الله أكبر والله بريء
لطالما سمعنا كلمة الله أكبر تتردد مع صوت الرصاص والقصف، يرددها من يحمل البندقية بوجه إخوانه في الدين والوطن، منذ فجر التاريخ وتلك الكلمة حاضرة في الصراعات السياسية، فساحة الصراع السياسي واسعة والعنف المسلح إحدى تجليات ذلك الصراع، حمل السلاح نهاية طبيعية لحالة الغليان المجتمعي فالسلاح اما سيحسم الأمر أو يفتح أبواب جهنم، كل شخص يحمل السلاح للقتال يحاول أن يتشبث بنصِ ديني يُبرر له النتائج المأساوية لذلك العمل! وليس ذلك الأمر مقتصراً على المسلمين بل حتى النصارى واليهود وبقية الملل والنِحل لديها من التبريرات والنصوص الدينية ما يكفيها لتبرير عمليات القتل والتنكيل..
الصراع على السلطة في السودان اتخذ منحىً آخر فالتشكيلات العسكرية بدأت تأكل بعضها متجاهلةً عقود من النفوذ السياسي بتلك الدولة الغنية والفقيرة في ذات الوقت..
للعسكر عقيدة قتالية لكن في العالم الثالث لا وجود لتلك العقيدة فقد سقطت من القاموس وحل محلها كرسي السلطة، فالقتال يكون من أجل السلطة ولا غير ذلك..
كغيري اتابع مجريات الأحداث في السودان الشقيق، وبقلبي امل في انتهاء تلك الأزمة بأقل الخسائر وتحكيم صوت العقل والمنطق ورد الحقوق لأهلها فالسلطة مدنية والحكم من الشعب ولأجله، أثناء متابعتي شاهدت مقاتلين يرددون عبارة الله أكبر؟ كل مقاتل يظن أنه على حق، لقد حلق بي الخيال في سماء التاريخ القديم واحداث تاريخية ارتفع فيها صوت الحق وعلت التكبيرات فالصراع بين مسلمين يدينون بدينِ واحد فالأزمة لها جذور ولن تموت بسهولة فالشعار الله أكبر والله بريء من كل ذلك ؟
التعليقات (0)