قلنا فيما سبق أن عملية التدوير السياسي تمر بالعديد من المراحل المعقدة و الغامضة .. للخروج بنتائج منطقية تلقي قبولاً لدى جميع الفئات المستهدفة .. يتزامن مع هذه المراحل نوبات منظمة من غسيل الدماغ لتهيئة الجميع لقبول المنتج النهائي المراد ترويجه .. و أعتقد أننا بصدد مرحلة هامة من هذه المراحل التي يسعي من خلالها النظام للسيطرة علي مقاليد الحكم مرة أخرى بأقل قدر من الخسائر المادية و السياسية علي الصعيد المحلي و الدولي .. أى دون الدخول في مواجهات مباشرة مع الطامحين و الطامعين في مغانم السلطة و السلطان في الداخل .. أو الإنحراف لإنقلاب عسكرى يحتبسه داخل قمقم عقوبات المجتمع الدولي .. بل و إجباره علي إعادة الشرعية المدنية التي إنقلب عليها .. و يصبح وقتها الخاسر الأوحد و ينجرف إلي دوامة التحلل و الزوال .. و أعتقد أن مرحلة إعادة التدوير هذه قد كلُلت بالنجاح بعدما أرغم التيار الإسلامي علي العودة للتمترس خلف راية واحدة فزعاً من تبخر حلم الخلافة ( إلي حين ) .. فضلاً عن نجاحه في صناعة مارد جديد من أطلال المعارضة المستأنسة لضبط كفتي الميزان السياسي (إلي حين ).. و تزامن مع هذا النجاح إعادة صقل قيمة الجيش و رجاله داخل العقول و القلوب لدى الجميع داخلياً و خارجياً .. حتي أصبح الجيش و رجاله الملاذ الآمن للجميع .. فبادر اليسار بتقديم فروض الرضا و القبول لتولي الجيش مقاليد الحكم بأى شكل و إن كان الإنقلاب العسكرى غير الديموقراطي .. في حين حرص الرئيس علي إخراج لسانه للجميع في خطابة المارثوني ( ساعتين و نصف ربنا يديله الصحة ) مؤكداً علي مساندة الجيش و رجاله للشرعية و ممثلها .. و هنا سيأتي طرح أسم الفريق السيسي كرئيس للوزراء نتيجة منطقية و مقبولة بل و مرحب بها من الجميع .. فالمعارضة ستعتبرها تقليصاً لسلطات الرئيس و جماعته .. في حين سيعتبرها المؤيدون خطوة ذكية من الرئيس و مستشاريه للخروج من الأزمة حتي إجراء الأنتخابات البرلمانية التي سيكون لهم الغلبة فيها .. كما انها ستكون فرصة سعيدة جداً للنظام لتعرية أصحاب السبوبة من الجانبين الذين سيسعون للإتهام رجال الجيش بقبول رشوة السلطان .. كما أنها ستكون فرصة أسعد لإجبار الرئيس علي التخلي عن بعض المنتمين له ( العريان - أبو إسماعيل و آخرين ) بعدما أصبحوا سبباً من أسباب تأجيج النعرة الطائفية فضلاً عن جرأتهم المقززة في النيل من الجيش و رجاله .. و الله حي .. السيسي جااى .. إنه نظام عبقرى ترك بعض الصبية تلهو في ساحة منزله .. رجاءً لا تحرقوا مصر في حب مصر
http://eleeas6.blogspot.com/2013/07/blog-post.html
التعليقات (0)