مواضيع اليوم

الله أكبر ... لماذا ؟

Michael Nagib

2010-02-22 18:52:54

0

تابعت نشرة الأخبار بالتلفزيون الإيطالى الذى كان يذيع مراسم تسليم السلطة للعراقيين ، وتوقفت نظراتى على الأعلام العراقية فى الخلفية وراء الحاضرين وعلى الكلمتين " الله أكبر " ، وتساءلت فى حيرة : ما دخل الله أكبر فى العراق الجديد ؟ هل قام مجلس الحكم الأنتقالى أو الرئيس غازي الياور والدكتور أياد علاوي بغزوة جهادية ضد أعداء العراق وأنتصروا فيها ؟ بالطبع لا . إذن لماذا يتم تحجيم هوية وتاريخ وواقع العراقيين فى عبارة الله أكبر ؟
ليس مهماً من ساهم فى فرض تلك الكلمات وإقحامها فى علم العراق الجديد سواء كان عربياً أو عراقياً أو أجنبياً ، المهم أنه خرج إلى الوجود يرفرف مكسور الجناح ليعبر عن عراق ما بعد صدام ومستقبلها المكتوب على جبينها أقصد على أعلامها !
الله أكبر مِن مَن ؟ هل هناك آلهة أخرى أكبر حجماً أو أصغر منه ؟
هل هى بداية مرحلة تعسفية تستنزف طاقات العراق الإنسانية تحت شعار أو هتاف الحروب الجاهلية الله أكبر ؟ الآخر الذى لا يتبع الله أكبر هل هو مجرد ضيفٍ عليه يعيش فى حمايته ليكون مواطناً من الدرجة الثانية التى يحددها له الله أكبر ويدفع الجزية وهو صاغر مقهور ؟
لماذا نُخضع أجيالنا الجديدة لسيطرة شعارات الحروب الجاهلية فى عهد بناء العراق الحديث؟
لماذا لا نمحو من قواميسنا العرقية كلمات مثل الأغلبية والأقلية لتكون كلمتنا الوحيدة التى تعبر عن الجميع هى الشعب مهما كان أتجاهاته أو عقائده ؟ ألم يكن من الأفضل كتابة : العراق حراً ؟
نتمنى أن يشهد المشهد العراقى تغييراً كبيراً عن السابق وأنتهاء ما يحدث الآن من إرهاب ، ونتمنى أن لا تُشعل عبارة الله أكبر المشاعر العنصرية ، وأن يأتى الوقت لأبناء العراق الحقيقيين فى تغيير هذا العلم حتى لا يختزل مصير العراقيين بجملة لا محل لها من الإعراب !
ألا يكفى العراقيين ما يحدث يومياً من شبح الإرهاب وبشاعة الأنتهاكات المذهبية ضد الآخر ! ألا يكفى ما نراه يومياً من واقع المنابر والخناجر والحناجر التى تصرخ بالكراهية والحقد والدم !
يتمنى كل صاحب عقل راشد أن تدرك الحكومة العراقية الوليدة مسئوليتها القيادية فى وضع أسس جديدة يتعلم منها بقية العرب ، ويستفيدوا من أخطاء الماضى ويعملوا على بناء حاضر تنويرى يكون مثالاً يُحتذى به ، ولا تجعلوا عبارة على علم العراق تغتصب سلطانكم وحرياتكم وقدرة الحكومة على صنع القرار ، وكفى الشعب معاناة من الشعارات الأنفعالية التى ألهبت حياة العراقيين بالدموية ولا تترددوا فى عزل الخبيث من وسطكم حتى يستقيم فكر الحداثة وينزوى بعيداً فكر النجاسة والخباثة ، لتمضى العراق إلى مستقبل يبشر بالخير لمواطنيه يعم فيه الأمن والسلام .
إن أولى التحديات التى يجب على الحكومة الجديدة مواجهتها هى إزالة تلك العبارة ووضعها فى مكانها الصحيح فى نفوس البشر المؤمنين بها ، لأن التاريخ الحقيقى للشعوب لا تصنعه عبارة على قطعة قماش لا تخرج عن كونها عبارة للبركة وليست للحركة والتفاعل الإيجابى بين خلق الله .
ليس هناك وقتاً لمن يريدون التخريب والعبث بمقدرات الشعوب ، لذلك أصنعوا تاريخكم الجديد بأنفسكم وها هى الفرصة أمامكم لتثبتوا جدارة شعب العراق فى قيادة عراق الحرية ، عراق المحبة والسلام .

 2004 / 7 / 1




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !