الكلام يخرج من طرف اللسان مغلف بغلاف من القلب فإن كان القلب فيه سواد لم يبلغ الكلام الأذن حتى يضيع في النسيان عند كل سامع... وأما إذا كان القلب ناصع البياض فيه نور وصل الكلام إلي قلب السامع مرورا علي الأذن ...وكيف يكون ذلك ؟ يكون في حال السواد مغلف بحب الرياسة والظهور وليس في حب الله وابتغاء جزائه وفي ذلك قال الله {هُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الألْبَابِ } آل عمران7 فإذا كانت الرغبة مقصورة علي جلب المال أو المدح من الناس فتلك هي الفتنة ...وتأتي من القلب المغلف بالسواد والعياذ بالله ...وأما إن كانت الموعظة ابتغاء وجه الله ونقل ما أفاض الله به عليك من العلم إلي عباده دون تفكير في المدح أو الذم ( وهذا ما نقع فيه جميعا ونستغفر الله منه) فيكون خارجا من قلب أبيض يغمره نور الله فيصل بغير ترجمان إلي قلب كل سامع ...اللهم بيض قلوبنا وأخرج ما فيها من السواد... وطهر ألسنتنا من ذكر عيوب خلقك... ونعوذ بك أن تخوض في حقنا ألسنتهم... ونسألك يا ربنا أن نكون أفضل مما يعلمون ...واغفر لنا ما لا يعلمون
التعليقات (0)