وصف الله سبحانه رسوله الكريم بأعلى الأوصاف، وأكمل الصفات، وذكر ذلك في القرآن الكريم ، فقال: { وإنك لعلى خلق عظيم } القلم:4 , وكفى بشهادة القرآن شهادة, وكان خلق التواضع من الأخلاق التي اتصف بها صلى الله عليه وآله وسلم، فكان خافض الجناح للكبير والصغير، والقريب والبعيد، والأهل والأصحاب، والرجل والمرأة، والعبد والجارية، والمسلم وغير المسلم، فالكل في نظره سواء، لا فضل لأحد على آخر إلا بالعمل الصالح.
فكان عليه وعلى آله أتم الصلاة والتسليم لا يمنعه مانع عن قومه وأمته وعن المقربين له, وبأي ظرف كان, حتى وهو في فراش المرض كان يجالس الناس ويدخلهم عليه ويكلمهم وينصحهم ويواسيهم في الشدائد والكلام يطول عنه صلوات الله وسلامه عليه.
وبما إن المرجع يقوم الآن مقام الرسول وأهل بيته الطاهرين, ويعتبر امتداد طبيعي لهم, فلماذا نجد هناك فرق شاسع وكبير بين بعض من يحمل عنوان (المرجع) وبينهم صلوات الله وسلامه عليهم ؟ أليس المفروض أن يكون المرجع أول الناس اقتداءا بآهل البيت؟ يجالس الناس ويشاركهم مصائبهم وأفراحهم؟ ويعامل الجميع على حد سواء؟؟!! لماذا عندما تحل المصائب والكوارث بالعراقيين من قتل ودمار وإرهاب وطائفية وسفك للدماء وانتهاك للحرمات وتعدي على الإنسانية والنيل من المقدسات مع حصول السرقات والفقر والجوع وسوء الخدمات بل انعدامها والكثير مما لايمكن حصره من معاناة يعيشها العراقيين نجد المرجع بعيد عن الشعب ومنزويا في داره لا يراه أحد ولا يسمع له صوت ولم يرى له صورة او تسجيل فيديوي يساند الشعب من خلاله ؟.
لماذا لم نشاهد أو نسمع بان المرجع قد خرج على العلن وصرح بـ ( تعزية, تهئنة, شجب, استنكار, مواساة, بشرى يزفها للشعب, شبهة يدفعها عن الدين .... الخ ) ؟ أليس هو صاحب المكانة العليا في المجتمع والناس تنظر له بنظرة الاب والمربي والراعي؟ لماذا لا يوجد تفاعل وارتباط روحي بين المرجع وبين الشعب ؟ ولماذا هذه القطيعة ؟ لماذا ما يتناوله وكلاء المرجع ببرود ويمرون عليه مرور الكرام وكأنه (كفيان شر) ليس إلا ؟! بعكس ما قاموا به من ترويج للانتخاب بين التحريم والوجوب في كل مرحلة انتخابية!!!, هذا له تفسير واحد وهو إذا كان التصريح أو الخطاب الذي يتوجه به وكلاء المرجع مثمرا وذو نتائج حسنة يحسب هذا الأمر للمرجع, أما إذا كان الأمر عكس ذلك فانه يحسب على الوكلاء ويعتبر تصريح أو تصرف شخصي ولا دخل للـ(المرجع به) !!.
فهل يا ترى هؤلاء الوكلاء محسوبين عليه أو لا؟ تصرفاتهم وتصريحاتهم تمثلهم أم تمثل المرجع؟ إذا كانت تمثلهم فلماذا التمسك بهم والإبقاء عليهم؟ وإذا كانت تمثل المرجع لماذا هذا التبرير والدفاع عنه وإلقاء اللوم على الوكلاء ؟!.
لماذا لا يظهر علنا أو يستقبل الشعب مثلما يستقبل ( ممثل الدولة الفلانية او المندوب الفلاني أو الامين العام لكذا مؤسسة او منظمة) ! لماذا هذا التعالي والإستتار عن الشعب ؟ هل هؤلاء الذين يستقبلهم المرجع اشرف وأفضل وأحسن من العراقيين؟! أين التواضع والأمانة والتعايش مع المجتمع ؟ فكيف يعرف ما يمر به الشعب إذا كان في قطيعة اجتماعية وعزلة عنه ؟! لماذا لا يختلط بالمجتمع لماذا لا يتنزل للمجتمع ويكلم الناس مباشرة على الأقل من خلال الفضائيات وبدون وساطة الوكلاء والممثلين ؟ ما هو العيب والضرر في ذلك ؟؟!.
كما ان هذا الاستتار يضر بسمعة المرجع وحتى بسمعة وكلائه, وكلام السيد الصرخي الحسني في محاضرته العقائدية التاريخية السابعة عشر يوضح ذلك, إذ يقول سماحته ...{ .... حصلت في الوقت الحالي في السنوات السابقة كان من يدخل ويستغل على المرجع وبعد الخروج في باب المرجع يصرح شيئا وبعد حين يتبين ان المرجع لم يقل او يصرح المرجع او مكتب المرجع بأنه لم يقله، يخرج خارج البيت يقول قال المرجع او وجه المرجع بكذا وكذا وكذا، وبعد فترة لما يتبين بان القضية لن تسري كما قال زيد من الناس فالمرجعية هنا تتبرئ من ذلك الكلام!! لو تحقق الكلام في الواقع لكانت هذه من مكارم المرجعية ومن معاجز المرجعية، لكن عندما لا تتحقق يصدر الانكار، من قال؟ هل سمعتم من المرجع بنفسه؟ هل صدر بخط المرجع؟ هل صدر بختم المرجع؟ نحن ليس عندنا لا صوت للمرجع ولا خط المرجع ولا ختم المرجع حتى يكون مرجعا لكي نقارن الصوت والكلام والختم، المفروض لدينا ختم اصلي نرجع اليه وخط اصلي نرجع اليه وصوت اصلي للمرجع نرجع اليه، نحن هذا الاصل (المرجع لمعرفة المرجع) ليس عندنا فكيف نقارن نقول: من اين لكم هل سمعتم بصوت المرجع او بكلام المرجع او بخط المرجع او بختم المرجع؟ هو لا يوجد لا صوت (لا صوت ولا صورة) ولا كتابة ولا ختم بل صار فترة طويلة ولا صوت ولا صورة فكيف نقارن ان هذه صورة المرجع هل هذا صوت المرجع هل هذا كلام المرجع هل هذا ختم المرجع لا نعرف كيف نقارن...}.
فتفاعل المرجع وظهوره العلني يدفع الكثير من الاضرار والشبهات ويقع خيوط الفتنة التي قد تؤدي الى التمزيق والتفريق بين اتباع المرجع نفسه خصوصا وبقية ابناء المجتمع عموما, كما اود أن اسأل لماذا هذا الاستتار والتخفي والتقوقع عن النفس ؟ هل هو تعالي أو زهد أو عبادة او اي شيء اخر ؟؟!! حتى صار الناس يقولون متى يظهر المرجع؟ اللهم عجل بظهور المرجع لكي يخاطب الشعب, ويأخذون منه مباشرة دون اللجوء الى تصريح وكيل او زائر او سياسي على باب المرجع ؟؟!!
https://www.youtube.com/watch?v=afMMJw8L5zo
الكاتب:: احمد الملا
التعليقات (0)