسبب المال. وإن الصدر الذي استوعب المجتمع بمن فيه من شرقي وغربي ووطني وعميل وتعايش مع الرجال والحكماء والبلهاء والشرفاء والمتآمرين والمنافقين وغيرهم اعتبارا أن هذه هي طبيعة المجتمعات وإرادة الله في اختلاف الناس قد أثبت أن الحكمة فوق الحق وأن الحق لا يولد إلا بولادة متعسرة وبثمن باهظ والسعي إليه واجب ولو تكلف الإنسان ماله وراحته بل وعمره. لقد تداعت الأمم علينا وعقدت العزم علي إطفاء جذوة الجهاد بكل ما أوتيت من قوة ومكر وخديعة وتنفق في هذا المجال ما لا يحصى من أموال النفاق أو المال المغتصب أو المغسول ولكن الله سينفذ وعده وستكون أموالهم حسرة عليهم وسيغلبون. إن فئة الحق كانت دائما قليلة العدد وتمتلك اليسير من العدة ولكن الله وعد المؤمنين بالنصر الذي يحصره في يده ولا يعطيه إلا لمن أراد, والمطلوب من هذه الفئة الصغيرة أن تتمسك بدربها ولا تحيد عنه وهي كذلك وأكثر حرصا منا علي مضمون النصيحة. لقد تعلمنا بل وتعلم العالم كله من حزب الله كيف يكون الجهاد والتضحية والإيثار والطهارة في الإعمار والحرص علي مصالح المستضعفين من الناس. إن العدو المتربص والقريب الحاقد والمسؤول العربي الفاسد والعميل الخائن والخاضع الذليل المنافق قد تآلفوا واجتمعوا علي هدف واحد هو إقصاء المقاومة في كل العالم الإسلامي دعما لمشروع العدو لأن لهم جميعا مصلحة في ذلك ولو تعارضت مع مصلحة العرب أو المسلمين. إن البشرى بالنصر محققة في الدين والتاريخ وسيرة القدماء ....وإرادة الخالق الذي لا يخلف وعده أن ينصر المؤمنين ولن يخلف وعده. والله المستعان.
التعليقات (0)